الخميس 06-02-2025

ضربة مقفي

×

رسالة الخطأ

موفق محادين

ضربة مقفي
ابتداء كيف لعربي واحد ان يشارك العدو الصهيوني احتفاله بمقتل ضابطين كبيرين شاركا في حرب تشرين، هما داود راجحة وحسين توركماني، وهل ثمة علاقة بين هذه العملية وبين تهديدات وزيرة الخارجية الامريكية بانتظار عملية نوعية في دمشق وبين عملية مشبوهة تشبه اطلاق النار على سفير العدو في لندن قبل اجتياحه الاراضي اللبنانية وهي عملية باص السياح (الاسرائيليين) في بلغاريا.. وهل هناك تهيئة ما لمسرح عمليات (اسرائيلية) واسعة ضد سورية وحزب الله..
وايا كانت القوى التي تقف خلف عملية دمشق مع اشارات قوية من القناة الاسرائيلية العاشرة بانها ليست بعيدة عن الموساد، فهي في تقييم اولي ضربة (مقفي) وحسنا لو كانت فرصة لتسوية وطاولة حوار تحقن دماء السوريين ولقد قلنا منذ اليوم الاول لانفجار الازمة انها معركة صعبة وسيسقط فيها الالاف من كل الاطراف، عسكرا ومدنيين وارهابيين، قادة وضباطا ومعارضين، ولم ولن تشهد ساحة مثل سورية هذا الحجم من التكالب الدولي والاقليمي، ومن الاسلحة والصناديق والفضائيات..
وقد شهدت سورية، من قبل صولات وجولات دموية، انقلابات ومؤامرات وتفجيرا، وستظل مستهدفة ما ظلت في خندقها وتحالفاتها المعروفة..
اكثر من دولة متورطة في الازمة السورية، سواء عبر الاسلحة او الاموال والصناديق او المواقع والمنابر الاعلامية، فسورية هي الرقم الصعب في اخطر واكثر مناطق العالم توترا..
لن تتوقف التفجيرات والاغتيالات لكنها يوما بعد يوم تخسر الغطاء السياسي وتتحول الى عبث واستنزاف لا قيمة سياسية له في اسواق الشرق الاوسط..
ومثلما انحسرت موجات ارهابية سابقة ستخسر هذه الموجة، وسيجد السوريون انفسهم امام احياء مدمرة وعشرات الالاف من الضحايا مقابل اوهام وثمن فادح لشعب منتج حكيم صبور، ولا بديل عن الحوار وقطع الطريق على الذين يزينون تدفق الدم..
قلنا في البداية، الف قتيل يكفي للحوار والتسوية فقالوا، ان ثمن الالف هو الاستمرار، فصار الالف الفين وصار الالفان خمسة ثم عشرة الاف ثم عشرين... وهكذا واذا ظل السؤال نفسه، من يدفع ثمن العشرين الفا، سيموت خمسون الفا، وهكذا وربما نصف مليون ومليونا الى ان يجد السوريون انفسهم امام عراق آخر وصومال آخر..
وهناك في المعسكر الآخر يستمر ضخ السلاح والمال في ماكينة الدم وتستمر ماكينات الاعلام المشبوهة في التحريض وصولا لجائزة (المليون قتيل) لمن يحول سورية واسواقها ومتاحفها وحضارتها الى خرابة ويعيدها الى العصر الحجري..

انشر المقال على: