في "عتصيون".. البرد ينهش أجساد المعتقلين الفلسطينيين
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأنّ البرد الشديد ينهش أجساد المعتقلين الفلسطينيين في مركز توقيف "عصيون"، في ظل الأجواء الباردة ونقص الأغطية والملابس الشتوية وقله الرعاية الطبية.
وقالت محامية الهيئة بعد زيارتها للأسرى في المعتقل يوم أمس، إنّ "أوضاع المعتقلين مأساوية وصعبة للغاية"، وبيّنت أنها "التقت أسرى وهم يرجفون بشكل هستيري من شدة البرد، فهم يرتدون ملابس خفيفة جدًا تم توزيعها عليهم من قبل إدارة المعتقل، في الوقت الذي تحرمهم فيه من الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة".
وأكد الأسرى للمحامية أن الظروف المعيشية لا تُحتمل، فهناك تدهور واضح في أوضاع الأسرى الصحية، ومعظم الأسرى يعاني من الانفلونزا ونزلات البرد، وهناك من تفاقم وضعه الصحي نتيجة البرد القارص، كحالة الأسير الشاب أسامة سلهب (20 عاماً) الذي اعتدى عليه جنود الاحتلال ما أدى لإصابته بقدمه اليمنى، ومن شدة البرد انتفخت قدمه، ولم تقدم إدارة المعتقل أي علاج له.
كما اشتكى الأسرى من كمية ونوع الطعام، فوجبات الطعام السيئة التي يتم توزيعها عليهم باردة جداً ورديئة، ومعظمهم لا يتناولون إلا القليل منها لسد حاجتهم بسبب الجوع فقط.
وحذرت الهيئة من استمرار استهتار إدارة معتقلات الاحتلال بحياة الأسرى، وفرض الظروف الحياتية الصعبة عليهم والتنكيل بهم، ضاربة بعرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية.
يذكر أنّ أعدادًا كبيرة من المواطنين الذين يتم اعتقالهم من أنحاء الضفة الغربية، يتم نقلهم إلى مركز عتصيون في ظروفٍ قاسية للغاية، فيوميًا يدخل المركز ما لا يقل عن عشرة معتقلين، وجميعهم يتعرضون إلى ظروف صعبة للغاية، و يعانون أشد المعاناة نتيجة البرد.
وتستهتر إدارة مركز عتصيون بحياة الأسرى المرضى حيث ترفض عرضهم على طبيب مختص، لمعرفة سبب آلامهم وأوجاعهم، وترفض كذلك توفير علاج حقيقي ناجح لهم، إضافة إلى عدم مراعاة ظروفهم كمرضى، والاعتداء عليهم بالضرب بشكل وحشي، وشتمهم بألفاظ نابية، بما فيهم الأطفال.