في ذكرى انطلاقتها الـ49: الجبهة الشعبية تدعو لحوار وطني يُعيد الاعتبار للمشروع التحرري.. والقطع مع أوسلو وانعقاد مجلس وطني توحيدي
دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في ذكري انطلاقتها الـ49، إلى ضرورة إجراء حوار وطني جدي وشامل، والاتفاق على إستراتيجية وطنية جامعة، تعيد الاعتبار للمشروع الوطني التحرري، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي بيانٍ أصدرته، صباح اليوم السبت، لمناسبة ذكرى انطلاقتها التي تُصادف يوم غدٍ 11 ديسمبر، جدّدت الجبهة الشعبية موقفها الداعي للتخلي عن اتفاق أوسلو ووقف الرهان على خيار المفاوضات، والتمسّك بعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات برعاية الأمم المتحدة؛ ورفض أية مبادرات سياسية، تفرض قرارات دولية بديلة تنتقص من تلك الحقوق.
كما دعت لإنهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية، وعقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي، خارج الوطن، وعدم اللجوء لأي دعوة أحادية لعقد المجلس برام الله، لما في ذلك تكريسٌ للانقسام.
تنشر "بوابة الهدف" بيان الجبهة الشعبية في ذكري انطلاقتها، كما ورد:
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
في ذكرى انطلاقتها التاسعة والأربعين
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الباسل:
يا أبناء أمتنا العربية.. يا كل أحرار العالم:
تهل علينا الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تأسست في الحادي عشر من كانون أول 1967، إثر هزيمة الخامس من حزيران؛ ومثلت بعثاً لأملٍ جديد من بين ركام الهزيمة، ونتائجها وإفرازاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية، في حمل ورفع لواء الثورة والنضال والكفاح الوطني والقومي، ضد المشروع الصهيوني، وقدّمت على هذا الدرب، عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين الأشدّاء، الذين نتوجه لهم ولعموم شهداء وأسرى وجرحى ومناضلي شعبنا الفلسطيني وأمّتنا وأحرار العالم، بأسمى التحيات النضالية، والانحناء أمامهم إجلالاً وإكباراً واعتزازاً لهم وبهم، ولتضحياتهم الجليلة ومآثرهم وبطولاتهم، التي شكلت إرثاً تاريخياً وكفاحياً وإنسانياً قلّ نظيره، ميّز تاريخ الجبهة الشعبية، وحركة التحرر الوطني الفلسطيني بالإجمال.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني.. أبناء أمتنا.. الأحرار جميعاً:
في ضوء ما يجري من متغيرات دولية وإقليمية وعربية، ومجمل مفاعيلها السلبية، وفي ظل استمرار ضعف وانقسام الوضع الفلسطيني، فإن القضية الفلسطينية باتت تتعرض لمخاطر التصفية أكثر من أي وقتٍ مضى، وعليه؛ فإنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكد على، وتدعو إلى ما يلي:
أولاً: ضرورة إجراء حوار وطني جدي وشامل، لمراجعة التجربة الفلسطينية بالإجمال، والاتفاق على إستراتيجية وطنية جامعة، تعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني التحرري، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية والتمثيلية والاتحادات الشعبية، وفي مقدّمتها منظمة التحرير الفلسطينية، وتُوفّر البيئة والبنية الديمقراطية داخلياً، وتُعزز قيم ومفاهيم الشراكة الوطنية الجماعية، وتستنهض الحالة الشعبية وتدعم صمودها بمقومات مادية ومعنوية ملموسة، تُجذِّرها بأرضها وبتمسكها بهويتها الوطنية، ووحدتها في الداخل ودول المهجر واللجوء.
ثانياً: المسارعة في التخلي عن اتفاق أوسلو، والتزاماته المجحفة، ونتائجه الكارثية على نضالنا وحقوقنا وأهدافنا الفلسطينية ومشروعنا الوطني التحرري، وهذا يتطلب وقف الرهان على خيار المفاوضات، وعدم الاستجابة للضغوطات بالعودة إليها، والتمسّك بعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات برعاية الأمم المتحدة؛ لتقرير آليات تنفيذ قراراتها ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أية مبادرات سياسية، هدفها فرض مرجعية وقرارات دولية بديلة تنتقص من حقوق شعبنا.
ثالثاً: إنهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية، كمطلب شعبي لا يحتمل التأجيل أو المماطلة، أو استمرار المراهنة على المتغيرات الدولية والإقليمية، التي لن تكون لصالح قضيتنا وشعبنا وحقوقه.
رابعاً:عقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي، يجري التحضير له من قبل لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، التي جرى الاتفاق على تشكيلها في حوارات القاهرة، وعدم اللجوء لأي دعوة أحادية لعقد المجلس الوطني في رام الله، لأن في ذلك تكريس لذات المنهجية الفكرية والتنظيمية والسياسية، التي قادت الساحة الفلسطينية ولا زالت، وحكمتها ببرنامجها الخاص، وأودت بها إلى مأزقها الخطير الحالي.
خامساً: استخدام كل أشكال وأدوات النضال وتوظيفها واستثمارها الأمثل في إطار صراعنا الوجودي مع العدو الصهيوني، وعدم وضع أي شكل منها في مواجهة الآخر.
سادساً: دعم وإسناد الفعل النضالي والحراك الجماهيري الذي عبر عن نفسه بانتفاضة القدس، والتي ندعو جميع القوى إلى توفير الحاضنة التنظيمية والسياسية لها.
سابعاً: وضع خطة وطنية شاملة لدعم الأسرى ونضالهم، تتكامل فيها الجهود الرسمية والشعبية؛ من أجل إطلاق سراحهم وطرح قضيتهم في المحافل الدولية باعتبارهم أسرى حرية واستقلال.
وهُنا تتوجه الجبهة الشعبية بتحياتها وتقديرها العالي لأولئك الأسرى الأبطال الذين خاضوا ويخوضون معركة الأمعاء الخاوية، منهم رفيقنا القائد بلال كايد وأخواه الأسيران: أنس شديد وأحمد أبو فارة.
ثامناً: دعوة قوى التحرّر العربية، أن تستنهض ذاتها، وتستعيد رؤيتها ومشروعها ودورها؛ انطلاقاً من خطورة الوضع القائم في وطننا العربي من صراعات داخلية وإرهاب وحروب بالوكالة وانقسامات طائفية ومذهبية، ومن تسارع في التطبيع مع العدو من بعض الأنظمة العربية، تنذر بتفكك وتقسيم الدول العربية والنظام العربي بالإجمال، والتي لن يكون أحدٌ بمنأى عنها، وفي قلبها القضية والحقوق الفلسطينية.
تاسعاً: الوقوف مع شعوبنا العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وعلى امتداد الوطن العربي، في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب المتستر باسم "الدين"، وتسعير نار الطائفية والمذهبية، وتأجيج الانقسامات الأفقية والرأسية، والوقوف إلى جانب قوى المقاومة والممانعة المستهدفة من كل ذلك.
عاشراً: تعظيم النضال الأممي، مع كل القوى المحبة للحرية والسلام والعدل والتعايش الإنساني، وكل من يقف مسانداً وداعماً لنضال شعوبنا العربية في نيل حريتها واستقلالها ومنها شعبنا الفلسطيني، والتوجه بالتحية لكل أولئك المساندين والمنخرطين في لجان المقاطعة للكيان الصهيوني.
يا كل الأحرار في كل مكان:
ستستمر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي تدخل عامها الخمسين، مرتكزةً على رؤيتها الواضحة ومُنطلقاتها وأسسها الوطنية والقومية والأممية، التي تحدد لنا معالم مسيرتنا المظفرة على درب الثورة والكفاح الوطني نحو الحرية والنصر الأكيد.
المجد لشهداء شعبنا العظام، ولشهداء جبهتنا المؤسسين جورج حبش وأبو علي مصطفى
الحرية للأسرى البواسل، ولرفيقنا الأمين العام أحمد سعدات وقادة الحركة الأسيرة
والنصر حتماً لشعبنا
المكتب السياسي
11/12/2016