شبان فلسطينيون يعدون صليبا كهدية للبابا مصنوع من اسمنت الجدار لتذكيره بالمعاناة
يرى الفلسطينيون في زيارة الباب فرنسيس الاول الى فلسطين فرصة للتعريف بمعاناة وهموم ابناء الشعب الفلسطيني عموما بمسلميه ومسيحيه لان الفلسطينيون وحدهم يدركون ان هذا الاحتلال واجراءاته العنصرية لا تفرق بين فلسطيني مسلم وفلسطيني مسيحي .
الفلسطينيون المسيحيون يرون في الزيارة فرصة كبيرة من اجل نقل واقع حياتهم المعاش تحت الجدران والحصار ويحالون تسليط الضوء على هذه المعاناة بشتى الوسائل من خلال اعداد مشاريع وافكار ورسائل لايصالها الى قداسة البابا فرنسيس الذي سيزور مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح وسيقيم فيها قداسا كبيرا كما انه سيزور مخيم اللاجئين الفلسطينين الدهيشة لان المخيمات الفلسطينية تعكس حقيقة المعاناة المستمرة وجوهر القضية والصراع العربي الاسرائيلي.
وفي اطار التحضيرات يحاول مجموعة من الشباب المسيحي ببيت لحم لفت الانظار لمعاناة الفلسطينين جراء الجدار العنصري الذي يحاصر مدينة مهد رسول العدل والمحبة والسلام وقلب العالم المسيحي المحاصر من خلال محاولتهم تقديم هدية تبقي في عقل قداسة البابا ان بيت لحم تعيش تحت الحصار و الظلم وزيقهر فيها المسيحيون بشكل يومي .
وتتمثل مبادرة هذه المجموعة الشبابية من مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية بقيام هذه المجموعة بتكبد مخاطر قص اجزاء من الجدار العنصري من خلال مطرقة وازميل في وضح النهار من اجل جمعها واعادة تصنيعها وصبها في قالب على شكل الصليب المقدس لتقديمه كهدية لقداسة البابا حتى تبقى بيت لحم المحاصرة في ذاكرته ويعمل من اجل رفع الظلم الاسرائيلي عنها.
وفي هذا الاطار يقول انطوني حبش مدير المؤسسة الاقليمي ان هذه الفكرة جاءته من اجل التذكير بمعاناة بيت لحم التي يزورها بعد ايام قليلة قداسة البابا فرنسيس الاول في زيارة حج للاراضي المقدسة ومهد السيد المسيح.
واوضح حبش ان هذه الزيارة مهمة هذه الايام لنقل معاناة بيت لحم واهلها لانه وفي هذه المدينة و قبل اكثر من 2000 سنة شهدت ميلاد رسول المحبة والعدل والسلام الذي ينعم به العالم اجمع وفي العام 2000 زار قداسة البابا يوحنا بولس الثاني المدينة الذي دعا لبناء الجسور للسلام بدل الحروب والكراهية وبعد هذه الدعوة ب 14 عاما نرى بيت لحم محاصرة بالجدار والحواجز وبيت لحم مفصولة عن القدس والانسان مفصول عن اخيه الانسان وحتى الشجر مفصول عن اهله وناسه.
واشار وهو يعمل على استخراج بعض القطع من الجدار وتكسيرها الى ان هذه مبادرة بسيطة من اجل صناعة هدية رمزية تعكس الواقع وتقديمها لقداسة البابا وهي صليب سيتم تعبئته بقطع الجدار الصغيرة التي تم قطعها للدلالة على ان الجدار عبارة عن صليب ونكبة يعاني منها الشعب الفلسطيني .
واكد حبش على ان شباب بيت لحم يضع هذه الهدية امانة بايدي الرئيس ابو مازن لتسليمها لقداسة الباب فرنسيس الاول من اجل ايصال رسالة الفلسطينين المسيحيين والمسلمين الذين يعيشون في ظروف قهر وحصار على امل الوقوف الى جانبهم ومساعدتهم.
اكد ان قداسة البابا سيشاهد الحصار والجدار والمعاناة الفلسطينية ونريد لهذه المعاناة ان تبقى في ذاكرته من خلال هذه الهدية الدينية التي تحمل رمزية من اجل الاستمرار بالعمل من اجل تحرير شعبنا الفلسطيني من خلال صلواته وكلماته وقداديسه من اجل ايصال رسالة شعبنا .
بدوره قال جون حنا مدير العلاقات العامة في المؤسسة وهو شاب فلسطيني مغترب يحمل الجنسية الامريكية ويزور فلسطين من اجل العمل والتطوع من اجلها من خلال برامج مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية انه ولد في الناصرة وعاد للعمل
واوضح ان ما يقوم به هو واصدقاءه وزملاءه يعتبر خطوة رمزية لقطع اجزاء من الجدار و وضعها في صليب كرسالة لقداسة البابا من اجل تقديمها كهدية لعكس رسالة لما يعانيه الناس داخل الجدار نحن نؤكد اننا نريد سلام ونحن ضد الجدار لانه رمز العنصرية والعنف والاضطهاد الذي يمارس على الفلسطينيين منذ النكبة التي بدات عام 1948 وتستمر منذ 66 عاما حتى يومنا هذا
واشار الى ان هذه الرسالة هي للتذكير بان المسيحيين الفلسطينيين يعانون جراء الاحتلال وللتذكير بان اعداد الفلسطينين انخفضت منذ سنوات بسبب الاحتلال واجراءاته واضطهاده للشعب الفلسطيني حيث انخفض عدد المسيحيين الى اقل من 1% نتيجة الاحتلال الاسرائيلي.
و تمنى حنا من قداسة الباب كرئيس للمسيحيين الكاثوليك في العالم بان يوصل رسالة المسيحيين في الاراضي المقدسة عموما وبيت لحم خصوصا من اجل الحفاظ عليهم وعلى وجودهم على هذه الارض التي تضم اكثر الاماكن قداسة بالنسبة لمسيحي العالم حيث انطلقت الرسالة الى العالم الذي ينعم بمفاهيم المسيحية التي تمثل الكرامة الانسانية والعدل والحرية والان لا تعرفلا تعرف ما يجي لهذه الاماكن وللمسيحيين الاوائل
من جهتها قالت مارينا مكركر انها تقوم بصناعة هذه الهدية كمواطنة فلسطينية مسيحية تعيش في بيت لحم لتذكر قداسة الباب ان بيت لحم تعيش تحت الحصار وان مهد السيد المسيح ما يزال يعاني وان اهالي بيت لحم يعانون معربة عن املها بان تصل هذه الهدية لقداسة البابا.
بوستر يمثل دخول الباب وهو يحمل صليبا كالجدار الذي يعاني منه الفلسطينين
على صعيد اخر تبنت المؤسسة طباعة بوستر يشير الى معاناة بيت لحم قام برسمه الفنان الفلسطيني من بيت لحم نقولا الياس ابن الخمس وعشرين عاما والذي رسم بوسترا يظهر قداسة البابا وهو يدخل الى بيت لحم مثقلا بالهموم والمعاناة وهي نفس المعاناة التي حملها السيد المسيح عند صلبه.
ويشير البوستر الى ان قداسة البابا يزور بيت لحم وهي مظلمة نتيجة الجدار الذي يقهرها ويقهر الناس فيها حيث عبرت المؤسسة ان املها بان تصل الرسالة من خلال هذه الفعاليات .