عبدربه : خطتنا منذ أوسلو فشلت ورهان المفاوضات انهار
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه، إن خطة السلطة الفلسطينية السياسية منذ اتفاقية أوسلو فشلت فشلاً ذريعًا، وأنه لم يعد بالإمكان الرهان على المفاوضات، داعيا، لسلسلة اجتماعات للجنة التنفيذية لاتخاذ قرارات وعدم الاكتفاء بأمجاد منظمة التحرير.
جاءت تصريحات عبدربه، الأحد، بعد أيام على إقالته من منصب أمين سر اللجنة التنفيذية بقرار من الرئيس محمود عباس، حيث قال عبدربه إن القرار بات خلف ظهره، وإن اعتراضه كان على كيفية اتخاذ القرار.
وقال عبدربه، إن الخطة السياسية منذ اتفاقية أوسلو حتى الآن فشلت فشلاً ذريعًا وتامًا، وإن الرهان على المفاوضات كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال انهار كليًا، مضيفًا، أن الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير و"إسرائيل" لم يكن متوازنًا، لأنه اعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود مقابل مجرد الاعتراف بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني.
وأضاف، أنه من غير المفيد أبدًا محاولة ترميم ما تمزق وسقط عبر الركض وراء مشروع جديد في مجلس الأمن، معتبرًا أن المشروع الفرنسي أو النيوزلندي يهبط بسقف الحقوق الوطنية ولن يكون وراءه أي طائل في تغيير ميزان القوى الواقعي على الأرض.
لكن عبدربه اعتبر أن ذلك لا يمنع من متابعة الجهد لتوسيع الاعتراف بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، والتعامل بجدية أكبر مما هو قائم الآن مع محكمة الجنايات، وطرح مقاطعة “إسرائيل” ومحاصرتها سياسيا، مضيفًا، “يجب أن ندرك بأن أفضل جهد دولي لا يستند إلى عوامل نهوض داخلية متينة سيبقى ضعيفاً ومحدود النتيجة”.
ودعا عبدربه إلى سلسلة اجتماعات عاجلة للجنة التنفيذية لمحاولة إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني، وإيجاد روافع ودعائم لتجديد هذا المشروع وحمايته، مشددًا على “ضرورة التخلي عن أوهام الماضي وعدم الاكتفاء بالاستناد إلى التاريخ المجيد لمنظمة التحرير”، على حد تعبيره.
وأضاف، “لا يمكن استعادة مكانة منظمة التحرير كعنوان وحيد للشعب الفلسطيني وكقيادة فعلية لكفاحه بدون مشاركة واسعة تشمل الجميع بمن فيهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتأسيس مركز قيادي موحد لعموم الشعب يحظى بتأييده والتفافه ويستجيب لتطلعاته الوطنية”.
وفي سياق آخر، انتقد عبدربه كافة الأحاديث عن وجود مخططات "للانقلاب" على السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، واصفًا ذلك بـ "أسطورة مبتذلة"، ومستغربًا "زج اسم الإمارات بمواقفها المساندة لشعبنا كطرف في هذه المؤامرة الموهومة"، وفق قوله.
واعتبر عبدربه، أن حكومة الاحتلال وأذرعها الاستيطانية والعسكرية هي من تنقلب على السلطة، خاصة "الإدارة المدنية" التي تسلب صلاحيات السلطة كل يوم وتسطو على ما تبقى من مسؤولياتها تجاه شعبنا، “لتحولها إلى هيكل فارغ لحكم ذاتي محدود وهزيل، تمهيدًا لإقامة نظام تقاسم وظيفي دائم بين السلطة والاحتلال”، كما قال.
وكان الرئيس محمود عباس أقال عبدربه من منصبه كأمين لسر اللجنة التنفيذية وعين صائب عريقات قائم بأعمال المنصب، بعد معلومات عن اجتماع عقده عبد ربه مع القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان وشخصيات أخرى في الإمارات، بهدف الترتيب لانقلاب على الرئيس محمود عباس.