غزّة: 13 شهيدا ومصابون إثر غارات إسرائيليّة استهدفت قادة ومواقع للجهاد الإسلامي
عرب 48
09/05/2023
شهداء ومصابون إثر غارات الاحتلال في غزة، فيما طلبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من سكان مستوطنات "غلاف غزة"، الدخول إلى الملاجئ، وأعلنت الاستنفار حتى مساء الخميس المقبل، فيما أعلنت "الجهاد الإسلامي" أن "كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام الفصائل الفلسطينية للرّد".
استشهد 13 شخصا على الأقلّ، بينهم أطفال، وقياديّون في حركة "الجهاد الإسلامي"، وأُصيب 20 آخرون، إثر قصف بعدة غارات نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيليّ، واستهدف من خلالها، مواقع للحركة في قطاع غزة المحاصر، فجر اليوم الثلاثاء، فيما أعلنت "الجهاد الإسلامي" أن "كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام الفصائل الفلسطينية للرّد" على العدوان الإسرائيلي.
وأعلن مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، عن ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 13 شهيدا بينهم 4 أطفال و6 نساء، مشيرا إلى أن هناك حالات حرجة وخطيرة يجري التعامل معها.
كما وأعلنت الممثلية الروسية لدى السلطة الفلسطينية عن مقتل مواطن روسي مع زوجته ابنه في الغارات الإسرائيلية الجوية على غزة.
شهداء عدوان الاحتلال على غزة
شهداء عدوان الاحتلال على غزة هم: جهاد غنام (62 عاما) وزوجته وفاء شديد غنام، وخليل البهتيني (44 عاما) والطفلة هاجر البهتيني، وليلي مجدي مصطفي البهتيني، والأسير المحرر المبعد طارق عز الدين وهو من بلدة عرابة جنوب جنين وطفلاه علي، وميار، وجمال صابر محمد خصوان، ونجله يوسف، ومرفت صالح محمد خصوان، ودانية علاء عطا عدس. بينهم قادة في الجهاد وعائلاتهم وجيرانهم من النساء والاطفال.
مخطط الاحتلال للعدوان على غزة
وكان التخطيط أن يتم شن العدوان على غزة في نهاية الأسبوع الماضي، وأنه جرى تأجيله "بسبب حالة الطقس"، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان". ونشر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، قبيل فجر اليوم، توثيقا من اجتماع في مقر الشاباك، يوم الجمعة الماضي، يظهر فيه نتنياهو وغالانت وهم يصادقون على خطط العدوان
يأتي ذلك في ظلّ خلاف بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير "الأمن القومي" الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، على خلفية عدم دعوة الأخير إلى مداولات أمنية بشأن العدوان الأخير على قطاع غزة. وفي موازاة تعبير بن غفير عن غضبه من إقصائه عن مداولات كهذه، وانتقاده عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، ووصفها بـ"الضعيفة"، أصدر نتنياهو بيانا، باسم حزب الليكود، جاء فيه أن بن غفير ليس ملزما بالبقاء في الحكومة. ويدرك نتنياهو أن انسحاب بن غفير من الحكومة يعني سقوطها، لكنه يدرك أيضا أنه لن ينسحب، وفي الوقت نفسه يصور نتنياهو نفسه كمعتدل، بسبب الانتقادات المحلية والدولية بضم بن غفير لحكومته.
وأطلق جيش الاحتلال تسمية "السهم الواقي" بالعربية على عدوانه واغتيالاته في غزة أما بالعبرية قد سُميت "الدرع والسهم"، ما قد يشير إلى استعداده لشنّ عدوان على القطاع، قد يكون أطول من عدوانه الأخير؛ وذكر في بيان أصدره فجر اليوم، أنه اغتال كلّا من طارق عز الدين، وجهاد غنّام، وخليل البهتيني. وقال إن ذلك جاء في "عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي و(جهاز الأمن الإسرائيلي العام) الشاباك".
وقصف جيش الاحتلال، مواقع في رفح، وخان يونس، وفي مدينة غزة، بالإضافة إلى مواقع أخرى. وفي وقت لاحق، أعلن في بيان، أنه "هاجم عشرة مواقع لإنتاج الأسلحة والمجمعات العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال إن "طائرات مقاتلة... هاجمت منذ فترة وجيزة، مواقع لإنتاج الأسلحة، من بينها ورش لإنتاج الصواريخ في خان يونس، إلى جانب موقع كان يستخدم أيضًا لإنتاج مكونات إسمنتية، تستخدَم في بناء أنفاق إرهابية".
وأضاف: "كما تعرضت ستة مجمعات عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية للهجوم، استخدُم معظمها كمستودعات ذخيرة وبنية تحتية لوجستية للمنظمة الإرهابية"، على حدّ ادعائه.
وذكر أنه "تم استهداف موقع عسكري للتنظيم الإرهابي في جنوب قطاع غزة" كذلك.
وزعم الاحتلال أن الشهيد البهتيني، "مسؤول عن إطلاق الصواريخ على المنطقة المحيطة بغزة، في الشهر الماضي". كما اتهمه الاحتلال بأنه مسؤول عن إقرار وتنفيذ كافة "الأعمال الإرهابية" شمالي قطاع غزة، بالإضافة إلى ادعائه بأنه خطّط لإطلاق صواريخ في المستقبل القريب.
كما زعم الاحتلال أن الشهيد عز الدين مسؤول عن نقل الأموال وتوجيه العمليات ضد إسرائيل؛ كما زعم أنه مسؤول عن العلاقة بين حركة الجهاد في غزة، وفصائل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
وادّعى الاحتلال في بيانه أن الشهيد غنّام مسؤول في حركة الجهاد عن التسليح والتنسيق مع حركة "حماس"؛ كما اتهمه بأنه يوجّه عمليات للمقاومة في الضفة الغربية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ نتنياهو سيترأس اجتماعا للمجلس الأمني الوزاري المصغر "الكابينت"، خلال ساعات.
وفي بيانها الأوليّ الذي أصدرته، قالت وزارة الصحة في غزة: "عدد من الشهداء والجرحى، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة"، لتؤكّد في بيان ثان، بعيد ذلك "استشهاد 9 فلسطينيين، وإصابة آخرين، في الغارات الإسرائيلية". وبعد ذلك بنحو ساعتين، أفادت في بيان آخر، بـ"ارتقاء 12 فلسطينيا وإصابة 20 آخرين بجراح مختلفة حتى اللحظة".
وذكرت الوزارة أن "طواقم الإسعاف، لا تزال مستمرة في إجلاء الضحايا من المناطق التي استهدفها الاحتلال"، ما يرجّح ارتفاع عدد ضحايا العدوان.
وعدّ جيش الاحتلال، أن "أهداف العملية العسكرية تحققت، بمقتل القياديين الثلاثة".
وبسبب العدوان على غزة، تقرر تحويل مسارات الطائرات المدنية في مطار بن غوريون نحو الجهة الشمالية.
وذكر الناطق باسمه في بيان أنه "منذ شهر رمضان، تم جمع معلومات استخباراتية، وتوحيد الملفات الاستخباراتية عن كبار المسؤولين (قياديو الجهاد الذين اغتيلوا). انتظرنا بضعة أيام حتى أصبح من الممكن إصابة الثلاثة في الوقت نفسه".
وقال في بيانه: "شارك ما مجموعه 40 طائرة بدءا من مرحلة جمع المعلومات الاستخباراتية، حتى التنفيذ".
من جانبها، نعت "سرايا القدس" - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب "شهداءها القادة المجاهدين: جهاد شاكر الغنام - أمين سر المجلس العسكري، والشهيد خليل صلاح البهتيني - عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية والشهيد طارق محمد عزالدين - أحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية، الذين ارتقوا في عملية اغتيال فجر اليوم".
وأضافت "سرايا القدس": "إننا إذ ننعى شهداءنا القادة ومعهم زوجاتهم المجاهدات وعدد من أبنائهم، لنؤكد أن دماء الشهداء ستزيد من عزمنا، ولن نغادر مواقعنا، وستبقى المقاومة مستمرة بإذن الله".
"الجهاد الإسلامي": خياراتنا مفتوحة للرّد
ولاحقا، قالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن "خيارات المقاومة مفتوحة" للرد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الحركة، طارق سلمي في بيان، إن "كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة، للرد على جرائم الاحتلال"
وأضاف أن "المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال".
وتابع: "المقاومة أرست قواعد اشتباك مع الاحتلال الذي يريد اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وستثأر للقادة الشهداء".
وطالبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من سكان مستوطنات "غلاف غزة"، الدخول إلى الملاجئ، وأعلنت الاستنفار حتى مساء الخميس المقبل.
وقال بيان صدر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غسان عليان: "يعلن منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية إغلاق معبري إيرز وكرم أبو سالم لتنقل الأفراد والبضائع من قطاع غزة إلى إسرائيل وبالعكس".
وشدّد على أن "القرار يدخل حيّز التنفيذ بشكل فوريّ، وحتى إشعار آخر".
ويصل معبر بيت حانون ("إيرز")، بين إسرائيل وقطاع غزة، ويستخدم لعبور الأفراد. و"كرم أبو سالم" هو المعبر التجاري الوحيد لغزة، ومن خلاله يتم إدخال مواد البناء والسلع والوقود والمواد الغذائية التي يحتاجها القطاع، ومن شأن إغلاقه التسبب في تفاقم أزمة اقتصادية ومعيشية كبيرة في القطاع.
وأوعز وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في نهاية تقييم للوضع الأمني ومشاورات أمنية، بإغلاق الطرق، والمواقع في المناطق القريبة من السياج الحدوديّ الفاصل، المحاذي للقطاع المحاصر.
وترأس غالانت المشاورات الأمنية التي عُقدت في مقرّ وزارة الأمن في تل أبيب، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ونائبه، ورئيس شعبة العمليات، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وقائد الجبهة الداخلية.
وصادق غالانت على استدعاء محدود لقوات احتياط؛ "لمهمات مطلوبة، ووفقا للاحتياجات".
تعليق الدوام بالمؤسسات التعليمية في غزة
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فجر الثلاثاء، تعليق الدوام بكافة المؤسسات التعليمية. وقال المكتب في بيان: "يتم يعلق الدوام للمؤسسات التعليمية، وتأجيل اختبارات الوظائف التعليمية المقررة الثلاثاء حتى إشعار آخر، وذلك في ضوء عدوان الاحتلال على قطاع غزة".
وأضاف: "يكون الدوام في باقي المؤسسات الحكومية بالحد الأدنى بما يحقق تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين".
وفي وقت سابق من فجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على أهداف تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة. وقال الجيش في بيان، إنه: " يقوم في هذه الأثناء بالإغارة على أهداف تابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية في قطاع غزة".
"حماس": نحمل الاحتلال مسؤولية تداعيات عدوانه
من جانبها، حملت حركة "حماس" الفلسطينية، الثلاثاء، الاحتلال، "المسؤولية الكاملة" عن تداعيات هجماته وعدوانه ضد قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم إن "الاحتلال يتحمل تداعيات عدوانه على قطاع غزة".
وأضاف أن "المقاومة ستواصل الدفاع عن شعبنا ومقدساته".
وتابع: "الاحتلال واهم إن ظن أن هذه الجرائم يمكن أن توقف نضالنا المشروع ضد الاحتلال.
وذكر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية،ن إسرائيل أخطأت في تقديراتها و"ستدفع ثمن جريمة" اغتيال قادة في حركة "الجهاد الإسلامي".
وقال هنية في بيان إن "اغتيال القادة بعملية غادرة، لن يجلب الأمن للمحتل، بل المزيد من المقاومة".
وأضاف أن "العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته".
وتابع هنية، أن "المقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر".