نحو مشروع وطني فلسطيني تحرري
بقلم: د. فيحاء قاسم عبد الهادي
تلقيت عدداً من التعقيبات على مقالتيّ السابقتين: "إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية: نحو أوسع حوار مجتمعي"، و"تجديد الحركة الوطنية الفلسطينية: نحو مراجعة نقدية شاملة"؛ أستضيف بعضها مع الاختصار.
عبَّر معظم الرسائل، عن أهمية إعادة بناء منظمة التحرير، بعد إجراء مراجعة نقدية، تقف لدى أسباب الإخفاقات، وعوامل النهوض، من أجل بلورة مشروع وطني تحرري، قادر على الانتصار.
وأكدت الرسائل أن إعادة البناء؛ يجب أن تبدأ بإعادة الاعتبار لدور منظمة التحرير الفلسطينية، - التي جسَّدت إرادة الشعب الفلسطيني، في أماكن تواجده كافة، وبلورت الهوية الفلسطينية -، وبضرورة استبعاد كل من ساهم في تهميشها.
كما تمَّ التأكيد على ضرورة أن يأخذ الشباب دوراً حيوياً ورئيساً، في التغيير وإعادة البناء.
وذكَّرت واحدة من الرسائل بأن فشل المشروع التحرري الفلسطيني، مرتبط بفشل المشروع التحرري العربي، وأن هناك ضرورة لتبني منظور عربي وحدوي، يقاوم محاولات الاستعمار المتكررة لشرذمة العالم العربي.
*****
"إسمحى لي أن أضع ملاحظات، حول هذه الوثيقة المهمة، خاصة أني واكبت بناء المنظمة، وأسهمت في بناء دوائرها.
أولاً: قامت منظمة التحرير بإرادة الشعب الفلسطيني، بإجماع كافة القوى الوطنية الفلسطينية، واكتسبت اعترافاً عربياً ودولياً. وهي المرجعية الشرعية للشعب الفلسطيني، داخل الوطن وفي الشتات.
وجاءت السلطة الوطنية لتهمِّش دور المنظمة بكافة مؤسساتها، ومنها الصندوق القومي، رغم أن مسؤوليتها تقتصر على الفلسطينيين داخل الوطن، وبقي الفلسطينيون في الشتات خارج دائرة الاهتمام. لذلك يجب ألاّ تترك إعادة البناء لعناصر ساهمت في تهميش المنظمة.
ثانياً: من حق المجلس الوطني بعد إعادة بناء المنظمة أن يعدِّل في الميثاق، ليلبّي احتياجات العمل الفلسطيني.
ثالثاً: حان الوقت أن يحتل الشباب المواقع الحيوية في فلسطين، ولا بد أن نعطيهم حرية التعبير.
رابعاً: جاء بناء المنظمة بالتوافق الوطني، وليس بالانتخاب، لصعوبة ذلك، واستحالته في كثير من الساحات. والانتخابات لا تتم تحت الاحتلال، وفي ظروف مقاومة الاحتلال. إذن، كيف نعيد بناء المنظمة؟
يتم تشكيل لجنة وطنية بالتوافق الوطني. معظم عناصرها من الشباب، وتختار بالتوافق 120 عضواً، يشكلون المجلس الوطني الفلسطيني، يجتمع ويضع استراتيجية العمل الفلسطيني، ويعدل الميثاق الوطني، ليتناسب مع الصراع ضد العدو الصهيوني، وينتخب من بين أعضائه أطر المنظمة القيادية، تكون المرجعية، في الوطن والشتات، وهي المسؤولة عن إعادة بناء السلطة الوطنية على أسس جديدة، تتفق مع التوجه النضالي.
غازي مرار/ القاهرة
*****
"من الخطأ الاستمرار في الحديث عن الحركة الوطنية الفلسطينية بعقلية الماضي؛ لأن فصائل المنظمة المنضوية تحت سقف أوسلو، تختلف اختلافاً جذرياً عن الحركة التي كانت؟!
كيف يمكن لحركة كهذه أن تستمر بقيادة شعبها فوقياً؟! وهي مستمرة بالدعوة لإنهاء الانقسام؛ لكن على قاعدة أوسلو، وليس على قاعدة تحررية.
كيف يمكن لحركة وطنية أن تصفِّق لإلغاء بنود الميثاق الوطني، أساس وجودها، وتستمر بقيادة شعبها، دون أية مراجعة حقيقية للأسباب التي أجبرتها على هذا الموقف؟!
وماذا بقي من حق العودة؟! ألم يتم تدمير هذا الحق وهذا الثابت على أيدي نُخب من قيادة هذه الحركة وهذه المنظمة؟! وما زالت هذه النُخب في مواقفها القيادية، ألم تتبنَّ المنظمة المبادرة العربية، التي دعت إلى التفاوض على حق العودة؟! ألم نسمع دعوات من نُخب تدعو إلى التخلي عن حق العودة لفلسطين وحصره بأراضي 67؟! ألم نسمع أحدهم مؤخراً وهو يدعو للاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني، مقابل التخلي عن الاستيطان، وقيام الدولة، بحضور قادة هذه الحركة الوطنية؟! ولم ينبسوا ببت شفة.
ماذا عن الثابت الآخر بالمشروع الوطني الذي يحملونه: حدود 67؟ هل بقيت مقدسة بعد التبادلية التي طُرحت منذ بداية المفاوضات؟!
أمّا عن القدس؛ ماذا أعددنا لها؟! وماذا يُعدّ الصهاينة؟! وهل بقيت إمكانية لتكون عاصمة لدولة فلسطينية؟!
هذه هي عناصر ومكوِّنات المشروع الوطني، فماذا بقي من المشروع؟!
إذن فنحن في مأزق كبير، نحن بتنا بدون مشروع وطني، ننتظر من أعداء شعبنا أن يُعطونا شيئاً، لنفاخر به أمام هذا الشعب المنكود، ونحوِّله إلى انتصار، مثلما حوَّلنا جميع هزائمنا إلى انتصارات.
إحسان سالم (أبو عرب)/ الأراضي المحتلة
*****
"تعليق الدكتورة غانية غني؛ ولكنه لا يغني عن الضرورة الأساسية في تبني منظور عربي أشمل لفشل المشروع الوطني الفلسطيني - رغم قسوة التعبير -؛ لأن عوامل فشله مرتبطة بفشل المشروع التحرري العربي إجمالاً. لقد أثبتت الوطنية الفلسطينية خصوصيتها في مواجهة الفكرة القومية التبسيطية، ولا داعي للمزيد من الجهد بنفس الاتجاه. لنتذكر دوما أن وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو توأمان سياميان ولدا معا ولنفس الهدف، و لن يموتا إلاّ معاً".
أنس سكرية/ لبنان
****
"نحتاج وبشدة، دماً جديداً، يحمل رؤيا جديدة. ماذا عن قضية اللاجئين؟ هل ماتت، هي وحق العودة؟!".
إسكندر نجار
*****
"لا شك أن إنهاء الانقسام أهم مطلب. أما عن غياب الشباب، فهذا دليل دامغ على سوء توجه التنظيمات المعنية ببذل الجهد المدروس، للكيفية التي تبني جسور العلاقات معهم؛ لأنها هي المنوط بها دفع قاطرة النضال".
د. هند أمين البديري/ القاهرة
*****
"م.ت.ف غير موجودة، ودول عربية في اقتتال مخزٍ، وقيادة فلسطينية في طريق مسدود. هو أقضل سيناريو حلمت به إسرائيل يوماً. والدولة الصهيونية سوف تعمل، لمنع أية "مناورة" فلسطينية، تعني السير في الاتجاه السليم".
أبو رفيق مسعد/ تشيلي
*****
"القضية ليست إشراك الشباب فحسب؛ بل إعادة بناء الثقة مع جيل بأكمله فقد التواصل؛ ولكنه لم يفقد البوصلة. الشباب الفلسطيني استطاع اختراق الوعي الأجنبي، بأساليبه الإبداعية؛ ولكن للأسف، الشرذمة، وضياع الهوية؛ تكبل خطوات شبابنا، داخل الوطن، إما بسبب التهميش، أو وضع أطر مرسومة لأدواره، أو لافتقارنا للتعامل بديمقراطية، وحرية التعبير، لتوطد العلاقة مع أبنائنا، ومساعدتهم على حمل راية التحرر، والمضي قدماً في مشروع وطني، هم جزء في صياغته".
هانيا البيطار/ رام الله
*****
أعتقد أن نقاش وثيقة "إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى نقاشها المتواصل، في العديد من مواقع تواجد الشعب الفلسطيني، في الوطن وفي الشتات؛ يوسِّع دائرة المشاركة، ويبرز قضايا جديدة يجدر التعمق بها، إسهاماً في تعديل، أو تطوير الوثيقة، وفي تقديم رؤية تساهم في تشخيص المأزق السياسي الفلسطيني، وسبل الخروج منه.