في مهرجانٍ مركزي حاشد:
جنين: الجبهة الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها الـ46 في ميثلون
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة جنين مهرجاناً مركزياً حاشداً يوم أمس السبت في مدرسة مسقط الأساسية للبنات في بلدة ميثلون جنوب جنين، بمناسبة الذكرى الـ46 لانطلاقتها والمتزامنة مع الذكرى السابعة لرحيل شيخ الأسرى والمعتقلين القائد الوطني محمد رجا نعيرات (ابو رفعت).
وشارك الآلاف من محافظات جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية وطوباس وسلفيت في مهرجان الانطلاقة، ورفع المشاركون رايات الجبهة الشعبية الحمراء وأعلام فلسطين وسوريا، وأطلقوا الهتافات احتفالاً بذكرى الانطلاقة.
وحضر المهرجان قيادات وأعضاء وكوادر وانصار الجبهة الشعبية بمشاركة عضو المجلس التشريعي خالدة جرار الى جانب صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية واللواء طلال دويكات محافظ محافظة جنين، بالإضافة إلى ممثلي القوى السياسية في محافظة جنين، وحشد غفير من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات المحلية.
وقد افتُتح المهرجان بالنشيد الوطني الفلسطيني وقسم الجبهة الشعبية والوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء والقادة مستذكرين القائد الامين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات والشهيد ابو علي مصطفى والمؤسس جورج حبش وشهداء الجبهة الشعبية: وديع حداد وغسان كنفاني وأبو ماهر اليماني، وشهداء الجبهة في محافظة جنين وعلى رأسهم الشهيدات: أسماء عنزاوي وسميرة الزبيدي والشهداء: محمد رجا نعيرات (ابو رفعت الميثلوني)، وصابر محيي الدين، ويوسف ابو السباع (ابو عرب)، ولطفي نبهان، وايمن صبيح، وحمد العارضة، ومفيد الغزاوي، ونضال خلوف، وجواد رحال، وياسر صوالحة، وماهر شلبك، ومراد الغول، ومصطفى ابو قاش، وشريف بني حسن، وفواز زكارنة، واحمد ستيتي، وجمال حمدان، وعبد الله بني حسن.
ووجهت التحية الى الشهداء القادة: ياسر عرفات واحمد ياسين وفتحي الشقاقي وخالد نزال ومحمد أبو العباس وآخرين من قيادة الثورة الفلسطينية.
ودعت عرافة المهرجان الى ضرورة سرعة إنهاء الانقسام، ودعوة فتح وحماس إلى تجنيب الشعب كل ما يعمق الانقسام من خلال إتقان القوانين التي يجري إعدادها في ظل الانقسام أو تغيير مناهج التعليم، حيث أن للانقسام آثار كارثية على كل الفلسطينيين في كل مكان، وطالبت العمل على تحقيق الوحدة، مؤكدين على ضرورة أن يناضل جميع أبناء الشعب جنبا إلى جنب بغض النظر عن انتماءاتهم وذلك للقضاء على الانقسام، مشيرين الى أن معاناة شعبنا هو الاحتلال وهنا يجب اعلاء شعار المقاومة واستمرار النضال ضد الصهاينة، والعمل على مواصلة قيادة العمل الوطني للنضال سلمياً وديمقراطياً لانتزاع حقوق الفلسطينيين.
ونقل محافظ جنين دويكات في كلمته، تحيات وتهنئة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذه المناسبة والتي يؤكد بها على أن العهد هو العهد والقسم هو القسم بأن نظل أوفياء لشعبنا ومتمسكين بثوابتنا حتى نيل حقوقنا الكاملة وغير المنقوصة، مشيراً الى رفض السلطة الفلسطينية للمشاريع الامنية والاقتصادية بالرؤى الامريكية كما جاءت على لسان وزير خارجيتها جون كيري، فهذه المشاريع ستطيل من عمر الاحتلال وتعمد الى تعزيز سيطرة الاحتلال على الحدود والأغوار ويتجاوز عن حق العودة ويجحف يحق شعبنا الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948.
وقال: هذه الرؤى الامبريالية تأتي متناغمة مع حملة التصعيد الاجرامي للاحتلال وسياسة الاغتيالات والتي كان اخرها في مخيم جنين وقلقيلية بسقوط الشهيدين رافع السعدي وصالح ياسين، الى جانب استمرار سياسة نهب الأراضي وهدم المنازل والاستيطان والتهويد، هذا الامر بهدف تقويض السلطة ويخطط من أجل إعادتنا الى مربع الفوضى والفلتان الأمني، مؤكداً على الاستمرار في بناء المؤسسات وتوفير الامن والاستقرار وتعزيز صمود المواطن على طرق الخلاص من الاحتلال، مثمناً الدور النضالي والوحدوي للجبهة الشعبية والتي حافظت على الخطوط الحمراء لشعبنا ولم تسمح باستباحة الدم الفلسطيني ولا الخروج عن وحدة منظمة التحرير الفلسطينية.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت فهنأ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ46 موجهاً تحياته الى الامين العام الاسير احمد سعدات وكافة الاسرى في سجون الاحتلال، وقال؛ إننا نحتفل اليوم في هذه الذكرى، وما زال الاحتلال يدمر ويخرب ومستخدماً عدوانه على كافة معاني الحياة الفلسطينية حيث أن حملات الاعتقالات والاغتيالات ونهب الأراضي ومصادرتها وتوسيع المستوطنات مستمر، في وقت أن المفاوضات العبثية مستمرة، ووضع آليات لتسوية الصراع وفي جوهره القضية الفلسطينية من أجل الزام كيان الاحتلال بالانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة والعمل على تمكين شعبنا الفلسطيني من اقامة دولته، ورفض الاستمرار في المفاوضات التي تمكن "اسرائيل" من استمرار سياستها العدوانية، وبالتالي يجب الدعوة المستمرة للوحدة الوطنية من أجل إنهاء الانقسام الذي أضعف قضيتنا بالكامل، وذلك بتنفيذ الاتفاقات السابقة في القاهرة والدوحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لانتخابات تشريعية ورئاسية، وكذلك العمل على تصعيد المقاومة الشعبية بكافة اشكالها ضد الاحتلال حتى زواله، ووضع استراتيجية جماهيرية وطنية شاملة من أجل تحرير الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، خصوصا أنهم ناضلوا وضحوا من أجل وطنهم ويجب العمل من أجلهم، واستئناف الهجوم السياسي والدبلوماسي بكافة أشكاله على مستوى المحافل الدولية ومن خلال هيئة الأمم المتحدة وكافة المحافل الدولية والتوجه للانضمام لكل الاتفاقيات والمعاهدات وفي مقدمتها اتفاقية جنيف واتفاق روما من أجل محاكمة "إسرائيل" على جرائمه وإرغامها على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودة اللاجئين وتحقيق الثوابت الوطنية بالكامل، وختم رأفت كلمته بالدعوة لمواصلة العمل من اجل بناء نظام سياسي فلسطيني على الاسس التي حددتها وثيقة الاستقلال بترسيخ الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الحريات العامة والشخصية والمساواة الكاملة بين كل فئات المجتمع.
فيما ألقى كلمة الجبهة الشعبية المركزية جمال ابو غسان قال فيها: تطفئ الجبهة الشعبية شمعتها الـ46 ونحن على مفترق هام في قضيتنا الوطنية، وتطل هذه الذكرى ونحن نعيش متغيرات هامة على ساحتنا، وفي ظل التصعيد العدواني بكافة أشكاله، مضيفاً الى أن شعار الجبهة الشعبية القائم على الوحدة والمقاومة والتحرير، وهو ما يتطلب منا مع كل أطراف الفعل السياسي والوطني استكمال السير في هذا الاتجاه، داعياً الى مواجهة الاحتلال وإجراءاته باللحمة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات شعبنا القيادية وعلى رأسها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، كأداة وحدة وكممثل شرعي ووحيد لشعبنا، وأن المطلوب بشكل رئيسي لإعادة تفعيل مؤسسات شعبنا القيادية هو إعادة صياغة البرنامج الوطني الموحد لإدارة الصراع مع الاحتلال والمرتكز على خيار المقاومة، مستذكراً ذكرى الانتفاضة الشعبية عام 1987 والتي اثبتت قدرتها على مقارعة العدو مقارنة مع خيار التسوية والمعتمد على شطب القضية الفلسطينية وتصفية جوهرها وتسييد "المشروع الصهيوني" وتفكيك عناصر المشروع الوطني واخضاعه للمقايضة، مشيراً الى ان قيام الدولة الفلسطينية هو مهمة كفاحية لا تفاوضية وفي هذا العنوان لم ترتقي النخب القيادية المتنفذة الى مستوى استعداد الشعب الفلسطيني وطموحاته بل فقد حادت هذه القيادة عن قيادة قطار النضال الوطني الى سكته الحقيقية، مع اهمية ادراك ضرورة الخلاص من الانصياع لإرادة المعسكر الامبريالي وعلينا ان نشق طريقنا صعوداً باتجاه استعادة دور اليسار.
وختم ابو غسان كلمة الجبهة الشعبية بالإشارة الى انتهاء الجبهة الشعبية من اعمال مؤتمرها الوطني السابع تحت شعار "المؤتمر الوطني السابع ... محطة هامة على طريق النهوض والثورة المستمرة حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني"، حيث تم انتخاب الهيئة القيادية الاولى في مناخ من الديمقراطية والشفافية، وجرى العمل على تجديد واسع في الهيئات المركزية، موجهاً تحياته الى الرفاق الذي افسحوا المجال للكفاءات الشابة لإعادة الحياة للعمل التنظيمي والحزبي، موجهاً تحياته الخاصة باسم كل رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للأمين العام الرفيق الاسير احمد سعدات وكافة الرفاق والاسرى في سجون الاحتلال.
وتخلل الاحتفال فقرات وطنية من غناء للفنان الفلسطيني سالم عمران ودبكة ورقص فلكلوري لفرقتي حنظلة والبيدر.