مراكز الاقتراع خالية تأكيدا على عروبة القدس
القدس - تباينت آراء الشارع المقدسي بين مؤيد ومعارض حول المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال لعام 2013، رغم ان الغالبية العظمى هم أصحاب موقف ثابت منذ احتلال المدينة حتى اليوم بمقاطعة هذه الانتخابات "العنصرية"، تأكيدا على عروبة المدينة المحتلة.
وبدت مراكز الاقتراع التي افتتحت منذ الساعة السابعة صباحا في معظم أحياء القدس (الطور وبيت حنينا والشوارع المحيطة بالقدس القديمة، والشيخ جراح، وبيت صفافا، وصور باهر) شبه خالية من المقترعين، حيث لم يتعد عددهم حتى ساعات العصر بضع عشرات، فإلى جانب الموقف السياسي الثابت بالمقاطعة، هناك عدم ثقة بالمرشحين والقوائم الاسرائيلية ووعودهم بتلبية مطالب اهالي القدس الشرقية.
ويتنافس على رئاسة بلدية الاحتلال في القدس هذا العام رئيس البلدية الحالي نير بركات، وموشيه ليئون الذي يحظى بدعم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعضو الكنيست افيجادور ليبرمان، والمرشح "حاييم افنشتاين" عن حزب "أبناء التوارة".
ويتم الانتخابات في ورقتين، الأولى يتم فيها اختيار مرشح رئاسة البلدية، أما الثانية يتم فيها اختيار قائمة للمجلس البلدي، ويتنافس هذا العام على مقاعد المجلس البلدي في مدينة القدس ما يقارب 6 قوائم إسرائيلية.
زياد الحموري.. اقبال ضعيف وخجول
وقال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الإقتصادية والإجتماعية لـ معا أن الاقبال على مراكز الاقتراع في شرقي القدس هو ككل عام" ضعيف وخجول"، حيث يوجد موقف رسمي وشعبي بمقاطعة هذه الانتخابات التي تحاول اضفاء الصفة الشرعية للاحتلال بالقدس، فالجزء الشرقي من المدينة وحسب القرارات الدولية هو جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
وأضاف الحموري ان القضية ليست مقاطعة انما هو موقف سياسي واضح، فسلطات الاحتلال تسعى جاهدة لتثبت للعالم وجود مشاركة فلسطينية واسعة بانتخابات بلدية القدس، على أساس رؤيتها بأن القدس مدينة موحدة بشقيها الشرقي والغربي، وتقدم البلدية خدماتها للسكان العرب واليهود بشكل متساوٍ، لكن انتخابات البلدية كل عام والاقبال الضعيف الذي لا يتعدى سوى الآلاف ( 4-5 الآف ناخب من القدس الشرقية) ، يؤكد ان المدينة عربية فلسطينية محتلة.
وأكد الحموري ان بلدية الاحتلال طوال السنوات الماضية كانت مقصرة بشكل واضح اتجاه أهالي القدس الشرقية، حيث أهملت احتياجاتهم من بنية تحتية، وتراخيص لبناء منازل ومدارس، وكل هذه الاجراءات لاجبار المقدسي على الرحيل من مدينته، وبالتالي تكون القدس حسب الرؤية الاسرائيلية (اغلبية يهودية واقلية عربية).
وأضاف الحموري أن المشاركة في الانتخابات لن تعود بالفائدة على الفلسطينيين بالقدس، مشيرا الى حزب ميرتس الاسرائيلي الذي يقدم باستمرار الوعود بمساعدة العرب في القدس، لكنه لم ينفذها.
وقارن الحموري بين الفروقات في مجالس البلديات العربية في أراضي 48، والبلديات اليهودية، في الميزانيات والاهتمامات، رغم أن فلسطينيي الداخل يحملون الجنسية الإسرائيلية.
بضع عشرات أدلوا بأصواتهم منذ الصباح
عمر الشلبي.. جميع الحركات والقوائم وجوه للاحتلال
من جهته قال أمين سر حركة فتح بالقدس عمر الشلبي ان المقدسيين لديهم موقف واضح بمقاطعة هذه الانتخابات، لأنها اجراء احتلالي لا يخدم سكان المدينة، معتبرا حديث بعض الأحزاب (اليسار) عن العمل لخدمة المقدسيين هي دعاية انتخابية فقط، وبالنهاية جميع الحركات والقوائم هي وجوه للاحتلال الإسرائيلي، تتعامل مع القدس والمقدسيين بمقياس واحد.
وأضاف الشلبي أن بلدية الاحتلال تزيد من قوانينها العنصرية ومعاملتها السيئة ضد المقدسيين عاما بعد الآخر، من خلال فرض الضرائب المختلفة، وسحب الهويات، وعدم منح تراخيص بناء، ومصادرة أراضي.
محمد أبو الحمص.. العيسوية خالية من مراكز الاقتراع
أما عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية محمد أبو الحمص فقد أوضح أن هذا العام لم يتم افتتاح أي مركز اقتراع في القرية، وذلك بسبب الاحتجاجات التي شهدتها القرية قبل 5 أعوام (انتخابات المجالس البلدية الأخيرة)، حيث اعترض اللجان والاهالي والقوى الوطنية على وجودها في القرية وتم اغلاقها في حينه، وشدد ابو الحمص على ضرورة مقاطعة هذه الانتخابات الاسرائيلية، وقال :" من يشارك فيها فهو خارج عن الصف الوطني، ونؤكد انه لا فائدة من المشاركة."
حنا سنيورة.. القدس الشرقية بحاجة الى بلدية مستقلة
بدوره قال حنا سنيورة رئيس الغرفة التجارية الأوروبية الفلسطينية :" اذا كنا نريد دولة فلسطينية ثنائية القومية، يجب المشاركة في كل النشاطات والانتخابات والفعاليات، لنيل حقوقنا، لكن نحن بانتظار نتائج المفاوضات التي تجري حاليا، واذا كان الجميع مع مقاطعة الانتخابات البلدية، فأنا مع الأغلبية."
وأَضاف سنيورة:" يجب ان يكون للقدس العربية بلدية مستقلة، مشابه تماما لبلدية القدس الغربية، ويكون بينهما مجلس تعاون مشترك.
."
.