"صفقة القرن" تتوسع لتشمل "خطة مارشال لغزة" مقابل هدنة دائمة
رغم التسريبات المتعددة بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتزم طرح مشروعها للتسوية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل المسمى "صفقة القرن"، مع نهاية حزيران المقبل، إلا أن ذلك يبدو بعيدا الآن، خاصة في ضوء احتقان الوضع بسبب الاعتراف الأميركي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها بحسب مختلف التقديرات.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية نقلت السبت الماضي عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن واشنطن تنوي الإعلان رسميا عما يعرف بـ"صفقة القرن" لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الفلسطيني في منتصف أو أواخر الشهر المقبل، (بعيد انتهاء شهر رمضان)، إلا أنهم -بحسب الوكالة - عادوا وأكدوا أن هذا التوقيت "قابل للتغيير، نظرا لتطورات الأوضاع في المنطقة".
وفي قضية متصلة علمت "القدس" من مصادر مطلعة، الثلاثاء، أن "صفقة القرن" التي تقوم على أربعة أعمدة أساسية: إزاحة القدس عن طاولة التفاوض، وإنهاء قضية اللاجئين، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى والإبقاء على جيش الاحتلال في كافة الأراضي المحتلة مع تواجد مكثف في منطقة الاغوار، علمت "القدس" ان "الصفقة" تشمل كأحد تفرعاتها "معالجة الأزمة الإنسانية في غزة".
وتقوم معالجة الأزمة الانسانية في غزة على أساس"أولاً، الاتفاق على هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس تشمل تبادل الأسرى، وتعهد حماس بوقف حفر الأنفاق، والكف عن تطوير واستلام أسلحة متطورة وفتاكة، خاصة الصاروخية، والاحتفاظ بأسلحتها الخفيفة والمتوسطة" على ان يتم في المقابل "تطعيم غزة على الفور بمعالجات طارئة لقضايا إنسانية معيشية (اقرب الى خطة مارشال غزية)، مثل إنشاء محطات كهرباء توفر الطاقة لمدة 20 ساعة على الأقل يوميا، وتقديم مئات الملايين من الدولارات لإسعاف الاقتصاد وتوفير فرص عمل، وإعادة بناء البنية الصحية والتعليمية التحتية، وبناء ميناء غزة، وتوسيع مسافة صيد الأسماك في البحر، ورفع الحصار، شريطة أن يتم الإشراف على هذه الخطة الأوربيون".
وبحسب المصدر فان صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر، ومبعوث ترامب للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، قاما بمشاركة هذه المعلومات (المقترحات) مع مسؤوليين عرب، ومن الدول الحليفة "لحشد الدعم لهذه الخطة"، إلا أن كل ذلك يبقى قيد التكهنات، خاصة وأنه من المستبعد أن تقبل السلطة الفلسطينية بمثل هذه الحلول او الخطط، خاصة بعد ان تم افتتاح السفارة الأميركية الجديدة قي القدس المحتلة، واستمرار إسرائيل في قمعها الوحشي لمظاهرات العودة في غزة.
وتدعي وكالة "أسوشيتد برس" أن الإدارة الأميركية تتعرض لانتقادات من قبل حلفائها الأوروبيين والخليجيين بسبب نهجها تجاه القضية الفلسطينية، حيث يعتقدون أن أي خطة سلام تحتاج إلى تأييدهم لدفعه إلى الأمام.
وتقول الوكالة "إن الفلسطينيين يشعرون بحالة من الخيانة (بتعرضهم للخيانة)، الامر الذي قد يتفاقم بشكل ملحوظ في الصيف المقبل، حيث من المتوقع تقليص المساعدات الأمريكية للفلسطينيين بملايين الدولارات، لتتم إعادة تخصيص هذه الأموال إلى مناطق أخرى، علما ان بعض برامج الدعم جُمدت منذ العام الماضي، في حين ستتوقف برامج أخرى خلال الأشهر المقبلة، إذا لم تتم الموافقة عليها خلال أسبوعين".
وأفادت الوكالة أن "50.5 مليون دولار فقط، من أصل 251 مليونا مخصصة لمساعدة الفلسطينيين في عام 2018 صرفت حتى الآن، حسب البيانات الرسمية، بينما لا يزال أكثر من 200 مليون مجمدة، علاوة على 65 مليون دولار من المساعدات الأمريكية المجمدة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأكد مسؤولون للوكالة أن البيت الأبيض سينظر خلال عدة أشهر في توصيات وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لتقديم جزء من هذه الأموال على الأقل للفلسطينيين، لكن 3 منهم (من المسؤولين) ذكروا للوكالة أنه ليست هناك أي مؤشرات على أن هذه التوصيات سوف تطبّق في المستقبل القريب، وذلك بالرغم من دعوات المشرعين"
وتشير تقارير دولية، إلى أن ما اصطلح عليها "صفقة القرن" تقع في 35 صفحة، وعلم بها الجانب الفلسطيني بالكامل، وعلقت السلطة عليها بالقول ان هذه الصفقة للحل "لن تجد فلسطينيا واحدا يقبل بها".
وتقضي الخطة، باقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، فوق نصف الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، من دون القدس، والبدء بإيجاد حلول لقضية اللاجئين.
كما تقتضي "صفقة القرن" بأن يقوم الفلسطينيون ببناء "قُدس جديدة" لهم في قرية أبوديس، وعلى أراضي القرى والتجمعات السكانية القريبة من مدينة القدس القديمة التي تضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وإنشاء ممر من أبوديس عبر الجدار الفاصل من اجل أداء الصلوات في المسجد والكنيسة.