الخميس 30-01-2025

غور الأردن في عقل الجنرال الصهيوني

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

غور الأردن في عقل الجنرال الصهيوني
محمد محفوظ جابر

قال الجنرال الاحتياط عوزي دايان، الذي كان في الماضي نائبا لقائد هيئة الأركان العامة في الجيش الاسرائيلي، إن لغور الأردن أهمية إستراتيجية كبيرة، وبالتالي لا ينبغي لإسرائيل ترك غور الأردن انطلاقا من الافتراض أن الهجوم من الشرق ليس متوقعا، محذرا من أن الدول المجاورة ستستخدم ترسانة الصواريخ الباليستية والصواريخ البعيدة المدى التي بحوزتها من اجل منع وصول التعزيزات الكافية إلى الجبهات الإسرائيلية بما فيها غور الأردن، وأكد على أن الأهمية الحاسمة لنهر الأردن بالنسبة لأمن إسرائيل تتبدى أيضا من التجربة الإسرائيلية في غزة.
ومن مفاهيم كثيرة فان غور الأردن هو" محور فيلادلفيا " في الضفة الغربية.
وخلص إلى القول إن لإسرائيل الحق الطبيعي والمعترف به دوليا في" حدود آمنة " تسمح لها بالدفاع عن نفسها اعتمادا على قواتها، وان السيادة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن بأكمله كمنطقة أمنية تستند إلى نهر الأردن هو خط الحدود الذي يسمح بتوفير الأمن لإسرائيل، كما انه على إسرائيل أن تنتقل من سياسة الأمن المعتمدة على الاتفاقيات السياسية والضمانات الدبلوماسية إلى سياسة الاتفاقيات القائمة على منح الأمن عن طريق القوات الإسرائيلية، مشددا على انه في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يجب الإصرار على السيادة الإسرائيلية على جميع المناطق ذات الأهمية الأمنية والحيوية كجزء من أي اتفاق إقليمي، وعدم البحث عن حلول إقليمية إضافية التي لن يطول عمرها، على حد قوله.
من الواضح ان عقلية الجنرال ليست عقلية عسكرية ولا يفكر بالطرق العسكرية وهو لم يطور نفسه ليصل الى استنتاج بديهي ومعروف انه لم يعد هناك شيء اسمه حدود آمنة نتيجة وجود الصواريخ الباليستية والصواريخ بعيدة المدى التي يبدو انه سمع عنها والتي مرت من فوق نهر الاردن وغور الاردن قادمة من بغداد الى تل ابيب وكذلك الصواريخ التي مرت من فوق جبال لبنان والكرمل لتصل الى حيفا مؤكدة ان مقولة حدود آمنة قد شطبت من المناهج العسكرية.
ويقوده جهله العسكري الى الحديث عن محور فيلادلفيا الذي ذكرت الوثائق الرسمية أنه شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة يمتد بطول 14 كيلو مترًا على طول الحدود الدولية بين قطاع غزة ومصر ووفقا لأحكام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26 مارس 1979 تسيطر القوات الإسرائيلية وتحرس تلك المنطقة العازلة وبعد معاهدة أوسلو الأولي عام 1993 وافقت إسرائيل علي الإبقاء علي المحور بطول الحدود كشريط آمن حيث كان أحد الأغراض الرئيسية من المحور منع تهريب المواد غير المشروعة بأنواعها مع مكافحة الهجرة غير الشرعية وبالأساس تهريب السلاح.فقد تم حفر الأنفاق ومازال التهريب بأنواعه مستمرا الى اليوم ،اي ان محور فيلادلفيا فشل في خلق حدود آمنة .
اذن ماهي العقلية الحقيقية للجنرال ؟
ان سياسة الاستغلال ونهب الموارد في الاراضي المحتلة هي السياسة السائدة منذ الاحتلال الصهيوني وتعتبر منطقة الغور اكبر احتياطي أرض لتطوير الضفة الفلسطينية وتشكل 28.8 % من اراضي الضفة وتشكل السلة الغذائية للضفة ويعيش فيها 65 الف فلسطيني.
لكن العقلية الصهيونية الاستغلالية صادرت 77.5 % من تلك الاراضي تحت حجج مختلفة مثل اعتبار تلك الاراضي منطقة عسكرية او محمية طبيعية ...الخ.واقامت 37 مستوطنة وبؤرة استيطانية يعيش فيها 9400 مستوطن ولأن المنطقة غنية بالمياه تمت السيطرة على المصادر المائية ونهبها لصالح المستوطنات والمستوطنين .
القضية ليست امنية وحدود آمنة ولكنها قضية الاطماع الصهيونية في الارض والماء والسيادة على نهر الاردن والمشروع الصهيوني وتحقيقه على الارض العربية.ان عقلية الجنرال هي عقلية صهيونية بحتة.

انشر المقال على: