"سلام بوليوود" تبدأ في القدس بفيلمٍ هندي.. والمقاطعة تتصدى
تعتزم شركة صناعة أفلامٍ هنديّة تصوير فيلمٍ في مدينة القدس المحتلة، بتمويلٍ ودعمٍ من كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك وفقًا لما أعلنته صحيفةٌ عبرية، ويأتي ذلك تتويجًا لحملةٍ سعى إليها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، جاءت بعنوان "سلام بوليوود".
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إن وزارة الخارجية الصهيونيّة قررت تمويل نصف تكلفة إنتاج الفيلم حرصًا على إتمامه، لافتةً إلى أن "فريق الإنتاج الهندي أجرى زيارة ميدانية لمواقع التصوير المحتملة في مدينة القدس".
وترى الصحيفة أنّ الفيلم "قد يكون سببًا في تقوية العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الهند وإسرائيل".
المقاطعة تتصدى
وفي سياقٍ متصل، تحاول حركة مقاطعة الاحتلال BDS منع "بوليود" من إنتاج الفيلم، فقد أطلقت الحركة العالمية حملةً لإقناع الشركة الهندية بعدم التصوير في كيان الاحتلال وعدم إنتاج الفيلم.
وأكدت BDS أنّ "إسرائيل" تريد استخدام نجوم هنود لتحسين صورتها على حساب جرائمها بحق الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة العبرية إنّ "إسرائيل تحاول الوصول إلى جمهور كبير في معظم أقطار العالم، من خلال تصوير هذا الفيلم في القدس (العاصمة المزعومة)".
وتؤكد حركة المقاطعة العالمية من جانبها، أنّ "نظام الاستعمار الإسرائيلي يوظّف الثقافة كغطاء لجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وذلك باعتراف أحد المسؤولين الإسرائيليين الذي قال: نحن نرى الثقافة كأداة هاسبراه [بروباغاندا] من الطراز الأول".
وترى BDS أنه "عندما يقدم الفنانون العالميون عروضًا في المحافل والمؤسسات الثقافية الإسرائيلية، أو يصوّرون أو يروجّون لأعمالهم فيها، فإنهم يساعدون في خلق الانطباع الزائف بأن إسرائيل هي دولة (طبيعية) كباقي الدول".
نتنياهو يمهّد للتعاون الفنّي
في شهر كانون الثاني/يناير من العام الجاري 2018، وفي إطار خطة لتعميق التعاون الفني مع الهند، اجتمع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مع عدد من نجوم السينما الهندية، وعلى رأسهم أميتاب باتشان.
آنذاك، قالت الصحفيّة الصهيونيّة جيلي كوهين إن "التعاون السينمائي بين الهند وإسرائيل سيسير بثبات خلال الفترة المقبلة، عارضة صورة نتنياهو مع باتشان"، مؤكدةً أنّ "إسرائيل ستتعاون بثبات مع بوليوود".
وأكد مكتب نتنياهو من جانبه، أنه التقى أكبر رؤساء صناعة السينما الهندية "بوليوود"، وأكبر المنتجين والممثلين والمخرجين.
غير أن الأهم من هذا البيان هو ما قاله يوناتان جونين، رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية، الصادرة باللغة العربية في خارجية الاحتلال، الذي قال صراحة إن "إسرائيل تهتم بالفنون والتراث، ولهذا حضر رئيس الوزراء نتنياهو لقاء مع كبار الفنانين الهنود، وبينهم النجم أميتاب باتشان، الذي يقدر قيمة التعاون مع إسرائيل".
وكشف "جونين" في ذلك الوقت عن إنتاج أفلام هندية - "إسرائيلية" بالمستقبل، قائلا ونصا: "انتظروا قريبا أفلاما إسرائيلية - هندية مشتركة، أفلام ستظهر روعة الإبداع الهندي وجمال الفن الإسرائيلي".
ورفض ذلك الوقت، كل من الممثلين شاروخان وعامر خان وسلمان خان لقاءنتنياهو خلال زيارته للهند ودعوته للقاء ممثلي بوليود، لإطلاق ما أسماءها "بحملة سلام بوليوود".
وبحسب وسائل إعلام هندية، فإن الممثلين وهم من أشهر نجوم أفلام بوليوود الهندية، رفضوا لقاء نتنياهو احتجاجاً على الجرائم "الإسرائيلية" ضد الشعب الفلسطيني.
وكتب الفنان الشهير أجار خان تغريدة له توجّه بها إلى أميتاب باتشان قائلاً "إنه قاتل، قتل الكثير من الأطفال والأبرياء، واليوم فقدت احترامك أنت وجميع مَن في الصورة".
ليست المرة الأولى
وهذه المبادرة الفنيّة ليست الأولى من نوعها في دولة الاحتلال، إذ أوضح الصحافي المتخصص في الشأن العبري أنس أبو عرقوب، أن وزارة السياحة الصهيونيّة شاركت عام 2013 في تمويل فيلم صيني في أزقة البلدة القديمة في القدس، وقد شارك في الفيلم ممثلون مشاهير من الصين.
وبرر وزير السياحة الصهيونيّ عوزي لندو، آنذاك، المساهمة "الإسرائيلية" التي بلغت قيمتها 300 مليون شيكل في تمويل الفيلم قائلاً إنه سيُعرض أمام أكثر من مليار شخص، و"أنا لا أعتقد أن إسرائيل تمتلك أداة تسويقية تخدمها على هذا النحو الجيد".