الخميس 12-12-2024

مؤتمر علمي حول واقع الادمان على المخدرات وتأثيرها على طلبة القدس

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

مؤتمر علمي حول واقع الادمان على المخدرات وتأثيرها على طلبة القدس
القدس 29-6-2013

نظمت مديرية التربية والتعليم في محافظة القدس وجمعية الهدى لعلاج وتأهيل المدمنين في قاعة كلية هند الحسيني بجامعة القدس مؤتمرا تربويا بعنوان: "الواقع والتحديات لظاهرة الادمان والتعاطي وأثرها على طلبة القدس الشريف" وذلك بحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية والقيادات الدينية وممثلي المؤسسات المعنية، وتحت رعاية محافظ القدس.

وأكد المحافظ عدنان الحسيني في كلمته على اهمية مثل هذه المؤتمرات وضرورة الخروج بتوصيات من شأنها الحد من انتشار هذه الآفة مشددا على دور التربية والتعليم في التوعية والارشاد، منوها الى الخطوات التي تقوم بها المحافظة والسعي باتجاه توحيد الجهود المختلفة في هذا المجال وأوجه الاهتمام بهذا الشأن وتوجيه المؤسسات الفاعلة وتقديم التسهيلات من اجل القيام بدورها المطلوب منها.

وأشار الى ان المخدرات ليست ظاهرة انما داء وجب النظر اليه بجدية كبيرة لوقف انتشاره في المجتمع المقدسي والفلسطيني، موضحا دور الاحتلال وأجهزته في نشر الافات واستهدافه الارض والانسان في مدينة القدس والتي تعتبر المخدرات أداة من ادواته في تهويدها وتهجير أهلها وإحلال الغرباء فيها، منوها الى وجود اكثر من عشرين الف متعاطي في المجتمع الفلسطيني ثلثهم من المقدسيين، داعيا الى عدم الخوف من هذه الارقام انما السعي نحو الأمام وتقديم المزيد من الدعم للمؤسسات الفلسطينية والمقدسية الفاعلة في مجال مكافحة المخدرات، حرصا على بناء مجتمع سليم خال من الافات ما سيكون له الاثر الكبير في عملية بناء الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها الابدية القدس الشريف.

بدوره، استعرض مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بعضا من اسباب انتشار آفة المخدرات في مجتمعنا من أهمها ضعف الوازع الديني وصحبة السوء خاصة من فئة المراهقين والتفكك الاسري الناتج جزء منه من تعاطي المخدرات، اضافة الى هذه الظاهرة تعد سلاحا قويا من اسلحة الاحتلال تفتك بها اجيالنا خاصة فئة الشباب المستهدفة بشكل مباشر من قبله.

وأكد على النصوص المتعددة في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة في تحريم ما من شأنه ان يؤدي الى التخدير والسكر وفقدان العقل والتي توضح بما لا يدعو الى الشك ما بين النافع وغيره خاصة ما يدمر الاخلاق وتؤدي الى المفاسد وتضرب عملية بناء الفرد والمجتمع، ومن هنا اتفق المسلمون على تحريمه.

من ناحيته اوضح مطران الكنيسة اللوثرية منيب يونان على تحريم الدين المسيحي لكل ما يمتهن من كرامة الانسان ويعتبرها خطيئة مؤكدا ان الادمان لا دين له ويخترق ضعاف النفوس فقط ويعمل على تدمير العقل والجسد ويسخر الانسان كعبدا له، داعيا الى البدء بحملة شديدة بحق مروجي المخدرات قبل التصدي للمدمنين.

ودعا الى توعية الشباب وملء الفراغ السياسي والاجتماعي والأسري والتحذير من انواع المخدرات في السوق، والتكاتف ما بين المسجد والكنيسة للتصدي لهذه الآفة مشددا على دور وزارة التربية والتعليم والعبء الملقى على عاتقها والبدء منذ الصغر بالتوعية بالأخلاق السليمة والقيم الصحيحة، اضافة الى دور البيت في خلق الاجواء المناسبة والعمل مع المجتمع المدني والبدء بالوقاية قبل العلاج ووضع خطة عمل واضحة والتشبيك ما بين المؤسسات الفاعلة في مكافحة المخدرات للتصدي الى هذه الافة حفاظا على قيمنا العربية الاصيلة.

وأوضح الى حاجة مدينة القدس وأهلها الى نشاطات رياضية واجتماعية وفعاليات هادفة، داعيا القيادة الوطنية الى التركيز بشكل اوسع على مدينة القدس لمنح الامل لأهلها وسط اليأس المخيم حتى نستطيع التغلب على هذه الافة.

من جهته استعرض المربي سمير جبريل مدير مديرية التربية والتعليم في مدينة القدس، الوسائل التي تنتهجها مديريته في مكافحة ظاهرة المخدرات، منوها الى ان مديريته تعمل باهتمام في مواجهة الظواهر السلبية وفي مقدمتها المخدرات والتدخين والعنف، وكانت التوعية والوقاية مسارا هاما من خلال برنامج وخطط قسم الارشاد بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي لان التربية وغرس القيم الحميدة والتصدي للسلوكيات السيئة ليست مقصورة على النظام التعليمي فحسب، انما هي مهمة مجتمعية تقع مسؤوليتها اضافة الى المدرسة على الاسرة وأماكن التثقيف المتنوعة وأماكن العبادة ووسائل الاعلام والتنظيمات السياسية والاقتصادية والنقابات المهنية.

واشار الى خطورة ظاهرة المخدرات في تقويض البناء المجتمعي وتدمير حياة الفرد وانعكاس آثارها على الصحة النفسية والجسدية وعلى وضع الاسرة الاقتصادي، داعيا الى التصدي لانتشارها، منوها الى الاجراءات الاسرائيلية الداعمة لترويج تجارة المخدرات ومنع الاجهزة الامنية الفلسطينية من محاربتها في القدس وفي المناطق المصنفة(ب).

وحملت المربية ديما السمان مدير عام وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم الاحتلال المسؤولية الاكبر في تغذية ظاهرة الادمان والتعاطي للوصول الى اكبر عدد ممكن من الشباب بهدف تدمير المجتمع المقدسي وشغله عن قضيته العادلة وحقه في ارضه ووطنه وإقحامه بعالم الجريمة بمختلف اشكالها ما سيعمل على الحد من قدرته على الصمود والثبات.

ودعت الى دراسة معمقة تبنى على اسس علمية لهذه الظاهرة والدخول في دوافعها وأسبابها ووضع الخطط الوقائية ومن ثم العلاجية وترجمتها الى برامج فاعلة تهدف الى الحد من انتشارها.

بدورها، اكدت نفوذ المفتش عضو الائتلاف المقدسي في عمان ان مؤسستها تعمل جاهدة لكسب هذه المعركة الخفية ودعم مشاريع اللجنة الاستشارية لملف المخدرات في القدس ماديا وتدريبيا وثقافيا وتأمين العلاج الصحي والنفسي للمدمنين في مركزي عناتا والنبي موسى.

وتخلل المؤتمر اوراق دراسية مختلفة من اهمها " التدخين وعلاقته بالمخدرات " للدكتور يحيى حجازي، وورقة بناء دليل وقائي للسلوكيات الاجتماعية، المشتركة بين وائل هديب وباسمة عابدين، وورقة تجربة العلاج في العمل المؤسسي لياسمين بشير.

وأشار المربي اسلام كبها الى كيفية استخدام الدراما في الوقاية والعلاج لظاهرة الإدمان وقدم علاء خروب قراءة تقيمية لبرامج الوقاية في المدارس.

واختتم المؤتمر بعرض فيلم عن انجازات ومشاريع منفذة من الائتلاف المقدسي في عمان ومن ثم جمع التوصيات اللازمة وتقديمها لذوي الشأن من اجل الحد من هذه الظاهرة.

انشر المقال على: