ماذا دار بين الرئيس ومشعل خلال عشر دقائق؟
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والذي استمر لأكثر من عشر دقائق بعد أن اكتفت وكالة الانباء الرسمية "وفا " يوم السبت بنشر خبر الاتصال في سطر واحد لم يأت بتفاصيل بقدر ما فتح شهية الصحفيين والمحللين والمراقبين على معرفة المزيد.
وأكدت المصادر أن الاتصال الهاتفي والذي تم بمبادرة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كان دافئا رغم الجليد الذي كان يلف مقر المقاطعة بفعل المنخفض الجوي وحميميا رغم ما يلف الوضع السياسي والتفاوضي من التباس بفعل التصريحات الأخيرة المثيرة للجدل للرئيس الامريكي باراك أوباما ووزير خارجيته كيري.
رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ثمن بالفعل كما ذكرت الوكالة الرسمية "الجهود التي بذلها الرئيس عباس في كافة المجالات وخاصة ادخال المساعدات الى قطاع غزة." إلا أن المجالات الأخرى التي لم تطرق إليها الوكالة الرسمية وفاقت بل فاجأت توقعات مشعل هو تأكيد الرئيس عباس لمشعل بأن لديه ما يقوله ويفعله في حال عدم تلبية المفاوضات الجارية بسقفها الزمني المتفق عليه, كافة الحقوق الثابتة والمعلنة والمقدسة للشعب الفلسطيني وهي الدولة على حدود 67 بعاصمتها القدس مع حدود نظيفة من الاحتلال إضافة الى حقوق اللاجئين والإفراج عن كل الأسرى.
تطمينات الرئيس لمشعل لم تقتصر فقط على تجديد تأكيده عدم تخليه عن مسؤولياته عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتعليماته ببذل كافة الجهود الممكنة للتخفيف من معاناتهم بل شمل أيضا تأكيد الرئيس عباس وإصراره على إخضاع أي اتفاق مع الجانب "الاسرائيلي" في استفتاء عام سيكون الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وكل مكان صاحب الكلمة العليا في الموافقة عليه أو رفضه بل قال الرئيس عباس لمشعل حرفيا "أيا كان الاتفاق سوف يعرض للاستفتاء العام ولا شيء سيمر دون رغبة الشعب الفلسطيني وإن لم نحصل على حقوقنا كاملة غير منقوصة سيكون لدينا ما نقوله وما نفعله".
تلميحات الرئيس عباس لمشعل فتحت شهية الأخير على معرفة تفاصيل ما يعده من مفاجآت إلا أن الرئيس أكد لمشعل أن كل ما سيتم قوله وفعله لن يخرج عن سياق العمل السلمي والسياسي المشروع وذلك في إشارة واضحة الى رفض الرئيس اللجوء الى القوة أو الانتفاضة المسلحة.
مشعل من جهته أكد خلال الاتصال الهاتفي ثقته الكبيرة بالرئيس محمود عباس وقال بأنه "ليس لدي أي تخوف... وأثق أنك ستصمد في وجه كل الضغوطات مهما تصاعدت وأنك لن تتخلى عن ثوابت شعبنا وأشد على يدك واحترم وأقدر صمودك وثق تماما بأننا خلفك".