مجلس الأمن يفشل في إدانة مجزرة مسيرة العودة
فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق على بيان يدين قمع قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، لمسيرة العودة الكبرى، التي استشهد فيها 15 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 1800 آخرين، بسبب الاعتراض الأمريكي، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق عاجل في القمع.
وجاء فشل المجلس؛ بسبب اعتراضات أميركية في التوافق على إصدار بيان بشأن ممارسات الاحتلال، وذلك خلال جلسة مشاورات مغلقة طارئة عقدت قبل الجلسة العلنية بطلب من الكويت باعتبارها ممثلة المجموعة العربية في المجلس.
وسارعت الكويت إثر ذلك إلى الدعوة لجلسة علنية لإبداء المواقف بشأن التطورات في فلسطين، وقال المندوب الكويتي إنه سيوزع بيانا صحفيا على الدول الأعضاء للنظر فيه من أجل اعتماده، لدعوة "إسرائيل" إلى وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي خلال الجلسة، إن بلاده تندد بأشد العبارات بممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، وتدعو المجلس إلى التحرك لوقف الاعتداءات وحماية المدنيين الفلسطينيين.
من جانبه قال مندوب فلسطين السفير رياض منصور إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة بشعة بحق الفلسطينيين، مشيرًا إلى استشهاد 17 شخصًا في غزة، تلا أسماءهم أثناء مداخلته بالجلسة.
وطالب منصور بمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته والتحرك فورًا لحماية الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الحراك الفلسطيني الذي بدأ الجمعة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض حراك سلمي، وسيتواصل حتى ذكرى النكبة يوم 15 مايو/أيار المقبل.
في المقابل، قال ممثل الولايات المتحدة في الجلسة الدبلوماسي وولتر ميلر، إنه من المؤسف تعذر مشاركة "إسرائيل" في هذا الاجتماع بسبب عطلة عيد الفصح اليهودي.
وأضاف في مداخلته المقتضبة "نشعر بحزن شديد لفقد أرواح اليوم، ونحث الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات للحد من التوترات وتقليص خطر نشوب اشتباكات جديدة".
.وفي محاولةٍ منه لتبرير العدوان "الإسرائيلي" قال المندوب الأمريكي: "العناصر السيئة التي تستخدم الاحتجاجات ستارا للحض على العنف تعرّض حياة الأبرياء للخطر".
من جانبه، أعلن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، بعد القمع الذي جرى في غزة، أن روسيا تؤكد استعدادها لاستقبال القادة "الإسرائيليين" والفلسطينيين لإجراء "المفاوضات".
وقال سافرونكوف، في الاجتماع، أن ما تسمى "التسوية" في الشرق الأوسط "يجب أن تقوم على أساس القانون الدولي المعترف به عموما، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".
من ناحية أخرى، عبر ممثلو فرنسا وبريطانيا ودول أخرى عن قلقهم من الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وطالبوا بحماية حق التظاهر السلمي، كما دعوا قوات الاحتلال إلى تجنب "الإفراط في استخدام القوة".
وفي بداية الجلسة قال تاي بروك زيرهون نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن الوضع في غزة قد يتدهور خلال الأيام المقبلة، داعيا إلى تجنب استهداف المدنيين ولا سيما الأطفال.
وأضاف زيرهون أن "على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.. يجب عدم استخدام القوة الفتاكة إلا كملاذ أخير، مع إجراء السلطات التحقيقات المناسبة في أي حالات وفاة تنجم عن ذلك".
وقد عقدت الجلسة العلنية الطارئة على مستوى نواب المندوبين بطلب من الكويت، غير أن الولايات المتحدة شاركت بأقل من هذا المستوى.
يذكر أنّ 15 مواطنًا فلسطينيًا، استشهدوا يوم الجمعة، في مختلف مناطق قطاع غزّة، فيما أصيب 1800 آخرين، وذلك خلال اعتداء قوات الاحتلال على مسيرات العودة الكبرى، السلمية، التي انطلقت على طول السياج الفاصل في مناطق شرقي قطاع غزّة، تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض الخالد.