الثلاثاء 03-12-2024

محافل أمريكية: "قادة جهاز الامن في اسرائيل يعارضون الهجوم على ايران"

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

محافل أمريكية: "قادة جهاز الامن في اسرائيل يعارضون الهجوم على ايران"
شمعون شيفر/ يديعوت
درج الرئيس الامريكي براك اوباما على القول في احاديث خاصة مع مسؤولين من اسرائيل ومع نظرائه في الغرب بانه مصمم على الايفاء بتعهده بمنع ايران من حيازة السلاح النووي. واذا ما اصر السائل وشدد السؤال: "بكل الوسائل؟" يرد اوباما باختصار: "نعم، بكل الوسائل التي تحت تصرف الولايات المتحدة".
هذا آخر تقدير للرئيس اوباما وهو معروف لنتنياهو وباراك: بعد سنة ونصف من اليوم، عندما يكون الايرانيون قبل لحظة من اجتياز حافة حرجة، ستستخدم الولايات المتحدة عليهم كامل قوتها وستهاجم المنشآت النووية ولكن ليس قبل ذلك.
والى ذلك فان وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا الذي سيصل الى البلاد اليوم ويلتقي غدا مع نتنياهو، باراك وقادة جهاز الامن فيعتزم ان يعرض عليهم خطة العمل التنفيذية التي تتبلور في البنتاغون لتعطيل ايران مع حلول الوقت وشل نظام آيات الله. وهكذا ينضم بانيتا الى سلسلة من كبار المسؤولين في الادارة الامريكية ممن يصلون الى اسرائيل وعلى لسانهم رسالة واحدة: لا تعملوا من طرف واحد، عمل من طرف واحد سيعتبر اجتياز خط لن تطيقه الولايات المتحدة وانتم ستتحملون نتائج قراركم.
بين نتنياهو واوباما تسود اجواء من عدم الثقة، بل انها احتدمت في بداية الاسبوع مع زيارة المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني الى البلاد ووقوف نتنياهو الى جانبه في ظل التدخل في حملة الانتخابات الامريكية. وكل هذا يدفع كبار رجالات الادارة الى اشراك الاسرائيليين في الاستعدادات التي تقوم بها الولايات المتحدة بمهاجمة ايران مع حلول اليوم. وهم يستهدفون العمل من فوق رأس نتنياهو واقناع الطرف الاسرائيلي بصحة حججهم.
في أحاديث يجريها الامريكيون مع نتنياهو، مع باراك ومع قادة جهاز الامن يدعون بان ليس لدى اسرائيل الوسائل اللازمة لاحداث التغييرات التي تقوم على أساسها الخطة العملياتية الامريكية. وحتى لو نجحتم في خطتكم العملياتية فانكم ستتمكنون من تأجيل استعدادات ايران للتزود بالسلاح النووي في أقصى الاحوال بسنة ونصف، يقول الامريكيون، وما ستحققونه لن يجدي نفعا في ضوء النتائج الكارثية التي ستكونون مطالبين بمواجهتها من ناحيتكم.
حجة اخرى تطرح في المحادثات تتعلق بتوقيت العملية: يدعي الامريكيون بان الزعيم الايراني خمينئي لم يقرر حاليا المرحلة العملياتية لما يسمى في اللغة المهنية "تركيب القنبلة على وسائل الاطلاق" وان الامر سيتطلب زمنا يصل حتى سنة ونصف.
وعليه، فضلا عن الحجج المعروفة في أن هجوما اسرائيليا احادي الجانب سيتسبب بضرر لانتخاب اوباما لولاية ثانية، فالحجة هي انه سيسفر ايضا عن حرب اقليمية ستتضرر اسرائيل بها بشكل شديد جدا.
وتشير المحافل الامريكية الى ثلاثة مقاييس في تحليلهم للموقف الاسرائيلي: ردا على سؤال هل يمكن لاسرائيل أن تستند الى الشرعية الدولية في عمل احادي الجانب، الجواب الامريكي هو النفي التام. وبالنسبة للسؤال هل توجد ضرورة للعمل في الاشهر القريبة القادمة، الجواب الامريكي هو أنه لا يوجد أي سبب يدعو الى العمل في السنة والنصف القريبتين.
اما في مسألة هل توجد لدى اسرائيل القدرة على العمل وحدها ضد المنشآت النووية في ايران – فان الامريكيين، الذين يعرفون الخطط العملياتية والاستثمار الاسرائيل الهائل فيها، فيعتقدون بان بالفعل يوجد لاسرائيل القدرة على الهجوم في ايران؛ ولكن للوصول الى نتائج معقولة وليس اكثر من ذلك.
يعتقد وزير الدفاع الامريكية ليئون بانيتا وزملاؤه في قيادة الادارة بان نتنياهو وباراك يطرحان "حججا مسيحانية" ويتحدثان عن واجبهما التاريخي للمبادرة قريبا الى الهجوم في ايران.
اوباما لا يتأثر بهذه الحجج، وفي نيته بذل الجهد الذي يتضمن اغراءات وتهديدات: في اطار الاغراءات ستحصل اسرائيل تقريبا على كل الوسائل القتالية التي يمكن تصورها. وفي اطار التهديدات الضمنية يوضح الامريكيون لاصحاب القرار هنا بانهم قد يجدوا أنفسهم منعزلين دون أي دعم من جانب الولايات المتحدة، والذي بدونه سيصعب على اسرائيل مواجهة ما يسمى "باليوم التالي" – الرد الايراني ضد التجمعات السكانية في اسرائيل.

انشر المقال على: