ندوة حول مدينة القدس في عجلون
بدعوة من رابطة الكتاب الاردنيين/عجلون، وبالتعاون مع مديرية ثقافة عجلون، اقيمت ندوة حول مدينة القدس، يوم الخميس 28/10/2021
في قاعة بلدية كفرنجة الجديدة
وقد ادار الندوة د. يوسف ربابعة الذي بدأ حديثه بتوجيه الشكر للمضيفين والحضور، ثم اكد على الشهداء العرب والمسلمين الذين روت دمائهم ارض القدس دفاعا عنها. وقد قدمت في هذه الندوة، الورقة التالية:
تهويد القدس ونزع عروبتها الباحث محمد محفوظ جابر
خدعت المنظمة الصهيونية العالمية يهود العالم بأن فلسطين هي ارض الميعاد،وفرضت على نفسها ان تثبت ذلك. وخاصة وجود الهيكل وحائط المبكى. 1--الهيكل: تقوم سلطات الاحتلال منذ عام 1967 وحتى الآن بحفريات أثرية بحثاً عن الهيكل المزعوم الذي تدّعي وجوده، ورغم ذلك لم تنجح حتى الآن رغم مرور أكثر من خمسين عاماً من البحث أن تجد ما تدّعيه، بل على العكس، اعترف علماء الآثار الصهاينة بعدم وجود الهيكل، فقال الدكتور روني رايخ مدير سلطة الحفريات في القدس: " أن الكنعانيين هم بُناة القدس، وأن ما يسمى بمدينة داوود تسمية تتصل بالاحتلال وليس بالأصول " حسب يديعوت أحرنوت في 23/7/1998. بينما كتب البروفيسور زئيف هيرتسوغ من جامعة تل أبيب مقالاً جاء فيه: " أن الأعوام الأخيرة شهدت انقلاباً في نظرة الباحثين إلى مدى قيمة الكتب التي دوّنها أسباط بني إسرائيل كمصدر تاريخي"، وأكد أن المكتشفات الأثرية تدحض ادعاءات التوراة، المحصلة انه لا يوجد هيكل حسب اعترافاتهم.
2- الحائط الغربي للحرم الشريف والمعروف باسم حائط البراق، واطلقوا عليه اسم "حائط المبكى"، علما بأنه لم يبدأ استخدام هذا الحائط للعبادة اليهودية الا في القرن السادس عشر 1520م، أي بعد الاحتلال العثماني 1517 وهجرة اليهود من اسبانيا. وقد أكدت اللجنة الدولية في تقريرها المقدم الى عصبة الامم عام 1930، والتي قامت بالتحقيق حول ملكية الحائط أنه اثر اسلامي وانه ملك عربي ووقف إسلامي وقد وافقت بريطانيا وعصبة الامم على محتوى التقرير الذي يؤكد عدم ملكية اي حجر من الحائط لليهود. من هنا بدأت عملية تدمير وطمس التراث العربي في فلسطين، وذلك لأنها تهدف من وراء ذلك إلى قطع الصلة بين الشعب الفلسطيني وتاريخه وحضارته العريقة، حتى تبني على أنقاضه المشروع الصهيوني وقاعدته الدولة اليهودية. وتشمل الهجمة الشاملة على التراث الفلسطيني هجمة تهويدية شرسة على عروبة مدينة القدس عاصمة فلسطين، ومنبع هذه الخصوصية هو النظرة الصهيونية للقدس، ولا ادل على ذلك من قول ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية : "إذا حصلنا يوما على مدينة القدس وكنت ما أزال حيا وقادرا على القيام بأي عمل، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق جميع الآثار الموجودة ولو مرت عليها قرون". وقول ديفيد بن غوريون اول رئيس وزراء للكيان الصهيوني: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل" ، هذه هي العقلية الداعشية اليهودية التي تحتل القدس. وعلينا ادراك مدى خطورتها.
لذلك سعى الكيان الصهيوني بعد ان استكمل احتلال جزئي القدس الغربي عام 1948 والشرقي عام 1967 الى تغيير شامل في ملامح المدينة العربية من اجل ان تصبح مدينة يهودية نقية ، سواء فيما يخص الانسان او الارض. 3- هدم المباني لتغيير معالم المدينة التاريخية: منع البناء، تراخيص البناء، قرارات الهدم، قرارات الاخلاء لقد قام العدو الصهيوني بهدم أحياء سكنية بكاملها في داخل البلدة القديمة من القدس وهي: حي المغاربة(تم هدم بعض المباني على سكانها حسب اعترافات الضابط المسؤول) وحي الشرف، وجزء من حي السريان، وحي باب السلسلة، وقد أدت هذه العملية إلى تهجير ستة آلاف عربي إلى خارج سور القدس، بالمقابل تم تشييد حي يهودي يستوعب 3000 مستوطن يهودي، ان عملية هدم هذه الاحياء العربية وهي تحوي البيوت القديمة ذات القباب، هي هدم لهذا التراث الذي توصف به المدينة وخاصة ان المباني اليهودية التي حلت مكانها هي ذات طراز معماري حديث شوه الطابع التراثي العربي للمدينة . والاخطر من ذلك هو سرقة الحجارة القديمة للبيوت المهدومة، من اجل بناء كنس يهودية تحت الارض كي يدعو انهم اكتشفوا هذه الكنس القديمة التي ستدل على ان لهم تاريخ في المدينة. كما يتم هدم المباني تحت حجة امنية او حجة عدم الترخيص، وهي شبه مستمرة حتى ينتقل السكان العرب الى خارج المدينة. 4-- تغيير الطابع السكاني في المدينة: لم يكن في القدس أي يهودي بعد أن دمرها الإمبراطور الروماني هادريان عام 132م، في سنة 1170 كان عدد اليهود 4 افراد. في سنة 1267 كان فيها عائلتان فقط. أصبح عدد اليهود في الشطرين الغربي و الشرقي 422600 يهودي يعيش منهم 180000 "19" في المستوطنات التي أنشئت بعد عام 1967 في شرقي القدس.
واستخدم العدو الصهيوني وسائل متعددة لتفريغ القدس من السكان العرب والغاء طابعها التراثي الانساني العربي واحلال الطابع اليهودي عليها حيث سنت القوانين التي تحد من التواجد السكاني العربي في القدس. وركزت سلطات الاحتلال على ابعاد الشخصيات السياسية والنقابية والاعلامية منذ ان احتلت الجزء الشرقي من القدس عام 1967. وقامت بتهويد البلدية بعد حل مجلس امانة القدس في 29/6/1967ونصبت عليها رئيسا يهوديا . تم تحويل شرقي القدس إلى مدينة "ثنائية القومية" من الناحية السكانية، ونجحت بشكل كبير في خلق واقع ديمغرافي جديد في القدس الشرقية منذ 1967 حيث تصل نسبة اليهود فيها، اليوم، إلى 43% مقابل 57% من الفلسطينيين، وحولت القدس الشرقية إلى كانتونات منفصلة ومبعثرة ومساكن فقر. ويقوم المستوطنون بالاعتداء يوميا على المسجد الاقصى وإقامة الصلوات الدينية اليهودية لتغيير الصبغة الدينية الاسلامية فيه ،ويلتقطون صورا لهم بي ساحة الأقصى وقبة الصخرة للترويج اعلاميا للطابع اليهودي للأماكن المقدسة، واخيرا حققوا أشياء غير مسبوقة منها “نفخ البوق ورفع علم "إسرائيل" في باحة المسجد الأقصى. وكل ذلك بحراسة امنية رسمية. بينما تعرقل سلطات الاحتلال وصول المسلمين الى الاقصى كما تعرقل القيام بالاحتفالات المسيحية. 5-- تهويد الاراضي تهويد الاراضي قامت هذه السلطات باستخدام الأساليب المختلفة لتهويد أراضي القدس العربية، بعد أن قامت بإلحاقها إدارياً لسيادتها. إن عملية الاستيلاء على الاراضي بجميع وسائلها لا تتوقف عند ذلك بل يتم بناء المستوطنات وشق الطرق اليها واطلاق تسميات توراتية على المستوطنات والطرق وبالتالي طمس كل ما يمت لهذه الاراضي من تراث وتاريخ عربي. 6--الاستيطان الصهيوني في القدس بعد الانتهاء من الحرب مباشرة بدأت عمليات الاستيطان الاستعماري في المناطق العربية المحتلة عام 1967م، وبدأ تطبيق خبرته على الأراضي المحتلة عام 1967م، بشكل عام و على أراضي شرقي القدس بشكل خاص فكانت خطوته الأولى إصدار قرار من الكنيست بضم القدس للسيادة الصهيونية في 27/6/1967م، "16" ولاستباحة أراضي الضفة الغربية قرر العدو توسيع حدود بلدية القدس من 6.5كم2 إلى 70,5كم2(17) ويستمر التوسع عن طريق ضم 28 قرية و مدينه مجاورة للمدينة ليصل إلى تبني مشروع " القدس الكبرى " عاصمة " إسرائيل الكبرى "ليضم المشروع المستوطنات و تصل مساحته 440كم2 "18".
و قد شكلت المستوطنات أطواقا حول القدس تعزلها عن باقي الضفة الغربية فارضة عليها حصارا بالإسمنت المسلح إضافة للحصار العسكري لتشكيل ضغطا هائلا على أهالي القدس العرب لترحيلهم و تفريغ الأرض من السكان و جلب المهاجرين اليهود ليستوطنوا مكانهم. يوجد 3 اطواق و 27 مستوطنة و 60 جيب استيطاني داخل السور، وجيوب في سلوان والشيخ جراح وجبل الطور. و بنظرة جغرافية سريعة ندرك أن القدس أصبحت محاصرة من الجهات الأربع بالاستيطان الصهيوني الساعي إلى تهويدها. - الشيخ جراح وسلوان: يستهدف مخطط التطهير العرقي الجاري في الشيخ جراح إخلاء 550 فلسطينيا في إطار "تطهير" الحي من سكانه العرب، تم إخلاء 50 منهم حتى الآن، وهدم بيوتهم وبناء 200 وحدة استيطانية جديدة مكانها في إطار تعزيز السيطرة الإسرائيلية على "الحوض التاريخي" المحيط بالبلدة القديمة سلوان تقع ضمن ما يسمونه بالحوض التاريخي، حيث يدعون أن هناك تقع مدينة داوود التي كانت قائمة قبل ثلاثة آلاف عام على حد زعمهم، في حين أن المخطط هو تفتيت وطرد السكان التي بدأت في رأس العامود بإقامة "جفعات هزيتيم" نزولا إلى منطقة بطن الهوى في قلب سلوان لينتقلوا إلى وادي حلوة وصولا إلى الحي اليهودي، عبر ممارسة عملية تطهير عرقي واقتلاع وإحلال كما يفعلون في الشيخ جراح، عبر عملية سيطرة على البيوت الفلسطينية بذرائع مختلفة لتنفيذ مخططهم الاستيطاني في ضرب طوق استيطاني حول البلدة القديمة. - الجدار العازل جزء من الجدار الذي اقامته سلطات الاحتلال في الضفة الفلسطينية. في 2002 بدأت إسرائيل في إقامة جدار الفصل وأتمّت بناءه في 2016. وقد قررت محكمة العدل الدولية عدم شرعيته وطلبت ازالته بتاريخ 9 /4/2004 ولكن السلطات استمرت ببنائه، ليعزل القدس عن الضفة الفلسطينية ويمنع التواصل بين العرب ، ومن ناحية اخرى سحب هويات المقدسيين الذين اصبحوا خلف الجدار. ومن الخطأ استخدام جدار الفصل العنصري وكأنها دولة واحدة تمارس التمييز العنصري . 7-- المصطلحات والاعمال التهويدية وسلطات الاحتلال اذا لم يدمروا تراثنا فَهُم يسرقوه، ويطلقون عليه مصطلحات ومسميات توراتية وعبرية لتهويده ،وكثيرون منا يقعوا في مطب الفخ الصهيوني ويستخدموا تلك المصطلحات دون الانتباه الى خطورة استخدامها وما تمثله من تطبيع مع العدو الصهيوني. - وقام العدو بتغيير أسماء الشوارع والأحياء في القدس ،وقد انتشرت اللوحات التي عليها الاسماء الجديدة باللغة العبرية في جميع انحاء المدينة. - ويقوم بطمس وتهويد المقابر مثل : باب الرحمة واليوسفية. وكانت سلطات الاحتلال قد غيرت المسميات الدينية في داخل الحرم الشريف في خطوة لتهويده كاملا ومن هذه المسميات : - جبل الهيكل بدلا عن قبة الصخرة.