قصيدة: آيَاتٌ مِنْ نُبُوءَةِ قَدَرِي
الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ
نُبُوءَةٌ أَنْتِ وَ التَّأْوِيلُ فَسَّرَ لِي
رُؤْيَا تَفُوحُ حَنِينًا، مُدَّ مِنْ زَهَرٍ
حَتَّى أَرَى فِيكِ مَعْنَى الصُّبْحِ قَافِلَةٌ
تُشِيرُ ذِي تُرَبُ مَوْلَاةِ النَّدَى الْعُذْرِي
مَوَاسِمُ الدُّرِّ ، حُبْلَى النُّورِ جَوْهَرَةٌ
وَ تَنْثُرُ الضَّوْءَ فِي ظَلْمَاءِ مُزْدَهِرِ
سِيرِي لِخَيْمَاتِ حَكْيِ الْلَّيْلِ نَافِلَةً
بِهَا الْمَنَاسِكُ ، بَابُ الْوَصْلِ لِلسَّهَرِ
وَلْتَنْدَلِعْ ثَوْرَةٌ مِحْرَابُهَا شَفَةٌ
تُزَلْزِلُ الصَّوْتَ، مَا فِي سَاحَةِ النَّظَرِ
لَا سِرَّ بَعْدَ اِنْبِعَاثٍ، كُنْتِ شَهْقَتَهُ
مِنْ أَوَّلِ الْقَطْرِ حَتَّى آخِرِ الْمَطَرِ
وَ كُنْتِ حَوّاءَ لَكِنْ قَطْفُهَا سَغَبٌ
وَ بَيْتُ عِزِّ سَمَا، بِالصُّوفِ وَ الْوَبَرِ
أُرْجُوحَتَانِ وَمَا عَيْنَاكِ ، زَمْزَمَةٌ
لِلْمُتْعَبِينَ، ضِفَافُ الْوُدِّ فَاِنْفَجِرِي
خَدًّا مِنَ الْأَحْمَرِ الثَّوْرِيِّ، سِفْرَ نَدَى
مِيرَاثُ مَنْ شَرَحَ الْأَخْتَامَ فِي الْقَمَرِ
إِنِّي قَرَأْتُكِ، آيَاتٍ مُبَيِّنَةً
الْبُعْدُ عَنْكِ لَهِيبُ الْقُرْبِ مِنْ سَقَرٍ
يُؤَرِّخُ الْجُرْحَ ، لِي ضِلْعٌ وَ قَدْ قَالَ لِي
الْهَجْرُ نَزْفٌ يَزِيدُ الدَّمْعَ بِالْإِبَرِ
كَمْ كَانَ مَهْدَ لِقَاءٍ ، صُحْبَةٌ نَطَقَتْ
لِلْعَالَمِينَ بِدَهْرٍ فِيهِ مُنْتَظِرِي
وَ يُوسُفُ الْمُطْلَقُ الْمُمْتَدُّ فِي سُحُبٍ
تَرْنُو إِلَى سَفَرٍ، مِنْ غَيْرِ مَا سَفَرٍ
قَدْ كَانَ مِنْ لُغَةٍ ، عَيْنًا لِرَائِحَةٍ
قَمِيصُهَا الْهَطْلُ مِنْ بَدْوٍ إِلَى الْحَضَرِ
يَبِيتُ مِنْ حُرْقَةِ الْأَشْوَاقِ فِي لُجَجٍ
مِنْ غُرْبَةِ الْجُبِّ حَتَّى ، شَيْبَةَ الْكِبَرِ
هَذِي الرَّسَائِلُ بِالْمَكْنُونِ رَاسِخَةٌ
أَقْلَامُهَا ، مِنْ جُذُورِ الْآهِ لَا الشَّجَرِ
فِي سِيرَةِ الْحُبِّ نَفْسِي اِسْتَنْشَقَتْ نَفَسِي
وَ دَوْزَنَتْ قَبْضَةً ، مِنْ دَمْعَةِ السَّمَرِ
مَوَّالَ مَا فِي رِئَاتِ الْأُفْقِ يَا رِئَةً
تُحَرِّرُ الْغَيْمَ، مِنْ قَيْدٍ بِمُعتصِرٍ
قَامَتْ لِأَجْلِ صَلَاةٍ فِيكِ تَرْفَعُهَا
حَيِّ عَلَى خَيْرِ مَنْ فِي عِشْقِهَا قَدَرِي