قصيدة عَهْدُ الْخَلاَصِ
الشاعر عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِي
آتٍ أَلُفُّ الْكَوْنَ وَ الْأَقْطَابَا
كَمُرُورِ فَيْضٍ عَانَقَ الْأَحْبَابَا
سُفَرَاءُ رُوحِي لَا أَمَلُّ خِطَابَا
يَا مَنْ لَكُمْ فِي الْخَافِقَيْنِ مَثَابَا
يَا مَنْ مَلَأْتُمْ كُلَّ أَرْضِيَ صَوْلَةً
وَ لَكُمْ بِكُلٍّ تُرَابِنَا أَحْزَابَا
قُدْنَا الْحَيَاةَ إِلَى الْوَغَى لَمْ نَبْتَغِي
هَذَا الْهَوَانَ وَ كُلُّنَا جَوَّابَا
وَ لَكَمْ تُبَعْثِرُنَا الْخُطَى لَكِنَّنَا
نَبْقَى عَلَى عَهْدِ الْخَلاَصِ صَوَابَا
وَ نُضِيءُ هَذَا الْفَجْرَ مِنْ أَحْدَاقِنَا
بِنِضَالِ قَوْمٍ مَا اِرْتَضُوا الْكِذَّابَا
وَ نَسِيرُ نَحْوَ الضَّوْءِ مِثْلَ مُتَيَّمٍ
بِنَزِيفِ بَوْحٍ نُلْهِمُ الْأَصْحَابَا
لُغَةُ الْمَوَاجِعِ كَالْبُحُورِ تَضُمُّنَا
لِنُنِيرَ دَرْبًا صَامِدًا وَثَّابَا
وَ نُعِيدَ أَصْلَ الْحَرْفِ عِنْدَ مَكَانِهِ
إِعْجَازُ حَبْكٍ بِالْأُصُولِ جَوَابَا
وَنَطُوفُ بِالْأَقْمَارِ سَرْدَ رِوَايَةٍ
مِنْ كُلِّ نَبْعٍ نَمْلَأُ الْأَكْوَابَا
آتٍ كَعَهْدِ الْحُرِّ لاَ مُتَقَاعِسًا
أَبْغِي الْخُلُودَ مَنْهَجًا وَ كِتَابَا
فَهُمُ نِدَاءُ الْلَّهِ يَنْطِقُ بِالْهُدَى
مُتَلاَزِمِينَ مَعَ الزَّمَانِ مُصَابَا
وَ هُمُ كُنُوزٌ لَا يُمَلُّ حَدِيثُهُمْ
وَ لَهُمْ بِذِكْرِ نَفَائِسٍ أَطْيَاباَ
وَ هُمُ مَدَارُ الْكَوْنِ لَسْتُ مُغَالِيًا
وَ هُمُ عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ سَحَابَا