كيف واجه الأسرى التجمد والمرض والقمع خلال المنخفض الحاد؟
رصد نادي الأسير، في تقرير صدر عنه، أوضاع الأسرى داخل عدة سجون واجهوا فيها أوضاعًا صعبة نتيجة لموجة الثلوج التي تعرضت لها المنطقة.
وأوضح النادي في تقريره أن سجون الجنوب كانت أكثرها صعوبة، إضافة إلى مراكز التوقيف والتحقيق وتحديدا مركزي حوارة وعتصيون.
ففي سجن" النقب" أصيب عدد من الأسرى بوعكات صحية، نتيجة البرد الشديد والتي وصفها الأسرى بأنها الأصعب، فقلة الأغطية وعدم توفر وسائل التدفئة اللازمة زادت من معاناتهم، ومع ذلك لم تكترث إدارة السجن بذلك. بل قامت باقتحام قسم الاسرى الإداريين اللذين يخوضون خطوات نضالية لوضع حد لسياسية الاعتقال الاداري تضمنت إرجاع وجبات الطعام حتى اليوم وذلك منذ ثمانية أيام متتالية.
أما في سجن "نفحة" ونتيجة لعقوبات تنكيلية فرضت على الأسرى قبل عدة أسابيع بعدم السماح لهم بإدخال الملابس والأغطية لخوضهم خطوات تضامنية مع الأسرى المرضى، فلقد عانوا من ظروف صعبة للغاية وكان الاكثر إصابة منها الأسرى المرضى وعلى الأخص بعض الأسرى المزروعين في أجسادهم بلاتين وبعض اللذين يعانون من إصابات كانوا قد أصيبوا بها.
وبين الأسرى في سجن ريمون أنه تم نقل عدد منهم إلى عيادة السجن بعدما أصيبوا بحالة تجمد جراء البرد ونقص الأغطية والملابس، وأضافوا أن عدة حوارات عقدت مع إدارة السجن للسماح لهم على الأقل بشراء أغطية إلا أن ذلك لم يتم وبقوا دون أغطية ووسائل تدفئة.
إلى ذلك، تستمر إدارة سجن عوفر قرب رام الله، برفضها لإدخال أي نوع من الأغطية، رغم أن أوضاعا قاسية جدا يواجهها الأسرى بعد أن تدفقت المياه إلى غرفهم وانقطع التيار الكهرباء عنهم بشكل كامل، ولفت الأسرى إلى أن قسم الأشبال أكثر الأقسام اللذين عانوا جراء البرد، وعلى الرغم من التحذيرات التي وجهها الأسرى لإدارة السجون ومطالبتهم بتوفير أغطية إلا أن ادارة السجن رفضت مطالبهم ككل السجون الاخرى.
أما الاوضاع في مركزي التوقيف حوارة وعتصيون التي عرفت بصعوبتها وعدم موائمة هذه المراكز لأدنى ظروف الحياة الانسانية فلقد ازدادت هذه الاوضاع سوءا، وأكد الاسرى هناك أن المياه غمرت زنازينهم وأن إدارة السجن أصرت على إبقاء النوافذ مفتوحة مما أدى إلى اغراق فراشهم وتبللت ملابسهم، وهذه الظروف حرمتهم من النوم، ورغم مطالبتهم لم يأبه ضباط جيش الاحتلال وأغفلوا مطالبهم.
وفي هذا الإطار، حمل نادي الأسير مصلحة سجون الاحتلال كامل المسؤولية عما تعرض له الأسرى، مطالبا الجهات المختصة أن تقوم بدروها اللازم وذلك للضغط على مصلحة سجون الاحتلال من أجل توفير ما يلزم للأسرى في ظل الظروف الجوية الصعبة، مؤكدا أن القلق الأكبر سيكون على أسرانا المرضى اللذين يحتاجون إلى تدفئة خاصة وكذلك على الأطفال.
وأكد النادي أنه سيتقدم بتقرير مفصل عن حالة الأسرى في سجون الاحتلال خلال أيام العاصفة في غضون الأيام القادمة عندما تسمح الظروف للمحامين بإجراء زيارات للسجون.