مشروع دولة فلسطين "الغزية السيناوية" هل هو قنبلة "صفقة القرن"؟
غزة - وكالة قدس نت للأنباء
تصريحات قديمة جديدة، لكنها تصدر بين الفينة و الأخرى، و هذه المرة جاءت في إطار ما يمسى بخطة" صفقة القرن"، وفق ما كشفت عنه وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، غيلا غامليئيل عن أن سيناء أفضل مكان لدولة الفلسطينيين.
الحكومة الإسرائيلية وعبر مخطط التهجير و التشريد، لا تزال تعمل بكل ما بوسعها على إنهاء حلم الدولة الفلسطينية، واستمرار تشريد الفلسطينيين،وعادت من جديد لتلوح بمشروع دولة فلسطين الغزية السيناوية، كحل نهائي للقضية الفلسطينية .
طبخة إسرائيلية فوق الأفق
وتعقيبا على تصريحات الوزيرة الإسرائيلية قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني العقاد:" تصريحات الوزيرة الإسرائيلية غيلا غامليئيل حول توطيني الفلسطينيين بسيناء،هو أمر خطير جدا وليس بتهكنات وتحذير، ولكن حينما تتحدث وزيرة إسرائيلية عن هذا الموضوع، هذا معناه أن هناك شيء خفي يدور في الكواليس وطبخة إسرائيلية فوق الأفق،، وهذه الطبخة تأتي في تقاطع مع "صفقة القرن"، التي يجهز لها ترامب.
وأشار العقاد خلال حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن هذا الأمر الخطير يتقاطع أيضا مع ما يدور من إرهاب وجماعات إرهابية في سيناء تعتدي على الإسلام والمصليين ، والهدف هو إفراغ المنطقة بعمق 50 كيلومتر، من سكانها وهذا أمر خطير جدا.
متابعا حديثه، "وإذا كانت صفقة ترامب الجديدة تتضمن بعض المعطيات والخطط والبرامج للتسوية على هذا الأساس، فانا أقول أن المنطقة كلها ستنفجر وستلتهب، وأي حل للقضية الفلسطينية لن يكون على حساب قرارات الشرعية الدولية وليس على أساس حل تطبيق الدولتين، وليس على أساس مبادرة السلام العربية غير المعدلة لن يقبله أحد ولن يتجرأ أي أحد من الفلسطينيين على قبوله، وإذا قبله العرب باعتبار أنهم يريدوا التطبيع مع إسرائيل فقط، ولن تحل القضية الفلسطينية بل ستزداد اشتعالا ويزداد الصراع ضراوة ."
مخططا لإخلاء سيناء لصالح صفقة القرن
وأتت تصريحات الوزيرة الإسرائيلية بعد أيام من هجوم إرهابي يوم الجمعة الماضي، على مسجد بالعريش أسفر عن استشهاد 305 أشخاص.
التصريحات جعلت البعض يطرح مجددا أن هناك مخططا لإخلاء سيناء لصالح "صفقة القرن"، وهو أمر تنفيه تماما السلطات المصرية وتعتبره "أكاذيب".
و أعلن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن بلاده لن تسمح بالتفريط في ذرة واحدة من تراب شبه جزيرة سيناء.
الشعب قادر المواجهة
من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي الدكتور ذوالفقار سويرجو:" تصريحات الوزيرة الإسرائيلية هي إعادة لتطبيق الوهم و الفشل مرة أخرى، لان للحركة الصهيونية تجربة مع الشعب الفلسطيني ، في الكثير من المرات التي حاولت بها التحالف مع قوى الاستعمار القديم لتركيع الشعب الفلسطيني وشطبه عن الخارطة، وكان ذلك في محاولة أولى عام 1955 حينما كانت هناك ما تسمى " بمبادرة جنستون"، وتم حينها رفض مشروع التوطين في سيناء، وتم مواجهته وإفشاله بكل قوة من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح سويرجو في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،أن الشعب الفلسطيني يمتلك الآن من عوامل القوة ما يختلف الكثير عن مطلع الخمسينيات، الشعب قادر المواجهة رغم كل الصعوبات والمؤامرات التي تحيط به وتحاط ضده، ورغم كل التغيرات التي حصلت في المنطقة".
متابعا حديثه، وما نشهده من تواطئ عربي رسمي مع إسرائيل لشطب القضية الفلسطينية ، وشطب كلمة فلسطين من على الخارطة تحاول إسرائيل ترويجها من خلال مشاريع وهمية، ضنا منها أن الولايات المتحدة ستتساوق مع هذه الحلول ، كمخرج لإعلان الإمبراطورية الصهيونية في المنطقة .
كالأوتاد في الأرض لن يغادروها
وأشار سويرجو،إلى أن كل ما تخطط له إسرائيل هو مجرد أوهام و أحلام، وان هناك 7 مليون من الفلسطينيين في الضفة وغزة والداخل المحتل هم كالأوتاد في الأرض لن يغادروها إلى بتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ونوه سويرجو إلى أن كل من أفشل كافة المخططات السابقة من مشروع جنستون وما بينهما حتى مشروع أسلو قادر على المواجهة، والتصدي لكل المخططات التي تحيط به، لذلك هناك مواقف ثابتة أننا سنعود، وكل ما يطرح مجرد أوهام لا يمكن القبول بها، والحل الوحيد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية و إقامة الدولة الفلسطينية.
و كانت وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، غيلا غامليئيل، شاركت في مؤتمر إقليمي، عقد بالقاهرة يوم الاثنين الماضي، مشيدة بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، بحسب بيان لصفحة "إسرائيل بالعربية" على موقع "فيسبوك" التابعة للخارجية الإسرائيلية.
وتشهد إسرائيل علاقات دبلوماسية وسياسية جيدة مع القاهرة منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منصبه في يونيو/حزيران 2014، بخلاف رفض شعبي مصري واسع لمحاولات "التطبيع" مع إسرائيل.
وتبرز من وقت لآخر محاولات دولية لاستئناف مبادرات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، منها ما تحدث عنه السيسي من أهمية إتمام ما أسماه "صفقة القرن" لحل القضية الفلسطينية، دون تفاصيل أكثر، وذلك خلال زيارته إلى واشنطن في أبريل/نيسان الماضي.
هذا و رفض الرئيس محمود عباس،التنازل عن المطلب الفلسطيني بالعودة لحدود ما قبل 5 يونيو/حزيران 1967، بالشكل الذي يسهل إيجاد حل لمسألة الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين.