قصيدة لأنها فلسطين
د. انتصار الدّنّان
لأنّها فلسطين جئتكم بهامتي السّمراء، كسنبلة قمحٍ ذهبيّةٍ تشمخ نحو السّماء، كنجمةٍ تنتظر الصّباح. جئتكم بهامتي السّمراء أحمل بيدٍ قضيّةَ وطن وبالأخرى هُويّةُ غرّاء، أحميها من هيجان الرّياح في الصّحراء. جئتكم بهامتي السّمراء بقضيّة وطن تتناثرها الأقلام والأفواه في المنافي والشّتات، أوَ تسألون من أنا؟ أنا الحروف التّائهة بين نايات الرّيح، أنا الحيرى بجروحي والنّضال، بشوقي المتدفّق بين ضلوعي للهدب السّمر، وللعصافير الشّجيّة تدق ناقوس الثّورة، وتعلن الحريّة. جئتكم وفي جعبتي حفنة من تراب، تنده الزّنود السّمر وتسأل عن المعبد، أنا الّتي عانقت روحي الموت، أنا الّتي على مذبحكم كلّ يومٍ أصلب، وما زلتم تسألون من أنا؟ أنا الّتي جاءت من وقع جرحها تتنهّد، والشّوق بين ضلوعها يتفجّر لميعاد التّحرير وتسألون من أنا؟ أنا القدس الّتي كلّ يوم في محراب صلاتها تصلب.