قصيدة الْجَوَابُ..
الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ
بَعْدَ الْحِسَابِ..
تُوضَعُ النُّقْطَةُ الْأَخِيرَةُ..
تُجْمَعُ الذَّخِيرَةُ ..
يُغلقُ الكتاب..
فَالْقَلَمُ جَفَّ وَ ذَابَ..
مَنْ كَانَ يَتَمَلَّقُ يَتَعَرَّقُ..
مَنْ رَسَمَ مَنْ كَتَبَ..
رَحَلَ مَلَّ ظِلَّهُ..
غَابَ..
الْآنَ..
أَرْقُدُ مُعَتَّمًا مُعَلَّقًا بَيْنْ الْمَاءِ وَ التُّرَابِ..
عُمْقاً أَسْوَدَ الْإِلْتِهَابِ..
ذَاكَ الضَّبَابُ..
كَسَّرَ النَّفْسَ وَ الدَّمْعُ مِنْهُ إِنْهَمَرَ..
كَنَبْعٍ نَضُوبٍ إِنْسَابَ..
كَمْ لَبَثْتُ كَمْ عِشْتُ السَّرَابَ..
وَ السَّاعَةُ..
كَمْ قَسَتْ كَمْ تَمَرَّدَتْ كَمْ جَرَتْ.. مَجْرَى النَّهْرِ الْمُتَدَفِّقِ..
بِلاَ تَوَقُّفٍ وَلَا إِضْطِرَاب...
عَلَى حَافَّةِ الْإِنْقِلَابِ..
أَنْتَظِرُ سَفِينَةً أَبْحَرَتْ مَا إِسْتَقَرَّتْ..
أَقِفُ قُبَالَةَ دُوﻻَبٍ..
يَدُورُ لِلْأَفْرَاحِ كَمَا ِللْأَتْرَاحِ..
اُرَاقِصُ الْهَوَاءَ..
أُغَنِّي لِلصَّدَى..
أَعْزِفُ مَنْسِيَّةَ الْحُبِّ حَدَّ الْحُبِّ إنْتِشَاءِ..
يَغْمُرُنِي حُضْنُ الْغِيَابٍ..
وَ دَقَّتْ لَحْظَةُ الرِّجْعَةِ..
فَتَدُورُ الرِّقَابُ..
لِأَجِدَنِي مَصْدُومًا مَرْدُومًا..
فِي قُعْرِ الْقَاعِ الْأَخِير..
بِطَلْقَةٍ أَصَابَتْنِي فِي نَبْضيَ الْمِسْكِينَ..
إِرْعَابٌ..
سَلاَسِلٌ صَدِئَةً..
خَلاَخِلٌ ضَيِّقَةٌ أَحَاطَتْنِي بِلاَ رَحَم..ٍ وَ أَظُنُّنِي عَرَفْتُ الْبَابَ..
أَقِفُ بِلاَ إِرْتِيَابٍ..
أَجْمَعُ رَبَاطَةَ جَأشِي..
أُقَاتِلُ..
فَهُنَا..
أَرْضُ مَعْرَكَتِي الْأَخِيرَةِ..
لَنْ أَفْقِدَ صَبْرِي لَنْ أَخْذِلَ ثِقَتِي..
أَنَا الْحَطّابّ..
وَسَطَ هَذِهِ الشِّعَاب..ِ
سَأُنْقِذُنِي مِنْ جَبلٍ الْإِغْتِرَابِ..
بِعَزْمِي أُعِينُنِي..
فَأَنَا أَعْظَمُ مِنْ أَنْ أَسْتَسْلِمَ..
أَعْظَمُ مِنْ أَنْ أَفْقِدَ الْحَيَاةَ..
أَنَا لَا أَزَالُ حَيٌّ..
وَ هَذَا هُوَ الْجَوَابُ..