لن يبقى للفلسطينيين دولةً ولا عاصمة
"الهدف" تكشف عن (المخطط 5800) لتهويد مدينة القدس
كشف مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية بمؤسسة بيت الشرق خليل تفكجي، لـ بوابة الهدف الإخبارية، اليوم الثلاثاء، "مخطط 5800 الإسرائيلي والذي سيطلق عليه اسم القدس 2050 بهدف تهويد مدينة القدس نهائياً وإفراغها من الطابع الفلسطيني، فوق الأرض ومن تحتها وفي الفضاء، واعتبارها عاصمة لدولة واحدة بدون أي شريك فلسطيني.
وقال التفكجي إن "المخطط يشمل إقامة أكبر مطار في إسرائيل بمنطقة النبي موسي والتي يطلق عليها اسم البقيعة، مخطط له أن يستقبل أعداد ضخمة من المسافرين السياح، وأيضًا ستبنى حوله عشرات الفنادق ووحدات سكنية، ضمن أكبر كتلة استيطانية "معاليه أدوميم"، حتى تصل إلى البحر الميت لتشجيع السياحة".
وذكر أن هذا المخطط له عدة اعتبارات أبرزها أن "إسرائيل" ستصبح همزة الوصل بين أوروبا والشرق الأوسط، وتحقيق الأهداف الإستراتيجية بقيام القدس الكبرى بالمفهوم "الإسرائيلي" التي تعادل 10% من مساحة الضفة الغربية، قائلاً "والأخطر هو فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وهذا يعنى عدم إمكانية دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي".
وتابع "هذا المخطط يحقق ثلاث نقاط إستراتيجية للاحتلال: الأولى، هي أنك يمكن أن تذهب خلال 10 دقائق إلى البحر الميت بمعنى السياحة العلاجية، والثانية، الذهاب إلى الأردن عن طريق جسر الملك عبد الله المغلق حالياً وسيجرى افتتاحه، خاصة وأن جزء من الشوارع منجز إضافة إلى السكك الحديدية بهدف السياحة العامة، والثالث أنك بخمسة دقائق يمكنك الذهاب إلى القدس للسياحة الدينية".
وجدد التفكجي التأكيد على أن الجانب "الإسرائيلي" عندما وضع هذا المخطط لم يفكر نهائياً بأن القدس عاصمة لدولتين، بل عاصمةً لدولة واحدة، مبيناً أن الأحياء والقرى العربية ستكون غير موجودة وفقاً لهذه الرؤية، في ظل وجود مشروع للتطهير العرقي؛ وما يحدث في خان الأحمر جزء منه.
وقال "بحسب المخطط، لن يكون أي فلسطيني بين مدينة القدس والبحر الميت على عمق 35 كليومترًا، ولا أي عربي، إذ سيأتي السائح من تل أبيب أو أوروبا وسيدخل من المطار حتى يصل إلى الأردن دون أي يشاهد أي فلسطيني أو حتى عربي، ليشعر أنه بالدولة العبرية".
وأوضح التفكجي أن الأرضية والواقع بالنسبة للاحتلال مشجع لتنفيذ (مخطط 5800 الإسرائيلي)، خاصة وأن مدينة القدس الآن في خواتيم الأمور فالبرنامج "الإسرائيلي" الذي وُضع في عام 1994 لعام 2020 قارب على الانتهاء، وكان واضحاً فيه عمليات أسرلة التعليم وتهويد ما فوق الأرض وتحت الأرض وفي الفضاء، وبعد قدوم ترامب ونقل السفارة من تل أبيب إلى داخل مدينة القدس، واعتبار الأخيرة عاصمة للدولة العبرية، لاحظنا أن الجانب "الإسرائيلي" ضخ مليارات الدولارات من أجل تسريع عجلة التهويد وصولاً للمرحلة النهائية من مشروع 2020".
خلق رواية تاريخية
وأضاف مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية ببيت الشرق في القدس المحتلة، خليل تفكجي إن "ما يجرى الآن في مدينة القدس من بناء استيطاني مشاهد بالعين أو تحت الأرض وغير مشاهد كالأنفاق المعروفة والغير معروفة".
واعتبر أنّ زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون والسفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فيردمان للأنفاق تحت القدس والمسجد الأقصى تأتي في سياق محاولات الاحتلال تثبيت الرواية اليهودية التي يزعم خلالها بأن له تاريخًا هنا قبل ثلاثة آلاف عامٍ، مشيرًا إلى أن الزيارة تشكل تأييدًا من المسيحية الصهيونية بأن القدس العاصمة للاحتلال والرأس والقلب للشعب اليهودي.
وأوضح التفكجي أن الاحتلال يعمل بجهد من أجل خلق رواية تاريخية لليهود داخل مدينة القدس، تتعلق بعدة عناصر، الأول "هنا كان تاريخنا قبل ثلاثة آلاف عام، والثاني القضية الدينية؛ بمعنى الهيكل، والثالث القضية السياسية بمعنى العاصمة لدولة واحدة. وعلى هذا الأساس الجانب الإسرائيلي وضع مخطط عام 2020."
وأشار إلى "إسرائيل" تسيطر على 87 % من مدينة القدس، في حين بلغ عدد المستوطنين داخل المدينة 220 ألفًا، موضحاً أن الفلسطينيين كانوا يسيطرون على التعليم في المدينة بنسبة 100% ، أمّا اليوم فيُسيطرون على 35% منه فقط. وعليه بُدّلت قضية النكبة بالاستقلال، وبُدل النشيد الوطني الفلسطيني بـ"الإسرائيلي".
موقف فلسطيني ضعيف
فيما يتعلق في المواقف الفلسطينية الرسمية حيال ما يجرى في مدينة القدس، قال التفكجي إنها "لا تتجاوز كونها زوبعة إعلامية يجرى الحديث فيها فقط في مربع التنديد بدون أي حراك اتجاه استخدام مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو التلويح بالجنائية الدولية".
وأكد التفكجي أن السلطة لا تمتلك أي برنامج واضح أو استراتيجية لحماية مدينة القدس، في وقت تضع "إسرائيل" فيه خطة واضحة لتهويد المدينة المقدسة وتضخ مليارات الدولارات لتحقيق ذلك، في حين يتكلم العرب والمسلمون عن قبة الصخرة فقط، متابعاً "القدس ليست قبة الصخرة، وليست أماكن دينية إسلامية ومسيحية؛ القدس حجر وبشر وتاريخ وحضارة، مؤكداً على خطورة تقزيم قضية القدس بالأماكن الدينية".
وجدد تأكيده على أهمية وضع برنامج فلسطيني لحماية مدينة القدس قائلاً "بدون القدس لن تكون هناك دولة فلسطينية ويجب أن تكون القدس بوصلة وهي تحتاج إلى وحدة وطينة واستراتيجية وأموال لدعم صمودها".