فرقة فنونيات تبرز جمالية التراث الفلسطيني في مهرجان صوفيا الدولي
رام الله /PNN– أبهرت فرقة فنونيات الفلسطينية للفلكلور والرقص الشعبي، التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، الجمهور والدول العالمية المشاركة في مهرجان صوفيا الدولي للفلكلور السادس، الذي أقيم في بلغاريا بمشاركة 21 دولة عالمية، لتكون المشاركة بدعوة من سفارة فلسطين من بلغاريا.
وتأتي مشاركة الفرقة الفلسطينية كأول فرقة عربية وفلسطينية في هذا المهرجان الدولي الدولي، الذي يقام سنوياً في بلغاريا، بمشاركة دول من قارات العالم.
وخلال المهرجان قدمت الفرقة الفلسطينية التراث الفلسطيني بأبهى وأجمل صوره، فقدم 16 شاباً وشابة الدبكات واللوحات الشعبية الفلسطينية على الأغاني التراثية والوطنية الفلسطينية، لتقدمه لجمهور وفرق دولية تشاهد هذا التراث للمرة الأولى.
حملت فرقة فنونيات الهمّ والجرح الفلسطيني، فغنت للوطن وللقدس وللحرية، غنت للشهداء وللاسرى والمعتقلين، وغنت للعودة، ولأشجار الزيتون واللوز والبرتقال، وللزعتر البري والميرمية والحنون، وغنت للحياة اليومية المتجددة، وللعرس الفلسطينيي، ولحكايا الجدات في ليالي الشتاء، ولخبز الأمهات في الطوابين.
عرضان قدمتهما فرقة فنونيات في بلغاريا شهدا إقبالاً منقطع النظير من قبل الجماهير، كما حرصت الفرق الفلكلورية الدولية المشاركة إلى متابعة العرض الفلسطيني لجماليته وألقه، ودقه أداء الحركات وشموليتها، والشكل الإخراجي الجمالي المبهر للوحات والرقصات الفنية.
خرجت فرقة فنونيات في عرضها الأول في المهرجان بلباسها الفلسطيني التقليدي الجميل، وعلى امتداد ساعة شدت الجمهور الغفير من خلال لوحاتها المبدعة، ودبكاتها المتناسقة الجميلة، على أنغام المجوز واليرغول والناي، وأغاني تراثية أصيلة، من الروزنا الى ظريف الطول والدلعونا والميجانا والعتابا، والعرس، وحامي الحمى، وزغردي يم الجدايل، وزفّة الشهيد، والقدس، والعلم، وهلّي علينا، وكذلك الاشعار التي تمجّد الشهداء والاسرى والمعتقلين.
وفي الحفل الختامي للمهرجان، كان العرض الختامي لفرقة فنونيات، ليحمل الراقصون أعلام الدول المشاركة والعلم الفلسطيني على أنغام السلام الوطني الفلسطيني، في أجمل ختام أثر في نفوس المنظمين والمشاركين، فاغرورقت أعين أبناء السفارة والجالية الفلسطينية لعظم المشهد.
ولم يكن تميز فرقة فنونيات في العروض الفنية، بل في الصورة والانطباع الذي خلفته أمام الدول المشاركة، التي فوجئت بتواجد المرأة الفلسطينية في شتى مناحي الحياة، وفي الإخاء الإسلامي المسيحي الذي تكرسه الفرقة من خلال أعضاء الفرقة، وهو ما أثار تساؤلات الفرق المشاركة، التي كانت تعتقد أن المرأة مهضوم حقوقها في فلسطين، وأن المسيحيين لا وجود لهم في فلسطين، وإن وجدوا فإن حقوقهم مهدورة، وهو ما اكتشفت الفرق المشاركة أنه غير صحيح البتة.
وفور وصول فرقة فنونيات إلى العاصمة البلغارية، شاركت الفرقة بدعوة من السفارة الفلسطينية للمشاركة في إحياء حفل زفاق الأسير المحرر حمزة النايف الذي قضى في المعتقل أكثر من 25 عاماً، وأبعد إلى قطاع غزة بعد صفقة تبادل الأسرى، حيث حرمه الاحتلال من لقاء أهله وخطيبته التي قدمت الى بلغاريا للقائه، ليتم الزواج، لتبكي فنونيات الحضور أحياناً وتبهجهم أحياناً أخرى بما قدمته من لوحات.
وجاءت مشاركة فرقة فنونيات في مهرجان صوفيا، بعد قرابة أسبوع واحد فقط على عودتها من جولة فنية استمرت شهراً في المملكة المغربية.
وفي هذا السياق، قال مدير فرقة فنونيات معتز قرعوش إن المشاركة الفلسطينية في هذا المهرجان الدولي تعد خطوة أخرى للدفاع عن التاريخ والتراث الوطني وحمايته من السرقة، ووضعه على درجة عالية بين تراث الدول العريقة المشاركة في المهرجان، لا سيما أن فنونيات هي الفرقة الفلسطينية والعربية الأولى التي تدعى للمشاركة في هذا المهرجان الهام.
وأكد قرعوش إن عروض الفرقة كانت الأكثر تميزاً في المهرجان، من خلال شمولية الأداء بين اللباس الفلسطجيني التراثي الأصيل، وعزف المجوز والشبابة واليرغول، والدبكات الفلسطينية، والأدوات التراثية الفلسطينية، التي تستخدمها الراقصون في عروضهم، في إخراج فني للوحات تراثية مبهجة، ليضطلع العالم أجمع على أقدم الحضارات وأجمل التراث، ليكون الفلكلور الفلسطيني في المهرجان هو الأجمل والأعرق بين نماذج الحضارات والثقافات الدول المشاركة.
وأكد قرعوش أن المشاركة في المهرجان الدولي للفلكلور في صوفيا جسدت العناية بالتراث والتمسك به رغم قسوة الأوضاع السائدة في الوطن جراء الاحتلال.
وشكر قرعوش السفارة الفلسطينية في بلغاريا وعلى رأسها السفير د. أحمد المدبوح الذي لم يفارق الفرقة خلال جولتها في صوفيا، كما شكر الجالية الفلسطينية على متابعتها لشؤون الفرقة، ومتابعتها في حلها وترحالها.
من جهته، أكد الناطق الاعلامي باسم فرقة فنونيات فراس طنينة إن الفرقة استعرضت في المهرجان التاريخ الفلسطيني، والمعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي وتطلعه للعيش بسلام والحصول على الحياة الكريمة، كما تقدم مجموعة من لوحاتها الفنية التي تعبر عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وضحايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على وقع أغان من التراث الفلسطيني.
وأكد طنينة إن الفرقة لوناً حديثاً من الفلكلور والدبكات الشعبية التعبيرية، منسجمة وروح العصر الحديث، في محاولة لـمخاطبة العالـم، ونقل الفن الشعبي الفلسطيني إلى العالـمية، من خلال تقديم مزيج منه مع الرقص التعبيري.
وأشار طنينة إلى أن الفرقة عمدت إلى تطويع الـموسيقى والأغاني الشعبية الفلكلورية إلى لوحات فنية راقصة، من خلال تمايل الأجساد وتشابكها سوية لتقدم أعمالاً فنية تراثية معاصرة.
وكانت فرقة فنونيات قامت بسلسلة كبيرة من الجولات العالمية فأحيت عروضاً في روسيا، أوكرانيا، كندا، المجر، اليمن، الأردن، السويد، فيتنام، والمغرب.