رغم تهديدات الاحتلال: الأرمن صامدون في القدس
يشكل الحي الأرمني في البلدة القديمة لمدينة القدس سدس مساحتها التي لا تزيد عن واحد كم مربع ، حيث تناقصت أعداد الأرمن في القدس الى ثلاثة الاف أرمني يقطنون القدس من مجمل اعداد الأرمن في فلسطين البالغة 7500 نسمة موزعون ما بين القدس وعكا والناصرة وبيت لحم.
الأرمن في القدس مهددون بزوال الهويات وزوال وجود الحي الذي يؤويهم.
الطائفة الأرمنية تعتبر أن جذورها الأرمنية لا تلغي هويتها الفلسطينية ولا تلغي اختلاطها بالمجتمع الفلسطيني فمصيرها كمصير كل فلسطيني يعاني من الاحتلال، حيث اعتبر الأب ومسؤول املاك الأرمن في القدس "بكراد برجيان" أن الأرمن باتت أعدادهم تتناقص نتيجة استمرار الاستيطان في محيط القدس والبلدة القديمة مما يهدد بزوال الطائفة الأرمنية ومنع الطائفة الأرمنية في الداخل من المشاركة في كثير من الاحتفالات الأرمنية في القدس.
ويضيف برجيان ان الخطر "الإسرائيلي" يطال الأرمن يومياً وذلك مع تقارب الحي اليهودي مع الحي الأرمني والذي تطال ممارساتهم المسيحيون الأرمنيون على قلتهم واعتبار حكومة الاحتلال متعاطفة مع الأرمن لما تعرضوا لهم من إبادة جماعية الا أن الممارسات "الاسرائيلية" لا توحي بأي تعاطف مع الأرمن .
الطائفة الأرمنية البالغة تعدادها في القدس ثلاثة آلاف أرمني مهددة بالزوال وضيق الخناق عليهم حيث يرفضون ضم الحي الأرمني الى دولة الاحتلال لأنهم يعتبرون أن الحي الأرمني هو امتداد طبيعي وديني للأحياء المسيحية وللكنائس المقدسية وعملية الضم ستؤدي الى اذابتهم في دولة "اسرائيلية" يرفضون هم وجودها او سيطرتها عليهم.
وأشار برجيان الى أن الأرمن هم فلسطينيون ايضاً ومصيرهم كمصير أي فلسطيني او مقدسي وهم مهددون بوجودهم في السدس المخصص لهم وتقارب الحي الأرمني مع الحي اليهودي.
يعرض وجودهم وطائفتهم للخطر نتيجة استمرار الممارسات "الاسرائيلية" على هذا الحي وقاطنيه مع الأرمن رغم تعاطف الحكومة "الاسرائيلية" مع ابناء الطائفة الأرمنية واعتبارهم جزء من سكان دولة "اسرائيل" الا أن الممارسات "الاسرائيلية" تمنع وجود تعاطف يهودي مع ابناء هذه الطائفة.
يعيش الأرمن وفقا لبرجيان جنبا الى جنب مع الفلسطينيين بشكل عام ومع المقدسيين بشكل خاص على اختلاف ديانتهم ويعتبرون أن جذورهم الأرمنية لا تلغي هويتهم الفلسطينية ورغم تحدثهم اللغة الأرمنية فيما بينهم الا انهم يجيدون العربية ويتحدثون بها مع المقدسيين.
الطائفة الأرمنية على قلتها الا انها تدافع عن حقها بالبقاء والصمود داخل القدس ويمارسون المهن ويعيشون حياة مقدسية أرمنية ويعتبرون أن قضيتهم الأرمنية متجذرة فيهم ولا تلغي وجود هويتهم الفلسطينية فمعظمهم ولد في القدس ومارس مهناً فيها حيث يمارس العديد منهم داخل القدس مهنة بيع الفضة والنحاس بل ويشارك العديد منهم مهن قديمة عرفوا بها وتميزوا فيها حيث يعتبر المصور الأرمني ايليا قهوجيان أقدم المصورين في القدس وصوره تشارك بمعارض داخل القدس وخارجها .
وتعتبر الطائفة الأرمنية ورغم قلتها انها جزء من فلسطين وأن السفير الفلسطيني في بريطانيا "مانويل حساسيان" يمثل الأرمن داخليا وخارجياً كما يمثل فلسطين الأرض التي ولد فيها، الأرمن ورغم قلتهم الا انهم مصرون على البقاء والصمود في القدس رغم تزايد اعداد المستوطنين داخل البلدة القديمة وزيادة الخناق عليهم من قبل حكومة الإحتلال.