قصيدة: لحْنُ نًايِ الْوفَاءِ
الشاعر: عماد الدين التونسي
فوْق جِبالٍ مهْجُورةٍ
يُولدُ مساءٌ ضرِيرٌ
بِتفاصِيل.. منْحُوتةٍ مِنْ خشبِ
تعبٍ
جسدا نحِيفا نحِيلا..
بِلا رِيشٍ و لا رِيقٍ
يصْفعُ بِماءٍ بارِدٍ
وجْههُ اْلمسْرُوقَ مُنْذُ زمنِ
السِّنْدِبادِ
خريِطةً مِنْ عجِينٍ
يطُوفُها خُطّافٌ هجِينٌ
بِملامِحٍ مُرْتعِشةٍ
كفضِّ بكارةِ عُودِ نَارنْجٍ
ويُتابِعُ سُقُوط.. سُطُورِهِ الْمُقطِّبة
وإِنْفِلاقِ..صرخاتِ عُرُوقِ عُمْقِ
صُخورِهِ الْمُشيَّدة
خلاَيا وحْلٍ ردِيئٍ
يذْرُوها.. غُرابُ تُرابِ تذاكِر نزقِ
الرَّمادٍ
على جُثَّةٍ هامِدةِ شَاهِدةٍ
و قابِيلُ ندماً.. يهْتزُّ هزًا
مِن الْوِحْدةِ مِن التَّشرُّدِ
حُزْناً يتدحْرجُ.. يتدنَّسُ.. يتباعدُ
يتساقطُ
رُويْدًا رُويْدًا كما
عُصُورِ.. وشْوشةِ الْحواسِ
وسَط مدائِنٍ مُبلَّلةٍ
على خِصْلةِ كِيانِ وجعٍ
يعْتصِرُ حلْق عهْدٍ
تَائِقٍ.. لِعِطْرِ الْخمائِلِ
ينْتزِعُ ملامِح.. صُبْحِ بهاءِ عاشِقٍ
ولا يطْلُبُ ولا يرْغُبُ
إِلاَّ أنْ يخْلُو بيْنهُ وبيْن مِرآةِ
النّوايا الْحسنةِ
وحْيًا ولِيدًا.. نار برْدٍ وسلامٍ
افتح.. يا قاسْيُون مِصرعيْكَ
علَّهُ يطْبعُ أثر أنْعام هابِيلَ
وتِينَ نبْضٍ
ويُطوِّقُها بِأساوِرِ.. أرِيجِ اْلياسمِينِ
لحْن نايٍ الْوفَاءِ