الأربعاء 27-11-2024

كنيسة المهد تشهد اولى اعمال الترميم منذ قرون

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

كنيسة المهد تشهد اولى اعمال الترميم منذ قرون

بيت لحم /هبة لاما- هي الأجمل دوماً؛ بحجارتها القديمة، وفسيفسائها المتراصة، وأعمدتها المرمية، ورائحة البخور التي تعبق في جنباتها، وصوت التراتيل التي تعلو تارةً وتخفت تارةً أخرى؛ كل ذلك وأكثر يجعل كنيسة المهد من أجمل الأماكن التاريخية والدينية التي يأتيها السياح من كافة بقاع الأرض؛ جاعلين منها إحدى الأماكن الأكثر أهمية في العالم.

لهذا فقد قررت الحكومة الفلسطينية بمساعدة عدة دول أوروبية ترميم كافة عناصر الكنيسة -كما أكد زياد البندك مستشار الرئيس لشؤون العلاقات المسيحية- فقد ساهمت دولة فلسطين بمبلغ مقداره مليون دولار، كما ساهم القطاع الخاص الفلسطيني بمبلغ 750 ألف دولار، وساهمت المجر وروسيا واليونان والفاتيكان وفرنسا بمبالغ مختلفة، كما استعدت الحكومة الفلسطينية أن تتكفل في أي مبلغ ناقص لاستكمال عملية الترميم.

وبحسب البندك فإن عملية الترميم وبكل مراحلها ستكلف 17 مليون يورو، أما المرحلة الأولى فستكلف حوالي 3 مليون يورو حيث جرى توقيع الاتفاقية في آب الماضي برعاية الرئيس أبو مازن لمدة عام كامل من اليوم.

وأضاف البندك: "لم تشهد هذه الكنيسة المقدسة منذ بنائها في القرن الثالث للميلاد لغاية اليوم أية عملية ترميم شاملة، لهذا فقد تم التوجه للكنائس الثلاث؛ بطرياركية الروم الأورثودوكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطرياركية الأرمن الأورثودكس -وهم أصحاب الحقوق في الكنيسة- من أجل ترميم عناصر الكنيسة المختلفة.

المرحلة الأولى: السقف والنوافذ

بعد دراسة مطولة في عام 2009 لعناصر الكنيسة وأجزائها تقرر أن يتم ترميم السقف والنوافذ كأولوية ملحة -كما أكد المهندس الإنشائي من المجموعة الاستشارية عيسى مرة أثناء حديثه فالمشروع الحالي هو عبارة عن المرحلة الأولى لترميم الكنيسة بما يتعلق بالسقف والنوافذ.

وسيتم ترميم السقف واستبدال جميع النوافذ -بحسب ما أكد مرة: "هذه المرحلة مهمة جداً من المشروع لأن معظم مشاكل الكنيسة تتمثل في المياه المتسربة إلى الداخل والتي تسببت بالكثير من الخراب وبشكل ملحوظ في أجزاء الكنيسة من الداخل".

من جهته أشار مدير المشروع المهندس عفيف تويمة أن المشروع يتكون من عدة مراحل لصيانة وترميم الكنيسة بشكل كامل، وقد تم اختيار السقف والنوافذ كأولوية للترميم لأن الكنيسة تعاني من مشكلة تسرب للمياه إضافة إلى مشكلة في العناصر الإنشائية والتي تشكل خطورة على زوار الكنيسة لهذا فإن المرحلة الأولى من الترميم سوف تعمل على منع الضرر ليتم استكمال المشروع فيما بعد من أجل ترميم الأجزاء الأخرى".

وأضاف تويمة: "سوف يتم استبدال بعض من عناصر السقف أما البعض الآخر فسوف يتم ترميمها بحسب التصميم الذي تم تجهيزه سابقاً من قبل المجموعة الاستشارية بالتعاون مع الشركاء في إيطاليا، إضافة إلى استبدال النوافذ بشكل كامل، حيث تم التعاون مع خبراء من إيطاليا في كافة المجالات منهم خبراء في الخشب واستشاريين وخبراء في مجال الموزاييك وآلية ترميمها".

المواد المستخدمة

أما بالنسبة للمواد المستخدمة في عملية الترميم فقد أشار مرة إلى أن معظمها سيتم استيراده من الخارج لأنها تخضع لمعايير فنية معينة كما أن الأعمال الخشبية الإنشائية في منطقتنا ليست متوفرة.

المدير التقني للمشروع مارشيلو بياتشيني من ايطاليا قال ان الخشب الذي تم استخدامه في بناء السقف قبل 500 عام كان مستوردا من ايطاليا، وبرأيه، فمن الافضل استخدام نفس المواد من اجل ترميم السقف.

التوفيق بين الزائرين وأعمال الترميم

زائرو الكنيسة هم أحد التحديات التي واجهت العاملين فيها لهذا فإن العمل الليلي واستخدام الاسقالات المناسبة كان مهماً لراحة الحجاج وسلامتهم فقد أكد المهندس عيسى مرة: "لقد تم استخدام الاسقالات حتى يتمكن العمال والفنيون من العمل بكل أريحية خاصة أن مدة المشروع هي عام كامل وهي فترة ليست بالبسيطة، وهذا كان أكبر تحد لنا في المشروع حيث يجب أن تبقى الكنيسة قابلة لاستقبال السياح والحجاج بشكل مريح من دون أي إعاقة، وبالتالي فقد تم اختيار الاسقالات من إيطاليا لتحقق هذا الهدف، إضافة إلى أن العمل يتم في ساعات الليل المتأخرة لنضمن عدم إزعاج السياح وزائري الكنيسة".

لمدة عام كامل سوف يتم ترميم السقف والنوافذ على أن يتم ترميم كافة أجزاء وعناصر الكنيسة في الأعوام القادمة كالجدران والموزاييك حتى تبقى كنيسة المهد وكعادتها متألقة دوماً في استقبال زوارها من كافة بقاع الأرض.

انشر المقال على: