التطبيع من باب "التعايش السلمي"
ممثلون عن الرابطة الإسلامية العالمية يشاركون في لقاءٍ تطبيعي بالأرجنتين
الجمعة 14 يوليو 2023 | 07:23 م
برازيليا _ خاص بوابة الهدف
CONIB شارك الحاخام اليهودي "غيرشون كواسنيفسكي"، أحد ممثلي
وهي الكونفدرالية "الإسرائيليّة" في البرازيل للحوار بين الأديان، في الاجتماع الأوّل للقادة اليهود والمسلمين في أمريكا اللاتينية، الذي عقد يومي العاشر والحادي عشر من شهور يوليو الجاري في بوينس آيرس الارج ل اللقاء من قبل المؤتمر اليهودي العالمي (CJM)، والرابطة الإسلامية العالمية التي مثّلها في الاجتماع عدد من أعضائها من عدّة دول في أمريكا اللاتينيّة، والمؤتمر اليهودي لأمريكا اللاتينية (CJL)، والأخير تحت قيادة كلوديو إيبلمان، حيث كانت الاجتماعات في السابق تعقد عبر الانترنت، لكنّ الاجتماع الأخير كان وجاهيًا بعد انتهاء جائحة "كورونا".
وخلال الاجتماع، قال الحاخام غيرشون، أنّ "الاجتماع كان هامًا للحوار بين الأديان ولبناء جسور الاحترام والتعايش السلمي والوئام"، مُبينًا أنّ "هذه المبادرة ساهمت في استعادة العلاقات الطيبة بين العرب واليهود مثل تلك التي كانت موجودة في القرن الذهبي في شبه الجزيرة الأيبيرية، واتفق القادة على تعزيز التبادلات وتشجيع التعليم، كطريقةٍ لتقريب العرب واليهود من بعضهم البعض والتواصل بشكلٍ جيد"، على حد قوله ووصفه.
(أسماء المشاركين في الاجتماع)
وتعقيبًا على ذلك، أكَّد الناشط الفلسطيني المُطّلع على الشؤون البرازيلية جاد الله صفا، إنّ "التطبيع في البرازيل وأمريكا اللاتينية ليس وليد اللحظة، بل له امتداداته منذ 40 عامًا، سواء ما يحدث الآن (الذي له علاقة بالتيار الاسلامي العربي الذي تقوده دولة الإمارات العربية أو السعودية)، أو ما أدّاه المستوى الفلسطيني منذ عام 1983". وبيّن صفا في مقابلةٍ مع "بوابة الهدف"، أنّه "لا يجوز أمام كل هذه اللقاءات والاجتماعات التطبيعيّة تبرئة رئيس الاتحاد العربي الفلسطيني، الذي وافق أن يشارك في نشاطٍ تكريمي في برلمان ولاية ساوبولو إلى جانب ممثلين عن الجالية اليهودية أثناء رفع العلم "الإسرائيلي" والفلسطيني معًا، وهذا أيضّا امتدادٌ لهذه السياسة التي تضر بحملة التضامن مع شعبنا الفلسطيني". تمهيد للتطبيع السعودي الرسمي وتوقّع صفا، أنّ "الاجتماع الأخير الذي شاركت فيه الرابطة الإسلاميّة ومقرّها في السعودية، أنّ يكون تمهيدًا لتطبيع السعودية مع كيان الاحتلال الصهيوني، لا سيما وأنّ السعودية استقبلت قبل أيّام منتخبًا رياضيًّا "إسرائيليًّا"، ومن خلال هذه اللقاءات والاستضافات تريد السعوديّة التمهيد للتطبيع الكامل مع الكيان والمؤسسات الصهيونيّة من خلال مشاركة مؤسّساتها في نشاطاتٍ تطبيعيّةٍ في البلدان المختلفة حول العالم، فهذا يأتي تمهيدًا للتطبيع السعودي الرسمي". وتابع صفا: "ما يجري في أمريكا هو كما حصل سابقًا، حين التقت الهيئات الإسلامية العليا في البرازيل مع الكونفدرالية "الإسرائيلية" في مقر قنصل دولة الإمارات في ساوباولو، كان فعليًّا بمثابة عملية تمهيد للتطبيع الإماراتي مع "إسرائيل" كما جرى لاحقًا؛ أي إنّ هذه اللقاءات لا تأتي من فراغٍ ولها أهدافها الخطيرة". ونبّه صفا، إلى أنّ "الأسلوب الذي يتم التعامل به في البرازيل تحت مسمى نشر ثقافة السلام والحوار والسماع إلى وجهات نظر طرفي الصراع والتوسّط بين الفلسطينيين "والإسرائيليين" يصب لصالح سياسة التطبيع المرفوضة والمدانة من قطاعاتٍ واسعة من شعبنا الفلسطيني، التي تضرّ بمجملها بحملة المقاطعة التي تتسع رقعتها في البرازيل، وتسيء إلى النضال الوطني الفلسطيني برمته، وتشكّل عائقًا أمام تعزيز حملة التضامن البرازيلية مع نضال شعبنا العادل". ما يجري له انعكاسات على مستوى القارة وشدّد صفا، أنّ "البرازيل ساحةٌ خصبةٌ للتطبيع، وما يجري في البرازيل له انعكاساته على مستوى القارة دولًا وشعوبًا وتجمّعات، سواء كان لصالح القضية أم ضدها، بحكم أن البرازيل لها وزنها الكبير على مستوى القارة واللاعب الأساسي، وأي موقف يصدر من البرازيل تكون له انعكاساته على كل دول القارة وشعوبها، وهذا من ثَمَّ ينعكس على قرارات الجالية الفلسطينيّة ومواقفها". وأشار صفا، إلى أنّ "الحركة الصهيونية البرازيلية تنشط من خلال المؤسسات التي أقامتها للتجمعات اليهودية على مدار ما يزيد عن قرن، حيث عملت على تنظيم التجمعات اليهودية وإقامة المؤسسات التمثيلية القوية والمتينة ضمن سياسة تخدم بها المشروع التوسعي للحركة الصهيونية العالمية على الأراضي الفلسطينية المتمثّل اليوم بالكيان الصهيوني، وتنشط أيضًا تجاه إضعاف أي حملة دوليّة أو محليّة وإفشالها على مستوى القارة تدعو إلى إدانة أو محاصرة الكيان الصهيوني نتيجة ممارساته وسياساته العدوانّية". تطبيع يحمل رسائل للبرازيل والعرب ورأى صفا، أنّ "الكونفدرالية "الإسرائيلية" تريد من وراء هذا التطبيع إيصال رسائل للمجتمع البرازيلي والتجمعات العربية والفلسطينية المعارضة لهذه السياسة، فمثلًا تريد القول للجانب البرازيلي، إنّ المحاولات التي تقومون بها لمقاطعة "إسرائيل" محاولات فاشلة، وإننا نتمكن من بناء أفضل العلاقات وأمتنها مع التجمّعات الفلسطينيّة والعربيّة والإسلاميّة، فيما تريد إيصال رسالة للعرب مفادها أنّ إيران هي العدو الأوّل في المنطقة وليس غيرها، وهذا بالفعل ما تقتنع به بعض الدول العربيّة، مثل السعوديّة والإمارات و قطر وحركة الإخوان المسلمين، الذين يرون أنّ إيران تشكّل خطرًا على استقلال دولهم وسيادتها". الجالية الفلسطينيّة والعربيّة أمام تحديات كبيرة وخلال حديثه، أكَّد صفا، أنّ "الجالية الفلسطينيّة والعربيّة اليوم أمام تحدياتٍ كبيرة لمواجهة هذه المرحلة، ولا يكون التصدي إلّا من خلال المؤسّسات القوية والمتينة للجالية الفلسطينيّة والعربيّة، ومن خلال تعزيز العلاقات مع القوى الفلسطينيّة والعربيّة التي يهمّها تنظيم الجالية الفلسطينيّة والعربيّة وتقوية مؤسّساتها، ودون ذلك ستبقى القضية الفلسطينيّة والقضايا العربيّة ضعيفة وسهلة الاختراق من قبل الحركة الصهيونيّة والموساد "الإسرائيلي" ليؤدي دوره في تحطيم الجالية وتفكيكها". وختم جاد الله حديثه مع "بوابة الهدف" بالقول: "الأغلبية من جاليتنا الفلسطينيّة تعي ذلك، وستتمكن من تجاوز هذه المرحلة الحرجة؛ لأنّ المستقبل سيكون لصالح قضيّتنا الفلسطينيّة". وتأتي هذه اللقاءات والاجتماعات التطبيعيّة في ظل استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، فيما تجدر الإشارة إلى أنّ "المنظمة اليهوديّة العالميّة" تأسست في العام 1936 وشاركت بشكلٍ مباشر في تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين إلى جانب الحركة الصهيونيّة والصندوق اليهودي.