السبت 23-11-2024

غضب المصريين يطال موكب قنديل.. وجبهة الإنقاذ تؤيد "إسقاط نظام الإستبداد"

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

مصر: غضب المصريين يطال موكب قنديل.. وجبهة الإنقاذ تؤيد "إسقاط نظام الإستبداد"
هدوء حذر خيّم اليوم على ميدان التحرير ومحيط القصر الرئاسي في القاهرة. هدوء قطعه تعرّض موكب رئيس الوزراء للرشق بالحجارة والقنابل الحارقة، في ظل غضب عارم لا زال يسيطر على الشارع المصري، غداة اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس ونشر مشاهد فيديو يظهر فيها رجل عار يتعرض للضرب والسحل من قبل قوات الشرطة. أما على صعيد جبهة الإنقاذ الوطني، فقد رفض الإئتلاف المعارض الحوار، مطالباً "بإسقاط نظام الإستبداد".
أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي في مصر) بعد ظهر اليوم تأييدها الكامل ل"مطالب الشعب المصري بإسقاط نظام الإستبداد وهيمنة الإخوان المسلمين على الحكم". ودعت الجبهة الى محاكمة الرئيس المصري محمد مرسي على "جرائم القتل والتعذيب". وطالبت المعارضة ب"تحقيق قضائي محايد في جرائم القتل والتعذيب والإحتجاز بدون وجه حق، وتقديم كافة المسؤولين عنها للمحاكمة العادلة بدءاً من رئيس الجمهورية ووزير داخليته وكافة شركائه في الجريمة".
إلى ذلك، دعت الجبهة "المصريين الى الإحتشاد السلمي في كل ميادين مصر دفاعاً عن كرامة الإنسان المصري". وأكدت جبهة الإنقاذ الوطني أنها "لن تخوض في ملف الحوار في ظل الدم وقبل ايقاف نزيفه والمحاسبة عليه والإستجابة للمطالب". وطالبت الجبهة ايضاً ب"إنهاء معاناة المواطن المصري بسبب الفقر وارتفاع الأسعار نتيجة السياسات التي لا تلبي طموح المصريين الى عدالة اجتماعية حقيقية".
هذا وقد سبق أن دعت المعارضة المصرية اليوم الى استقالة وزير الداخلية، بعد مشاهد على شريط فيديو يظهر فيها رجل عار يتعرض "للضرب والسحل" بوحشية خلال قمع تظاهرة مساء أمس أمام القصر الرئاسي في القاهرة. وقال المتحدث الإعلامي باسم جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة خالد داود إن "الصور البشعة والمخزية لضباط وجنود الأمن المركزي وهم يقومون بسحل وضرب مواطن عار تماماً من ملابسه بطريقة وحشية في محيط قصر الإتحادية، تتطلب إقالة وزير الداخلية نفسه". وأضاف داود أن هذه القضية "لا يمكن أن يقابلها اعتذار تقليدي من المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية".
وقد تناقلت العديد من محطات التلفزيون والمواقع الإخبارية هذه المشاهد التي أثارت ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل الإجتماعي. وستعقد جبهة الإنقاذ الوطني اجتماعاً بعد الظهر لمناقشة استراتيجيتها، اثر المواجهات العنيفة بين متظاهرين مناهضين للرئيس محمد مرسي وقوات مكافحة الشغب أمام القصر الرئاسي، والتي أسفرت عن قتيل وعشرات الجرحى أمس.
الرئاسة تؤكد أن ما حدث هو تصرف فردي وأنه سيتمّ التحقيق فيه
في المقابل، أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية في بيان أصدرته بعد ظهر اليوم أنه "آلمها ذلك المقطع الصادم" الذي يصوّر تجريد رجل من ملابسه وضربه من قبل قوات الشرطة أمام قصر الرئاسة. وأكد البيان أنه "في إطار متابعة رئاسة الجمهورية لمجريات الأحداث المؤسفة التي وقعت أمام قصر الإتحادية، فقد آلم مؤسسة الرئاسة ذلك المقطع الصادم الذي يصور تعامل بعض أفراد الشرطة مع أحد المتظاهرين بشكل لا يتفق مع الكرامة الإنسانية أو حقوق الإنسان".
وأضاف البيان أن "مؤسسة الرئاسة تؤكد حرصها وكل أجهزة الدولة على تفعيل ما ورد في الدستور المصري من ضمانات للمواطن تحظر تعذيبه أو ترهيبه أو إكراهه أو ايذاءه بدنياً أو معنوياً". وتابع البيان أن "مؤسسة الرئاسة تشيد بتأكيد وزارة الداخلية فيما يتعلق بمقطع الفيديو الذي بثته وسائل الإعلام، أن ما حدث هو تصرف فردي ولا يعبر بأي حال عن عقيدة جموع رجال الشرطة وأنه سيكون محل تحقيق". وشدد البيان على أنه "في سياق ما سبق فإنه ليس مقبولاً من أحد أن يزايد على أخطاء فردية مشجوبة من الجميع، ليبرر جريمة الإعتداء على منشآت الدولة وتبني أسلوب العنف والتخريب بدلاً عن سلمية التعبير عن الرأي".
انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب في محيط القصر الرئاسي وهدوء في ميدان التحرير

في السياق، انتشرت أعداد كبيرة من رجال شرطة مكافحة الشغب صباح اليوم في محيط القصر الرئاسي في القاهرة. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أنه لم يظهر أي متظاهر في محيط القصر الرئاسي، وأنه اعيد فتح الشوارع في القطاع أمام حركة السير. لكن الشوارع الملاصقة كانت مليئة بالحجارة التي استخدمها المتظاهرون في مواجهاتهم مع قوات الأمن والتي امتدت لوقت متأخر من ليل أمس.
وصباح اليوم، كانت لا تزال رائحة الغاز المسيل للدموع تنتشر في الهواء في محيط القصر الذي غطت كتابات وشعارات مناهضة للرئيس جدرانه الخارجية ومنها "ليسقط النظام" و"حرية". ولم ينتشر الحرس الجمهوري أمام القصر خلافاً للمرات السابقة التي شهدت أعمال عنف في كانون الأول/ديسمبر. وفي ميدان التحرير في القاهرة، كان الوضع هادئاً غداة صدامات بين شرطيين ومتظاهرين.
موكب قنديل يتعرض للرشق بالحجارة والقنابل الحارقة
إلى ذلك، ذكر تلفزيون محلي أن متظاهرين رشقوا موكب رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في ميدان التحرير في القاهرة بالحجارة والقنابل الحارقة. وبحسب قناة "دريم لايف" التلفزيونية، فقد غادر قنديل الميدان، بينما أعلن مكتبه في بيان مقتضب أن رئيس الوزراء كان عرضة "لمثيري شغب" أثناء زيارة ميدان التحرير. وقال رئيس الوزراء على صفحته في الفيسبوك "فضلت أن أتجنب مواجهة بين هؤلاء الأشخاص وعناصر الأمن".
وكانت السلطة والطبقة السياسية قد تعهدت الخميس بتشجيع الحوار للخروج من الأزمة السياسية الخطيرة والتحذير من العنف. هذا وانتقدت رئاسة الجمهورية "أعمال تخريب" التي وقعت خلال تظاهرات أمس وتحدثت في بيان عن "انتهاكات محتملة للحريات المدنية".

انشر المقال على: