تتسع دائرة المعاناة لدى سكان حي شرقي شمال مدينة قلنسوة، بعد أن أرسلت إليهم اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء بلاغات استدعاء، تمهيدا لتسليمهم أوامر هدمٍ لبيوتهم، بادعاء البناء دون ترخيص.
وسلّمت السلطات، يوم الخميس الماضي، نحو 25 من أصحاب هذه البيوت، بلاغات استدعاء تمهيدا لأمر الهدم، ما يعني أن 50 عائلة ونحو 300 شخص بينهم نساء وأطفال ومسنون، مُهددون بالتهجير من منازلهم.
ولا تقتصر معاناة الحي، الذي يقع في أكناف مدينة قلنسوة، على أوامر الهدم والملاحقات من قبل السلطة، فقد هُمش الحي من قبل السلطة المحلية منذ سنين طويلة، إذ يعاني من سوء في البنية التحتية التي تُفاقم معاناة السكان وبخاصة في فصل الشتاء بسبب سوء شبكة المجاري، ومجاري المياه في الحي.
وفي أعقاب إرسال أوامر الاستدعاء، رأت القوى الوطنية والأطر السياسية في مدينة قلنسوة أن هذه الخطوة، "غير مسبوقة وخطيرة للغاية، إذ أنها تهدد حي كامل بالهدم والتهجير".
وسيُعقد مساء اليوم، السبت، في المركز الجماهيري في مدينة قلنسوة اجتماع طارئ للتباحث في القضية، سيجمع بين البلدية والقوى الوطنية والأطر السياسية، بالإضافة إلى مختصين في مجال التخطيط وقانونيين في هذا الشأن.
وقال الشاب حسام قحمان، من مدينة قلنسوة، لـ"عرب 48": "منزلنا مبني منذ 21 عاما، ولدينا كل التراخيص اللازمة للبناء من سنين، ويمكن الاطلاع عليها، تفاجأنا بشكل يثير الدهشة والصدمة معا، لماذا ومن أجل من يريدون إخلاءنا؟".
وتابع قحمان أن "الأوامر، التي سلمونا إياها، تدعي إننا بنينا دون تراخيص، ويدعون أيضا أن ذلك بسبب خط الكهرباء، الذي سيمر من الحي، ولكن نحن وخط الكهرباء هنا من 20 عاما، ولدينا الترخيص بالبناء منهم".
وأشار إلى أنه "لا يوجد تفسير آخر لهذا الإجرام، إلا الواعز السياسي لدى الحكومة، تريد أن تبعد سكان قلنسوة عن خط الكهرباء وعن سكان المستوطنات المجاورة، وهذا كله على حساب أراضي المدينة، وعلى حسابنا نحن المواطنون هنا".
وأضاف قحمان: "لا أدرى ما الذي تفعله البلدية في هذا الشأن الآن، ولكني على علم أنها لم تفعل أي شيء من سنين طويلة، كان هنالك تقديم اعتراضات من أجل خط الكهرباء، الذي سيلتهم الكثير من أراضي قلنسوة، ولكن هل كانت الاعتراضات ملائمة، وواضحة أم إنها مجرد تسجيل موقف، والسؤال الآخر، لماذا لم تعلم البلدية المواطنين من سنين، على مجريات هذا المخطط وتفاصيله؟".
وتابع: "ليس لدينا حيلة، أتساءل إذا كانت أملك التراخيص اللازمة للبناء من سنين، ويريدون هدم بيتي، إذا ماذا سيفيد تقديم الاعتراضات، والقضاء، لو كنت خالفت لكنت تفهمت الأمر".
وختم حديثه قائلا: "لا يوجد لدينا أي خيار غير التصدي، ماذا لنا بعد أن يهدم بيتنا، هذا البيت الذي تراه، يسكن فيه 3 عائلات، و13 نفرا من الأطفال والنساء وهو على أرض بملكيتنا الخاصة، وليس لدينا أي بديل".