قطر تموّل فيلما لجندي سابق بجيش الاحتلال
أثار إعلان مؤسسة الدوحة للأفلام، إنتاج أحد الأفلام الوثائقية لأحد المخرجين الذين يحملون الجنسية "الإسرائيلية"، غضبا واسعا لدى رواد التواصل الاجتماعي احتجاجا على تمويل المؤسسة لفيلمٍ يخرجه "اسرائيلي" شارك في تصوير عمليات الجيش "الاسرائيلي" مسبقًا.
وكانت مؤسسة الدوحة قد غرّدت على حسابها الرسمي على تويتر عن مشاركتها في تمويل الفيلم الوثائقي “كأس الانتصار” والذي يلقي نظرة معمّقة على قطاع صيد الحيوانات، والفيلم للمخرج شاؤول شوارتز وهو من مواليد "إسرائيل" في عام 1974، وبدأ حياته المهنية بالتصوير في سلاح الجو "الإسرائيلي". وبعد الانتهاء من خدمته انتقل بعد ذلك لتغطية الأخبار في مناطق فلسطين المحتلة عام 48 والضفة الغربية قبل أن ينتقل إلى نيويورك في عام 1999.
وأثار تمويل الفيلم وتسويقه، غضبا واحتجاجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت المغرّدة مريم الهاجري “عيب الله، وكلمة عيب أقل ما يمكن أن تقال، مؤسسة الدوحة للأفلام تموّل فيلماً لمخرج صهيوني”، وطالب علي الشهواني بضرورة معرفة المسؤول عن اختيار هذا المخرج لتمويل فيلمه.
وأطلق المغردون هاشتاغ ” #نرفض_تطبيع_الدوحة_للأفلام” غرّد خلاله النشطاء احتجاجًا على اعلان مؤسسة الدوحة لتمويل فيلم يخرجه "اسرائيلي" خدم بجيش الاحتلال، حتى بعد اصدار المؤسسة بيانًا توضيحيًا اعتبروه ضعيفًا وغير مبرَر.
وطالبت رحاب النعيمي بأن يكون هناك تفاعل كبير على الهاشتاج، حتى يصل الأمر لمؤسسة الدوحة، بينما قال محسن الهاجري أحد المغرّدين على صفحته على تويتر “مؤسسة الدوحة للأفلام تمول فيلماً لمخرج صهيوني بدأ مسيرته بالتصوير لدى جيش الاحتلال!!، يقتلون إخواننا وندعمهم!!
من جانبها، أصدرت مؤسسة الدوحة للأفلام بيانا توضيحيا قالت فيه "إن برنامج المنح يختار الأفلام التي تحصل على تمويل وفق مجموعة من المعايير منها مدى تركيزها على القصص العالمية الطابع التي تبحث في مواضيع عن "الأمل وإحداث التغيير الإيجابي"، ومن خلال هذه المعايير قدّم برنامج المنح الدعم لـ 320 مشروع فيلم متنوع من مختلف أرجاء العالم، 80% منها من العالم العربي، وهي أفلام تمثل أصواتنا وتعكس قصصنا وكذلك القصص ذات الطابع الإنساني والتي تحظى باهتمام عالمي.
كما أفادت المؤسسة في ردها على ما نشره المغرّدون على تويتر بشأن تمويلها فيلم “كأس الانتصار” لمخرج يحمل الجنسية "الإسرائيلية"، إن هذا الفيلم الذي حصل على منحة في عام 2016 “غير سياسي بالمطلق” ويبحث في قضية مهمة للغاية ويأتي متوافقاً مع مهمة برنامج المنح بالمؤسسة في دعم القصص التي تسلّط الضوء على قضايا رئيسية تهم العالم منها قضايا النزوح العالمية والمحافظة على البيئة وتمكين النساء وتعليم الشباب.
واعتبر رواد مواقع التواصل أن رد مؤسسة الدوحة للأفلام على ما تداوله المغردون كان ضعيفاً، وغير مقنع، ولم يرد على التساؤلات والاستفسارات التي طرحوها عبر تويتر، ولم تتمكن المؤسسة من إيجاد تبرير واضح لمساهمتها في إنتاج فيلم لمخرج عمل لفترة في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وركز رد مؤسسة الدوحة في ردودها على استخدام عبارات فضفاضة عن معايير اختيارها للأفلام التي تساهم في تمويلها عبر برنامج المنح، وفي الواقع هذه المبررات ليست عذرًا لما حدث، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول كيفية اختيار الأعمال الممولة، وهل يتم دراسة السير الذاتية لمخرجيها، ومراجعتها، لمعرفة تاريخهم المهني، وتوجهاتهم السياسية قبل دعمهم.
وطالب المغردون، بضرورة أن تكون هناك قواعد لهذا الدعم، حتى لا يستفيد منه جهات أو أشخاص لهم مواقف معادية لقضايا الأمة العربية والإسلامية.