شركة المياه الهولندية تقرر مقاطعة شركة المياه الإسرائيلية "مكوروت"
أعلنت شركة المياه الهولندية الكبرى "ويتنس"، أمس الثلاثاء، عن قطع علاقاتها مع شركة المياه الإسرائيلية "مكوروت"، رغم أنه في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وقعت الشركتان على وثيقة تفاهم للتعاون من أجل تطوير مبادرات مختلفة مستقبليا. وجاء قرار الشركة الهولندية بعد إجراء مشاورات مع وزارة الخارجية الهولندية.
وكانت الصحافة الهولندية والبرلمان الهولندي قد أبرز شركة "مكوروت" على أنها تقوم بأعمال التنقيب عن المياه في الضفة الغربية، وأنها جزء من عملية تزويد مياه بشكل يميز لصالح المستوطنين على حساب الفلسطينيين.
وجاء في البيان الرسمي لشركة "ويتنس" الهولندية أنها تولي أهمية كبيرة للاستقامة والالتزام بالقانون الهولندي والقانون الدولي والقواعد الدولية. كما جاء أنه "استمرارا للمشاروات مع الجهات ذات الصلة، بما في ذلك وزارة الخارجية، فقد توصلت الشركة إلى نتيجة مفادها أنه من الصعب الدفع بمشاريع مشتركة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياق السياسي".
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أنه في مطلع الأسبوع جرت تحضيرات تمهيدية لمنتدي اقتصادي هولندي – إسرائيلي. وفي أعقاب الانتقادات الشعبية المتصاعدة في هولندا لعلاقات تجارية محتملة مع شركات مرتبطة بالنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وعلى رأسها "مكوروت"، وفي أعقاب الانتقادات والمناقشات التي جرت في البرلمان الهولندي، تقرر أيضا زيارة الوزيرة الهولندية للتجارة الخارجية ليليانه بلاومان، التي كانت مقرر في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر، لمنشآت شركة "مكوروت".
يشار إلى أن شركة "ويتنس" هي أكبر مزود لمياه الشرب في هولندا، ويصل عدد المستهلكين فيها إلى 5.4 مليون شخص، وتشغل نحو 1700 عامل، وتعمل على صيانة أنابيب مياه بطول 47,500 كيلومتر، يتدفق عبرها نحو 350 مليون كوب (متر مكعب) من المياه سنويا، وتصل عائداتها السنوية إلى 450 مليون يورو.
وكتبت "هآرتس" أن المبادرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين هولندا وإسرائيل كان بمبادرة الحكومة الهولندية السابقة، والتي كانت محافظة وسقطت في العام الماضي. وأن الحكومة الجديدة، برئاسة حزب العمل والليبراليين، قررت التغيير، وإحلال هيئتين متوازيتين للتعاون مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وردا على قرار الشركة، قال الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية يغئال بالمور إن القرار مثير للاستغراب، لكون الشركة الهولندية تقاطع شركة "إسرائيلية" اختارها البنك الدولي لمشروع تعاون إقليمي. وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعت عليه "إسرائيل" والأردن والسلطة الفلسطينية بشأن البحر الميت، وتكون شركة "مكوروت" هي الجهة المركزية التي تعمل على تنفيذ المشروع بترحيب من السلطة الفلسطينية.
كما كتبت الصحيفة أن وزارة الخارجية "الإسرائيلية" قلقة من الأجواء العامة في هولندا تجاه "إسرائيل"، وخاصة أن الحديث عن مشروع ثان يلغى في الشهور الأخيرة بين جهات هولندية وبين شركات "إسرائيلية" بسبب نشاط الأخيرة الاستيطاني في الضفة الغربية. وتدعي "إسرائيل" أن المقاطعة وما تسميه الصحيفة "العمليات المعادية لإسرائيل" تنبع من أن الحكومة في هاغ تخضع لضغوط منظمات "معادية لإسرائيل". بحسب "هآرتس".