مجلة الهدف: رحل القائد أبو علي مصطفى وهو مصمم على النضال بكل السبل والوسائل
أشادت مجلة الهدف الصادرة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في افتتاحية عددها الجديد لشهر أغسطس/ 2012، بالقائد الوطني والقومي الكبير الشهيد أبو علي مصطفى، في الذكرى الحادية عشر لاستشهاده، مشيرة أنه كان أحد القادة الكبار
الذين التصقوا بشعبهم وهمومهم وقضاياه وبقوا على العهد حتى الشهادة.
وأكدت الافتتاحية على لسان رئيس تحريرها عمر شحادة، والتي جاءت بعنوان " ذكرى ترجل فارس الشهداء" أن الفارس أبو علي مصطفى عمل بكد ودون ملل لجمع وحدة الصف
الوطني ودعم الكفاح العادل لشعبه، وسقط وهو متمسك بأصالة شعبه وأمته وبقى مصمماً على النضال بكل السبل والوسائل الممكنة حتى تتحرر فلسطين.
وقالت: " تأتي الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد فارس الشهداء القائد الوطني والقومي الكبير أبو علي مصطفى في ظل ظروف بالغة التعقيد للحالة الوطنية الفلسطينية والتي يعبر عنها باستعصاء سياسي وتنظيمي حاد للنظام السياسي الذي
عجز على مدار أكثر من خمس سنوات عن معالجة الانقسام وآثاره الضارة على كل الصعد والمستويات للقضية والشعب".
وأضافت: " فقد راوحت جهود المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية مكانها، بل ووصل الأمر بقطبيها حركتي فتح وحماس إلى جعلها ورقة تكتيكية تستخدم في الوقت والزمان المناسب لتمرير وقت لأي من الطرفين انتظاراً لتطورات خارجية يعول كل منهما عليها للاستقواء على الطرف الآخر، وهذا ما يفسر عدم انفراج الوضع الفلسطيني رغم كل الاتفاقات واللقاءات الثنائية والمشتركة التي عقدت بشكل رئيسي في القاهرة، فكلها كانت حبراً على ورق ولذر الرماد في العيون".
وأشارت المجلة إلى أن ذكرى القائد الوطني أبو علي مصطفى تأتي في ظل فقدان الساحة الفلسطينية العديد من الفرص بفعل مواقف وسياسات قادتها المتنفذة لبدء هجوم سياسي ودبلوماسي فلسطيني لعزل الكيان وسياساته الإجرامية والمناسبة لأبسط
قواعد القانون الدولي والشرعية الدولية، مشيرة أن معركة الجدار توقفت على أبواب القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ومعركة الانتهاكات الصهيونية في حربها على غزة 2007-2008، توقفت على أبواب جنيف بعد طول انتظار وتسويف لا مثيل له".
وقالت: " ومعركة البدائل والخيارات التي لوح بها الرئيس محمود عباس ما زالت في الأدراج انتظاراً لموعود لن يأتي أبداً".
وختمت المجلة افتتاحية مؤكدة أن القادة الكبار أمثال الشهيد أبو علي مصطفى، والمؤسس الدكتور جورج حبش، والرئيس عرفات والشيخ أحمد ياسين، والكثير الكثير من قادة شعبنا الكبار هم ضمير شعبنا وقدوته لإعلاء شأن الوحدة الوطنية
والخيارات الوطنية القادرة على استنهاض الحالة الوطنية ووضعها على سكة الانطلاق لمواجهة المخططات والمؤامرات الصهيو- أمريكية برؤية استراتيجية وكفاحية مؤهلة لإنقاذ الوضع الفلسطيني من حالته الراهنة.
وفي السياق ذاته، نشرت المجلة عدة مقالات من وحي الذكرى، للقائد الوطني وأحد مؤسسي الجبهة الرفيق صلاح صلاح بعنوان " في ذكراه نتعلم منه"، ومقالة بعنوان " ما أحوجنا اليوم للرفيق أبو علي مصطفى" للكاتب عزمي الخواجا، ومقالة للمناضل
والنقابي الأمريكي " ريتشارد رالي خصها للرفيق في الجبهة بعنوان: " نحن لن نستسلم أبداً.. تذكروا أبو علي مصطفى"، ومقالة بعنوان:" وصيتك فهمناها وحفظناها" للرفيق مجدي حمايل، كما استعرض الرفيق عرار محطات من حياة القائد
أبو علي مصطفى.
كما دعت المجلة جماهير شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية الوطنية والمجتمعية للاستجابة لدعوة القائد الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات، للخروج إلى الشوارع، والعمل بكل الوسائل الممكنة للضغط من أجل إنهاء حالة التخبط والتشرذم والتفكك والضياع التي وصلت إليها القضية الفلسطينية.
وأحيت المجلة ذكرى استشهاد المناضل الكبير رسام الكاركاتير ناجي العلي، حيث أفردت جزء من صفحاتها، لرسوم كاركاتير خاصة به، بالإضافة إلى مقالة بعنوان " ناجي العلي لا زال يدق جدران الخزان" للكاتب ثائر وشحة، والذي أشار إلى أن
الفنان العلي حوّل وظيفة الكاركتير إلى وظيفة سامية وليست مجرد إعلامية، وارتقت إلى مستوى التحريض والتبشير، وخلقت واقعاً جديداً في معادلة الحياة السياسية والاجتماعية، ونفضت الغبار عن عقل جمهورها.
وفي التطورات الأخيرة التي شهدتها سيناء، وجريمة مقتل الجنود المصريين، دانت المجلة في افتتاحية سياسية لها بعنوان " في سيناء الوسيلة تفضح الغاية"، هذه الجريمة النكراء التي نفذت بأيدي عصابة غادرة اسفرت عن اغتيال ستة عشر جندياً
مصرياً في سيناء، فأظهرت ديمومة طول يد الاحتلال في العبث بأمن القطاع وسيناء وما بينهما.
وشددت المجلة على أنه ليس من الدين أو الجهاد أو الأخلاق في شئ حين لا تكون الوسيلة من جنس الغاية، بل أنه الفساد بعينه، فساد الفكرة والوسيلة والممارسة المتنكرة بثوب الدين والجهاد والفضيلة، مؤكدة أنه يداً طولى للاحتلال حركة هذه
العصابة الفاسدة، غايتها إجهاض مفاهيم ثورة 25 يناير، وتخريب الأمن المصري والوطني والقومي.
كما توجهت المجلة أبناء شعبنا الفلسطيني بحلول عيد الفطر، معتبرة أن عيدنا كشعب فلسطين يوم وحدتنا.. ويوم عودتنا".