نص دراسة للدكتور صائب عريقات- وثيقة
نص توصيات قدمها كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات في دراسة جديدة له تضمنت ما يلي:
أولا، التمسك بالموقف الفلسطيني لاستئناف المفاوضات، بتنفيذ إسرائيل للالتزامات المترتبة عليها
وقف النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية المحتلة.
- - الإفراج عن الأسرى، وخاصة اولئك الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994 (عددهم 107)، و (1000) أسير وفقاً لتفاهم الرئيس محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود أولمرت.
ثانيا، استمرار بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية في مختلف المجالات، وتعزيز التعاون مع الدول المانحة وبناء اتفاقات شراكة معها.
ثالثا، العمل مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إطار مهمته لاستئناف عملية السلام وذلك بالتعاون مع لجنة مبادرة السلام العربية والأمين العام للجامعة العربية.
رابعا، التحضير لانضمام دولة فلسطين إلى: مواثيق جنيف الأربعة والبروتوكولات الإضافية، ميثاق فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، ميثاق فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1961، عدد آخر من المواثيق (المرأة، الطفل، عدم التعذيب، وغيرها).
خامسا، استمرار العمل الحثيث لتحقيق المصالحة الفلسطينية، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني. والتحضير والتنسيق بين كافة فصائل مُنظمة التحرير الفلسطينية لتقديم رؤية مُشتركة للقمة العربية المُصغرة حول كيفية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة 2011، وفي الدوحة 2012 .
سادسا، اقتراح تشكيل لجنة أصدقاء للجنة الرباعية تضم: (البرازيل، الهند، اليابان، جنوب إفريقيا، أندونيسيا، وتركيا ، ومن يرغب من الدول العربية).
سابعا، في حال قيام الحكومة الإسرائيلية بالبدء في تنفيذ البناء في مستوطنات E1، جيفعات هماتوس، وراموت شلومو، فلا بد من قيام دولة فلسطين بوضع المسألة برمتها أمام محكمة الجنايات الدولية.
ثامنا، لا بد من توسيع قاعدة المقاومة الشعبية السلمية في (الضفة والقدس الشرقية وقطاع غزة)، وذلك ضمن إستراتيجية جديدة بعد تجربة باب الشمس.
تاسعا، وضع استراتيجية عمل مع المجتمع الإسرائيلي، خاصة مع القوى التي تؤيد مبدأ الدولتين على حدود 1967. خاصة وأنه من غير المتوقع أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بالوفاء بالتزاماتها، وتحديدا فيما يتعلق بوقف الاستيطان أو الإفراج عن الأسرى أو قبول مبدأ الدولتين على حدود 1967 .
عاشرا، إذا ما أفشلت الحكومة الإسرائيلية جهود الوزير كيري واللجنة الرباعية، وأصرت على استمرار الاستيطان، والإملاءات وتدمير مبدأ الدولتين، فإن لحظة الحقيقة سوف تتمثل بـ:تفعيل شامل وسريع لكافة أدوات انضمام دولة فلسطين لعضوية المنظمات الدولية والمواثيق والبروتوكولات والاتفاقات الدولية، ودعوة إسرائيل (سلطة احتلال) لتحمل مسؤولياتها كافة، فاستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه سوف يصبح غير ممكن
اللجنة الرباعية الدولية:
استمر غياب عمل اللجنة الرباعية على المستوى الوزاري، ولم يعقد سوى اجتماع واحد على مستوى المندوبين خلال هذه الفترة. ومع ذلك واصل الرئيس محمود عباس لقاءاته واتصالاته مع أعضاء اللجنة الرباعية الدولية كل على حدة. وسوف نقوم باستعراض وتحليل نتائج هذه اللقاءات والاتصالات.
وتاليا، فإن أهم ما جاء في الدراسة:
أولا- الولايات المتحدة الأمريكية:
خلال الفترة الممتدة من نهاية شهر كانون أول 2012 إلى الآن، تواصلت اللقاءات والاتصالات الفلسطينية – الأمريكية، حيث التقى الرئيس محمود عباس الرئيس الأمريكي باراك أوباما في رام الله، وفي بيت لحم يومي 21 + 22/آذار/2013، والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض يوم 4/آذار/2013، وفي عمان يوم 23/آذار 2013 والتقى المبعوث الأمريكي لعملية السلام ديفيد هيل يوم 8/كانون ثاني/2013، وكذلك لقاءات الرئيس أبو مازن مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي.
إضافة إلى ذلك بعث الرئيس عباس وفداً مكون من د. صائب عريقات ود. محمد اشتيه إلى واشنطن حيث التقيا مع عدد من المسؤولين الأمريكيين يومي 21+22/شباط/2013، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. إضافة إلى عدد كبير من اللقاءات مع القنصل الأمريكي العام مايكل راتني، وخلال كافة هذه اللقاءات تمثلت المواقف الأمريكية بما يلي:
1- الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بمبدأ الدولتين على حدود 1967، وهذا لن يتحقق من خلال الأمم المتحدة، ولكن عبر المفاوضات الثنائية، وستعمل لتحقيق ذلك من خلال الدبلوماسية الهادئة.
2- معارضة الإدارة الأمريكية الشديدة لانضمام فلسطين لأي من المنظمات والبروتوكولات والمواثيق والاتفاقيات الدولية، والتأكيد على أن القيام بذلك سيؤدي إلى التأثير سلباً على العلاقات الثنائية وإلى قيام الكونجرس بقطع كل المساعدات عن السلطة الفلسطينية.
3- الرئيس أوباما لن يطرح في الفترة الحالية أي مشاريع للسلام، وسوف يكتفي بقيام وزير خارجيته كيري ببذل كل جهد ممكن لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.
4- حاولت الإدارة الأمريكية إدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية ولكن الرئيس عباس والأشقاء العرب رفضوا ذلك. ولم يتحدث الرئيس أوباما عن حدود 1967 عندما ذكر الدولتين في كل خطاباته العلنية أثناء زيارته الأخيرة لفلسطين والأردن وإسرائيل.
5- سأل أكثر من مسؤول أمريكي عن إمكانية استئناف المفاوضات بوقف جزئي للاستيطان، مع استمراره فيما يسمى بالكتل الاستيطانية ، ورفض الرئيس أبو مازن هذا الطرح جملةً وتفصيلاً.
6- في هذه الفترة استأنفت إدارة الرئيس أوباما في ولايته الثانية تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية, بعد أن كانت أوقفت جزء كبيرا منها كعقاب على رفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو.
7- في إختلاف واضح مع رئيس الوزراء نتنياهو ، أكد الرئيس أوباما في خطاباته العلنية أن السلام هو الذي يجلب الأمن. وأن الأمن لا يتحقق بالمستوطنات والجدران وإخضاع شعب أخر.
من جانبه أكد الرئيس أبو مازن:
1- حرص الجانب الفلسطيني على عدم الصدام مع أمريكا أو التعرض لمصالحها.
2- أكد أن رفع مكانة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية إلى دولة غير عضو يعتبر تعزيزاً وحفاظاً على مبدأ الدولتين على حدود 1967 .
3- شدد الرئيس عباس على حق دولة فلسطين الانضمام إلى المنظمات والاتفاقيات والبروتوكولات والمواثيق الدولية، مؤكداً أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الحق في تحديد التوقيت لعضوية دولة فلسطين وانضمامها إلى هذه المنظمات والاتفاقات الدولية.
4- أوضح الرئيس عباس أن من يخشى المحاكم الدولية عليه أن يكف عن ارتكاب الجرائم.(قُدمت وثائق للجانب الأمريكي حول الجرائم التي ترتكب من قبل المستوطنين، والنشاطات الاستيطانية وتهجير السكان وهدم البيوت، وخاصة في مدينة القدس الشرقية وما حولها، وكذلك الالتزامات التي لم تنفذها إسرائيل من الاتفاقات الموقعة وخارطة الطريق إضافة إلى رسالة من أهالي الأسرى الفلسطينيين).
5- أصر الرئيس عباس على وجوب تنفيذ الالتزامات المترتبة على الجانب الإسرائيلي، مُشيراً أن ذلك لا يعتبر حسن نوايا أو إجراءات ثقة وإنما تنفيذاً للالتزامات .
6- أعاد الرئيس عباس التأكيد على أن قبول إسرائيل بمبدأ الدولتين على حدود 1967، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية المحتلة، والإفراج عن الأسرى، يعتبر المدخل لاستئناف المفاوضات، موضحاً أن هذه التزامات ترتبت على الحكومة الإسرائيلية وليست شروطاً فلسطينية كما تدعي الحكومة الإسرائيلية. ومما لا شك فيه أن استعراض حرس الشرف الفلسطيني من قبل الرئيس أوباما بمرافقة الرئيس عباس وعزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني والأمريكي وتحية العلم الفلسطيني كان إشارة كبيرة لمعنى دولة فلسطين تحت الاحتلال بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة).
ثانيا - روسيا الاتحادية:
توجت اللقاءات والاتصالات الروسية الفلسطينية بلقاء قمة جمع بين الرئيس أبو مازن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزرائه ديمتري ميدفيدف ووزير الخارجية سيرجي لافروف، أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عباس لموسكو بين 13-16/3/2013 .
إضافة إلى لقاءات واتصالات مستمرة مع المبعوث الروسي لعملية السلام سيرجي فرنشيين وممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.
ونستطيع تلخيص موقف الاتحاد الروسي:
1- التأكيد على أن تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، وإقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، هو الأساس الوحيد للحل.
2- رفض استمرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية والإملاءات والإرهاب والعنف الذي ترتكبه مجموعات من المستوطنين.
3- دعم الموقف الفلسطيني بوجوب وقف كافة النشاطات الاستيطانية والإفراج عن الأسرى، وقبول مبدأ الدولتين على حدود 1967، كمدخل لاستئناف المفاوضات.
4- المطالبة بوجوب انتظام اجتماعات اللجنة الرباعية على المستوى الوزاري، ووضع الآليات اللازمة لدعم تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967 وقيام الأطراف بتنفيذ ما عليها من التزامات.
5- دعم تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام على أساس ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة.
6- رفض أي طرح لحلول انتقالية وبما يشمل ما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة، إضافة إلى رفض أي محاولة للمساس بشرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني. 7- دعم حق دولة فلسطين في عضوية المنظمات الدولية المتخصصة والانضمام إلى المواثيق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية.
8- رفض أي اقتراحات لعقد مؤتمر دولي في موسكو دون الاستناد إلى المرجعيات المحددة ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، حيث أكدت القيادة الروسية رفضها لعقد المؤتمرات بهدف العلاقات العامة والصور. أعلمت القيادة الروسية الرئيس عباس بأن الفرق الطبية الروسية مستمرة 9- في فحص العينات التي أخذت من جثمان الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وأنه سوف تسلم النتائج للقيادة الفلسطينية حال استكمال الفحوصات.
10- أبلغت القيادة الروسية الرئيس أبو مازن رفضها الشديد لما أعلن عن مشاريع استيطانية إسرائيلية في القدس الشرقية، وتحديداً ما يسمى
وجيفعات هماتوس وراموت شلومو، وأنها طالبت الحكومة الإسرائيلية بإلغاء هذه المخططات. (E1)
الرئيس محمود عباس أبلغ القيادة الروسية تقدير الشعب الفلسطيني وتقديره للمواقف الروسية، وللدعم الذي تقدمه روسيا الاتحادية للشعب الفلسطيني في كافة المجالات.
كما أكد الرئيس عباس وجوب تطوير العلاقات الروسية – الفلسطينية من خلال علاقة عمل إستراتيجية بين الجانبين تشمل كافة مجالات التعاون.
ثالثا - الأمم المتحدة:
التقى الرئيس محمود عباس السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في أديس أبابا يوم 27/كانون ثاني/ 2013، كما التقى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً في أديس أبابا يوم 26/كانون ثاني/2013، وذلك على هامش قمة الاتحاد الإفريقي. والتقى مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيف فيلتمان في الدوحة يوم 26/3/2013 على هامش القمة العربية العادية . إضافة إلى عدد كبير من اللقاءات مع مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري.
في هذه الفترة تواصلت جهود السفراء رياض منصور، وإبراهيم خريشة وإلياس صنبر، فيما يتعلق بمكانة فلسطين وحقها في عضوية المنظمات الدولية والانضمام للمواثيق والبروتوكولات والاتفاقيات الدولية. إضافة إلى ملاحقة إسرائيل في كافة المحافل الدولية ذات الاختصاص فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي والنشاطات الاستيطانية وهدم البيوت والاعتقالات ومصادرة الأراضي.