الخميس 21-11-2024

ليصبح "الحراك الفحماوي الموّحد"، حراك فلسطيني عربي موحد

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

ليصبح "الحراك الفحماوي الموّحد"، حراك فلسطيني عربي موحد محمد محفوظ جابر دعا "الحراك الفحماوي الموّحد"، في مدينة أم الفحم الفلسطينية المحتلة عام 1948، الأهالي إلى المشاركة في جمعة الغضب التاسعة، احتجاجا على العنف والجريمة، وتواطؤ شرطة الاحتلال الإسرائيلي مع عصابات الإجرام، وضد الاعتداء على المتظاهرين. وأطلق "الحراك الفحماوي الموحّد" على جمعة الغضب التاسعة اسم "جمعة الامتحان"، مؤكدا أنهم مستمرون في الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم. وكانت "جمعة الغضب" الثامنة شهدت مشاركة جماهيرية واسعة، وحمل المتظاهرون فيها الأعلام الفلسطينية والسوداء، ورددوا هتافات منددة بالجريمة وغنوا للوطن فلسطين: جنة جنة جنة تسلم يا وطنا. وبحسب تقارير إعلامية، فقد استُهدف ما لا يقل عن 15 رئيس سلطة محلية عربي في عملية إطلاق نار في عام 2019. وأضرمت النيران في سيارات رؤساء سلطات محلية آخرين، وتم إلقاء زجاجات حارقة على منازلهم، أو تعرض أفراد عائلاتهم للتهديد. مع أن العرب في فلسطين المحتلة عام 1948 يشكلون حوالي 21% من السكان، إلا أنهم شكلوا 71% من ضحايا 125 جريمة قتل ارتكبت فيها خلال عام 2019. وبحسب الشرطة الإسرائيلية. فقد ارتفع عدد جرائم القتل بين المواطنين العرب الى : 64 في عام 2016؛ 67 في 2017؛ 71 في 2018؛ 89 في 2019؛ و96 في عام 2020، وقُتل منذ مطلع العام الجديد 2021 في البلدات العربية، 16 ضحية. واللافت للمراقب إن تصاعد نسبة الجريمة قد خلق أجواء من الارتياب في مسألة الوضع الأمني في المجتمع العربي تحت الاحتلال، ويثير الكثير من الأسئلة حول استهداف الانسان العربي في البلدات العربية وتصاعدها، حيث لا يكاد يمر يوم دون جريمة قتل، لماذا؟ من وراء استهداف المجتمع العربي ،كيف نمت واتسعت أداة الاجرام ومن ورائها؟ هل هناك مخطط سري ام تغيير لما ورد في صفقة القرن. بل هل أصبحت الجرائم وتغاضي شرطة الاحتلال عنها تستخدم كوسيلة "ترانسفير" بطيء لتهجير العرب من تجمعاتهم في فلسطين بحثا عن مكان أكثر أمنا! وإلا ما معنى قيام الشرطة باعتقال المتظاهرين سلميا بينما من يطلق النار ويقتل العربي لا أحد يبحث عنه؟ ولماذا تطلق الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وتستخدم خراطيم المياه ضد المحتجين على تصاعد الجريمة مع أن وقف الجريمة هي مهمتهم. لا شك أنّ الهجمة الصهيونية المتواصلة على مدينة أم الفحم، وشدة قمع شرطة العدو واعتدائها الإجرامي على المواطنين والمتظاهرين يأتي في إطار استهداف ممنهج لجماهير شعبنا، ضمن محاولاته المستمرة ضرب هويته الوطنية وتشبثه بأرضه وحقوقه، وفي سياق كبح جماح الحراكات الشعبية التي تزداد وتتوسع وخصوصاً في أم الفحم ضد سياسات الاحتلال وقراراته العنصرية. وهذا ما يؤكده الناشط في الحراك الفحماوي، أنس اغبارية، في تصريح صحفي على أن شرطة الاحتلال هي شريكة في الجرائم بالداخل، وعليها ألا تغذي عصابات الإجرام وفق تكتيك منظم بهدف تفكيك المجتمع العربي. ولفت إلى أن اعتداءات شرطة الاحتلال المستمرة عبر اعتقال قادة الحراك الفحماوي السلمي، واستدعاء العشرات من المتظاهرين للتحقيق، وإغلاق الشوارع المؤدية إلى التظاهرة، مؤكدا أنها لن تزيد الحراك إلا قوة والتفافا حوله من شعبنا. وفي تصريح لـ"عربي21"، قال رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب: إن الاحتلال "يقف بشكل غير مباشر أحيانا خلف هذه الجرائم، ويتمثل ذلك في سياسة انفلات وفوضى السلاح، التي تعم الداخل المحتل بقرار سياسي غير معلن إسرائيليا، للعبث بنسيج الشعب الفلسطيني". واني استغرب تلك الأصوات التي انطلقت لتدافع عن منصور عباس قائلة أنه يجب توجيه الغضب نحو المؤسسة الحاكمة، وكأنه من خارج تلك المؤسسة، أليس منصور عباس بوق لتلك المؤسسة ولرئيس الحكومة الصهيونية ناتنياهو، ان مشاركته لا تخرج عن اطار كونها محاولة لكسب اصوات في انتخابات الكنيست تصب لصالح ناتنياهو. ان تعزيز وتوسيع الحراك الشعبي المناهض للاحتلال وإجراءاته وقوانينه على مستوى الداخل المحتل يجب ان يتحوّل إلى انتفاضة شعبية عارمة ومنظمة، يجب أن يسبقه القناعة الراسخة لجميع الأحزاب والقوى بعبثية انتزاع أي حقوق من داخل مؤسسات الكيان الصهيوني وخاصة برلمان العدو "الكنيست"، فالتجارب السابقة دللت على ذلك. اما على مستوى الشعب الفلسطيني في كل مكان ليكن يوم الجمعة القادم يوم انتفاضة مساندة مع ام الفحم وشعبنا تحت الاحتلال في منطقة 48 لوقف جرائم القتل التي تستهدفه، وليصبح "الحراك الفحماوي الموّحد"، حراك فلسطيني موحد،كتجربة الانتفاضة الاولى عام 1987، وكذلك على القوى العربية التقدمية ان تساند الحراك الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال الساعي الى ضرب هويته العربية، لتؤكد فشل التطبيع العربي وان قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى.

انشر المقال على: