
سعدات: الجبهة الشعبية تجدد التزامها بالدفاع اللامشروط عن حقوق الطبقات الشعبية المستغلة
في يوم الأول من أيار، الأمين العام الرفيق أحمد سعدات وعبّر الحملة الدولية للتضامن معه يوجه رسالة من سجن ريمون في فلسطين المحتلة إلى قوى وحركات اليسار في العالم بمناسبة يوم العمال العالمي باعتباره محطة متجددة للنضال والكفاح الثوري في مواجهة الامبريالية والصهيونية والفاشية وقوى الاستغلال الطبقي والاجتماعي.
هنا نصها:
"الرفاق والأصدقاء
تحية الثورة المستمرة ،،،
تحية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،،،
تحية إلى المناضلين من أجل العدالة والحُرّية والمساواة والتقدم في كل مكان..
تحية لكم من داخل السجون والزنازين الصهيونية الكريهة، تحية الى كل من يحتفل اليوم ويسير ويشارك في إحياء وانارة شعلة هذا اليوم الإنساني الخالد، يوم الأول من أيار، يوم العمال والكادحين والشعوب والطبقات المناضلة. اليوم الذي نجدد فيه معاً التزامنا المبدئي في الدفاع عن مصالح وحقوق الطبقات الشعبية المفقرة المكافحة وصاحبة المصلحة الأساسية في التقدم والتغيير، الطبقات التي كانت ولا تزال الخط الاول في الثورة وفي مواجهة قوى الرأسمال المتوحش والاحتلال والاستعمار والعنصرية.
تحية من مخيمات شعبنا في الوطن والشتات، هذه المخيمات الفلسطينية التي كانت ولا تزال قلاع للصمود والمقاومة الشعبية والثورة، مولد طليعة الطبقات الشعبية المناضلة من العمال والفقراء والثوار والمثقفين الثوريين، مخيماتنا الفلسطينية حاضنة الثورة والانتفاضة الشعبية تعيش هذه الأيام تحت ظروف قاسية وصعبة، سواء في وطننا فلسطين أم في الخارج . وبرغم الاضطهاد والاقصاء والتهميش والحصار لا تزال جماهير شعبنا تناضل من أجل حقها المقدس في العودة الى ارضها والى الديار والقرى والمدن التي شردوا منها قسراً.
رسالتنا اليوم إلى كل القوى الثورية واليسارية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، في الفلبين وتركيا واليونان في أحزمة البؤس والمدن، في كل مكان، نقول: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تقف معكم في يوم الأول من أيار تجدد التزامها بالدفاع العنيد اللامشروط عن حقوق الطبقات الشعبية المستغلة التي ترزح تحت سطوة وهيمنة الاستعمار وقوى الاستغلال وأدوات القهر الطبقي والاجتماعي. وتدعو الى اوسع حلف يساري عالمي لمواجهة معسكر الاستغلال والرأسمال ونبني المجتمع الاشتراكي البديل.
يوم الأول من أيار، كان ولا يزال وسيظل يوماً للنضال والتمسك بالمبادئ الاساسية الجوهرية التي ولد اليسار الثوري الديمقراطي من أجل تحقيقها. قيم ومجتمع العدالة والحُرية والمساواة ومن أجل ترسيخ قيم التضامن الأممي والإنساني في خدمة كل الناس ومن أجل رفعة وكرامة الانسانية جمعاء. تصبح إحدى مهامنا المشتركة الدفاع عن حقوق اللاجئين في كل مكان وحماية المهاجرين والطبقات المفقرة وخصوصاً تلك التي تعيش في بطن دول المركز الامبريالي.
ومن هنا، من زنازين السجون الاسرائيلية حيث يخوض أسرانا البواسل ملحمة بطولية جديدة تدخل يومها الرابع عشر على التوالي في معركة الإضراب عن الطعام، ندعوكم الى التمسك بهذه القيم الكبيرة وترجمة ذلك من خلال إسناد معركة أسرانا والضغط على حكوماتكم أولاً، وتعزيز وتقوية الحركة الدّولية لمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات على الاحتلال. إن عزل دولة الاحتلال وحصارها دولياً وشعبياً يعني اقتراب موعد الحرية لشعبنا ولجميع الاسرى والاسيرات داخل سجون " اسرائيل ".
أيها الرفاق
يواجه شعبنا الفلسطيني اليوم، في كل مكان تقريباً، حملة من الحروب المسعورة الشاملة وغير المسبوقة في نضاله الوطني . حملة اقتصادية سياسية أمنية واسعة تشنها الولايات المتحدة و"إسرائيل" والقوى الرجعية العميلة في المنطقة والإقليم، حروب تستهدف مصالح الطبقات الشعبية لتصفية قضية شعبنا العادلة وتصفية حقوق شعبنا.
إن ما يجري في المنطقة العربية والاقليم يستدعي من كافة قوى اليسار العالمي إلى الوحدة واللقاء لمواجهة ما قد يأتي من كوارث وويلات وحروب على المنطقة خصوصاً إذا نجح "ترامب" ومعسكره الفاشي اليميني العنصري في تنفيذ مخططاتهم لهضم ثروات الأمة العربية. والسيطرة على خيرات الشعوب بالقوة، وعليه، فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ندعوكم إلى قرع جدران الصمت في مجتمعاتكم ضد معسكر "ترامب" الذي يديره حفنة من الجنرالات والشركات الكبرى.
الرفاق والرفيقات في كل مكان
اليوم، يقوم الكيان العنصري الاسرائيلي بتجذير قوانينه الاستيطانية ومأسستها في كل تفاصيل حياة شعبنا داخل الأض المحتلة وعلى امتداد وطننا التاريخي وذلك بهدف فرض شكلاً جديدًا من أشكال العبودية والقائمة على القهر والاستغلال وسياسة الفصل العنصري والحصار والتجويع ، وخصوصاً تلك التي يتعرض لها العمال الفلسطينيين يومياً على مدار الساعة. كما تحاول " اسرائيل " فرض هذا النظام الجديد من العبودية على جماهير شعبنا داخل فلسطين المحتلة عام 1948 وفي الضفة وغزة والقدس على حد سواء ولو اختلفت بعض التفاصيل هنا وهناك.
إن نضالنا الفلسطيني التحرري يدخل مرحلة نضالية قاسية وجديدة ولكن ثقتنا بإرادة جماهير شعبنا وعمالنا البواسل وطليعته الثورية ثقة راسخة وأقوى من أي شئ.
نعاهدكم أن نبقى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الصف الأمامي في مواجهة الامبريالية والصهيونية وقوى الظلم والقهر الاجتماعي في فلسطين والمنطقة. لأن هذه مسؤوليتنا. وهذا واجبنا. وهذا هو الطريق الذي نختاره لتحقيق أهداف شعبنا في العودة والتحرير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، العاصمة الأبدية الموحدة للشعب الفلسطيني.
عاش يوم الأول من أيار ..يوماً للحُرّية والنضال
عاش التضامن الأممي
النصر للأسرى الفلسطينيين في معركة الحُرّية والكرامة.
الحرية لكافة المناضلين المعتقلين السياسيين في العالم..
وإننا حتما لمنتصرون.
رفيقكم،
أحمد سعدات
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
سجن ريمون، فلسطين المحتلة.
الأول من أيار/ 2017 "