صحفيون فلسطينيون في حضن بيريس
"كنعان" ـــــ من عادل سمارة
كل فلسطيني لا يبدأ من وجوب شطب اتفاقات أوسلو، إنما ينفق وقته وجهده سدىً.
لماذا لا يذهب هذا او ذاك للقاء بيرس طالما اعترفت قيادة منظمة التحرير بمنح الكيان 78 بالمئة من الوطن وتشاركه في البقايا؟
تلتقي الساسة والجنرالات مع بعضهم؟ وتشترك رؤوس الأموال الفلسطينية والقطرية والسعودية والإماراتية والأردنية والمصرية مع الإسرئيلية في استغلال شعبنا وامتنا.
لدينا اكبر الشك أن نقابة الصحفيين ستفعل شيئاً حقيقياً ضد التطبيع. لقد انشأنا هذه النقابة قبل اوسلو، لكنها ركعت لأهل أوسلو! وهو الان تحدٍّ، نتمنى ان تتخذ هذه النقابة في هذا الموقف قراراً وطنياً
دعك من الهُراء، التحدي للقوى التي تسيطر على النقابة، فصائل منظمة التحرير، هل يجرؤون؟
العقوبة ضد التطبيع يجب ان تاتي من الناس، من الشعب، من الجيران، من الموظفين، وصولا إلى مقاطعة أوسلو كلها. هذا تحدٍ للناس جميعاً، فمن اراد وطن عليه ان يؤكد وجود كرامة ودرجة من التضحية.
صحافة الأرض المحتلة 1967 مشغولة في الهجوم على سوريا خدمة للكيان والولايات المتحدة، فمن فرَّط في وطنه، يتلهف لإسقاط وطن العرب ومركزه سوريا.
من الواجب نشر اخبار المطبعين، حتى الذين يستميتون للبروز حتى من خلال التطبيع، لأن في هذا تنبيه للناس. ولكي لا نظلم المطبعين من عشاير م.ت.ف دعني أقل للقارىء/ة هل تعلم ان عُتاة الهجوم على سوريا هم من تنظيمات وفرق الدين السياسي؟ فهل الدين لا وطني؟ اتحدى أحدهم ان يكتب عن هذا أو غيره!.
"كنعان"
* * *
صحفيون فلسطينيون في حضن بيريس
رام الله: يبدو أن تهديدات نقابة الصحفيين الفلسطينيين بنشر اسم أي صحفي يشارك في لقاء تطبيعي ووقف عضويته فيها لم تلقَ صدى لدى بعض الصحفيين، خاصة الذين لا يجدون غضاضة بنشر أسمائهم بأنفسهم فوق مقالات تصف زيارتهم لمنزل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس.
الصحفي تحسين يقين نشر، أول من أمس الثلاثاء، مقالًا بعنوان "صحفي فلسطيني ورئيس إسرائيلي ومستقبل مشترك"، قدم فيه تفاصيل زيارته لمنزل بيريس في القدس المحتلة ضمن مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين، "على الرغم من تعليمات نقابة الصحفيين بمقاطعة اللقاء".
المقال الذي نشر في موقع إخباري تابع لمؤسسة "البحث عن أرض مشتركة" الأمريكية -التي تهدف بحسب موقعها الإلكتروني إلى "تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى الصراعات"- يصف طبيعة الحوار الذي دار بين بيريس والصحفيين الفلسطينيين، حيث يبدي يقين إعجابه ببيريس فيما كان يشاهد معه إعلان التهنئة الذي وجهه للمسلمين بمناسبة شهر رمضان، واصفًا إياه بالرجل "الحكيم والمثقف"، وذي "لغة جميلة، لا تشابه لغة الدبلوماسيين".
نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار علق على زيارة يقين ومقاله بوصف ذلك "خروجًا عن الصف الوطني"، و"خرقًا لقرارات النقابة"، مضيفًا أن يقين سيواجه "مقاطعة وطنية" من قبل النقابة وعدد من الاتحادات.
وأضاف النجار أن يقين "ليس صحفيًا، ولا يعتاش من عمله كصحفي، فهو كاتب مقال أسبوعي وموظف في وزارة التربية والتعليم. وهو ليس عضوًا في نقابة الصحفيين، إلا أنه قدم طلبًا للعضوية"، مشيرًا إلى أن طلبه "سيشطب وستُوجه توصية لجميع الهيئات الإدارية المقبلة للنقابة بعدم قبول عضويته".
وأوضح النجار أنه حادث يقين هاتفيًا فور علمه بالمقال، وطالبه بالكشف عن أسماء الصحفيين الآخرين الذين شاركوا في اللقاء، إلا أن الأخير رفض التصريح بها. وأكد النجار أن إجراءات مشابهة للتي ستتخذ بحق يقين ستتخذ بحق جميع المشاركين في حال التوصل لهوياتهم.
وفي تفاصيل المقال، يقول يقين، الذي سرّته رؤية اللافتات مكتوبة بالعبرية والإنجليزية والعربية أثناء تجواله في القدس، إن بيريس تحدث "بعمق ووجهاً لوجه" حول الشبه والاختلاف بين الإسلام واليهودية والقيم المشتركة بينهما، فيما اقتبس يقين الآية الثانية من سورة الفاتحة، "الحمد لله رب العالمين"، مشيرًا إلى أن الآية خاطب الناس جميعًا، وليس المسلمين منهم فحسب.
ويكمل يقين بإنه "استجمع شجاعته" ليخاطب بيريس قائلًا: "سيدي الرئيس، سلطتك كمفكر إسرائيلي تفوق سلطتك كرئيس إسرائيلي، ويتحمل رجل مهم مثلك مسؤولية الترويج لأفكار خلاقة، وليس للسياسة فحسب".
ويسأل "في ضوء الطريق المسدود الذي وصلته عملية السلام السياسية التي أسستَها، ونظرًا تشابهاتنا فلسطينيين وإسرائيليين، لم لا نعيش جميعًا في دولة واحدة للجميع؟". ليرد بيريس بأن الفلسطينيين والإسرائيليين "شعبان مختلفان يملكان تاريخين مختلفين، وإذا لم نأخذ ذلك بعين الاعتبار، فستحصل خلافات عظيمة. حل الدولتين متفق عليه ومقبول".
وينقل يقين كلمات بيريس التي "أثرت فيه" حين قال "علينا تفضيل السلام على الحرب. حياة الشباب الإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين غالية، وعلينا تجنب إهدارها".
ويختم يقين مقاله بتبني طرح بيريس المبني على إمكانية استثمار العلوم والتكنولوجيا لتحقيق "السلام"، مضيفًا أنه "كرسول سلام" يشجع الرئيس الإسرائيلي على "التركيز على أفكار متميزة وخلاقة للتعاون الفلسطيني - الإسرائيلي، حتى نقوي ما نتشاطره ونتجاوز اختلافاتنا".
اللقاء التطبيعي الذي احتضنه بيريس يأتي بعد قرابة 3 أشهر على لقاء أوسلو الذي ضم صحفيين فلسطينيين وإسرائيليين، والذي طالبت النقابة بمقاطعته وهددت بنشر أسماء المشاركين فيه، قبل أن تتراجع عن تهديدها. ويعلق النجار على عدم ارتداع صحفيين عن المشاركة في لقاءات مشابهة برغم قرارات المقاطعة بقوله "حين تصبح الخيانة وجهة نظر فالشعب الفلسطيني في مأزق كبير".