قصيدة: لَحْنُ الْأَشْوَاقِ
الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ
مِنْ دَهَالِيزِ الْمَضِيقِ
سَرْدُ أَوْجَاعٍ بِرِيقِ
فَرْطَ زَيْفٍ مِنْ رِيَاحٍ
كَفَّنَتْ ضَوْءَ الْبَرِيقِ
ثَاكِلَاتُ الْلَّيْلِ حَكْيٌّ
عَنْ مَوَاعِيدِ الْعَشِيقِ
كَمْ رِدَاءٌ مِنْ يَسُوعٍ
ضَاعَ مِنْ سِفْرِ الطَّرِيقِ
فِي رَصِيفِ الدَّمْعِ حِبْرٌ
خَطَّ إِزْمِيلَ الْوَثِيقِ
كَانَ إِكْسِيدًا رَوِيًّا
فِي زَفِيرٍ أَوْ شَهِيقٍ
ثُمَّ مَاذَا بَعْدَ هَذَا
صَوْتُ نَاقُوسِ الْحَرِيقِ
نَامَتِ الْأَغْصَانُ غَصْبًا
فِي زُجَاجَاتِ النَّعِيقِ
دَوْحَةٌ مِنْ أَلْفِ عَامِ
أَصْبَحَتْ مَرْعَى النَّهِيقِ
هَكَذَا مِتْنَا اِخْتِنَاقًا
مِنْ صَدَى الْقَصِّ الْوَسِيقِ
يُوسُفٌ فِي كُلِّ ظِلٍّ
تَاهَ فِي الْجُبِّ الْمَحِيقِ
وِحْشَةُ الشُّطْآنِ آهٌ
رَاقَصَتْ مَدَّ الْخَرِيقِ
لَمْلَمَتْ أَوْرَاقَ وَجْهٍ
لَوْنَ أَحْدَاقِ الْعَقِيقِ
بَعْضَ عُرْجُونٍ حِجَازِي
مِنْ زَمَانَاتِ الْعَتِيقِ
اِخْتَفَى مَا بَيْنَ شَيْبٍ
شَابَ مِنْ هَجْرِ الْعَلِيقِ
مِنْ بِسَاطِ الرُّوحِ يَهْفُو
فِي مَتَاهَاتِ الْغَرِيقِ
هَا أَنَا آذَانُ تَاءٍ
نَبْضُ تُرْبِي مِنْ عَرِيقِ
فِي هَوَى أَرْضِي أُغَنِّي
لَحْنَ أَشْوَاقِ الْفَرِيقِ