الجمعة 22-11-2024

ذكرى عملية 17 أكتوبر...اغتيال وزير السياحة الصهيوني العنصري رحبعام زئيفي

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

ذكرى عملية 17 أكتوبر...اغتيال وزير السياحة الصهيوني العنصري رحبعام زئيفي

في مثل هذا اليوم، تمكنت مجموعة كوماندز من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ( مجموعات الشهيد القائد وديع حداد)، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اختراق الحصون وقلب الكيان الصهيوني، واقتحام فندق حياة ريجنسي في القدس المحتلة، واغتالت وزير السياحة العنصري رحبعام زئيفي، رداً على اغتيال العدو الصهيوني الأمين العام للجبهة الشهيد أبو علي مصطفى
أثبتت الجبهة في هذه العملية أن يدها ويد الثورة طويلة وتستطيع الوصول لكبار القتلة والجنرالات والوزراء الصهاينة، وأثبتت المقاومة أن البطولة دائماً ممكنة في حال توفر الإرادة والكفاءة السياسية، وأن التواطؤ الداخلي مع التنسيق الأمني قد يضر أو يعطل في بعض الأحيان، لكن إرادة المقاومة الصلبة نافذة
فضح قتل زئيفي السلطة ورجالات الفساد حين ذهبوا بعيداً في ملاحقة مناضلي الجبهة الشعبية ، كما أبطل أسود العملية فكرة ما يسمى بالبقرة المقدسة ونظرية الأمن الصهيوني فظهر واضحاً أنها أوهاماً فارغة.
كما فتحت العملية الأبواب واسعة أمام كل قوى المقاومة للتحدث بهذا العمل النموذجي، وسجلت الجبهة الشعبية من جديد حدثاً غير مسبوقاً في العمل الوطني الكفاحي بقتل وزير صهيوني، فكما كانت الجبهة السباقة بالعملية الاستشهادية في عام 1968 والكثير من العمليات الفدائية النوعية والجريئة كعملية مطار اللد في عام 1972 فقد جاءت هذه العملية حقاً إضافة نوعية لتاريخ الجبهة والثورة عموماً، هذا الفعل من أسود الجبهة الشعبية الذين سجلوا أروع مواقف العزل والبطولة حين اغتالوا المجرم زئيفي منفذين بذلك إرادة الشعب الفلسطيني بأحد رموز الإجرام الصهيوني .

وبعد تنفيذ العملية، اكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الدكتور ماهر الطاهر في تصريح صحفي من دمشق تبني الجبهة الشعبية لعملية اغتيال الوزير زئيفي ردا على اغتيال القوات الصهيونية لامينها العام السابق ابو علي مصطفى في اب/اغسطس الماضي.
وقد أصدرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بياناً رسمياً تبنت فيه العملية قالت فيه " أن"مجموعة الشهيد وديع حداد الخاصة التابعة لكتائب الشهيد أبو على مصطفى أقدمت على اغتيال رمز من رموز الحقد الصهيوني الإرهابي المجرم رحبعام زئيفي صاحب فكرة الترانسفير العنصرية".
وأضاف البيان "ليعلم الإرهابي شارون أن الدم الفلسطيني ليس رخيصا وأن من يستهدف قيادات ومناضلي الشعب الفلسطيني لن يبقى رأسه سالما".
وأكد البيان "من الآن وصاعدا سيكون كل المستوى السياسي الصهيوني هدفا لمجموعاتنا الخاصة .. وسنلقنهم دروسا مؤلمة كرد على جريمة اغتيال القائد أبو على مصطفى واكثر من 60 مناضلا فلسطينيا".
ظروف العملية:
عاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى إلى الوطن عام 1999 وفي ختام الشهر الحادي عشر للانتفاضة الفلسطينية المتجددة اغتالته يد الإجرام. ففي نحو الساعة الحادية عشر ة والربع بالتوقيت المحلي من يوم 27 آب (أغسطس) 2001، رن هاتفه الخلوي حينما كان جالسا في مكتبه بمدينة رام الله، رغم التهديدات الصهيونية الجدية باغتياله، وعندما رد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو علي مصطفى:"نعم"، لم يكن المتصل على الطرف لآخر ينتظر أكثر من تلك الكلمة للتأكد من هويته ومكان وجوده، وخلال ثوان كانت المروحيات الصهيونية، تطلق أكثر من صاروخ على المكتب، في عملية إجرام جديدة يرتكبها الاحتلال البشع، طالت أرفع مسؤول سياسي فلسطيني، حتى ذلك الوقت.

في يوم 17/10/2001 قامت مجموعة فلسطينية باغتيال الوزير الصهيوني، رحبعام زئيفي، اليميني صاحب نظرية الترانسفير في فندق "حياة ريجنسي" في القدس، بعد عمليات رصد ومراقبة استمرت عدة أيام. فجن جنون المؤسسة الصهيونية التي تعودت أن تقتل القيادات الفلسطينية، السياسية والعسكرية وآخرهم أبو علي مصطفى دون أن يتعرض قادتها للخطر.
وأعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجهاز العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن عملية قتل الوزير زئيفي في حينه. وذلك رداً على اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى بواسطة قصف مقره بالصواريخ من قبل طائرات مروحية صهيونية بتاريخ 27/8/2001م.
وحاولت دولة الاحتلال اعتقال من تعتبره مخطط العملية، مجدي الريماوي، فاقتحمت بلدة بيت ريما قرب رام الله، يوم 24 تشرين أول (أكتوبر) 2001، وقتلت أفراد نقطة حراسة فلسطينية بينما كانت المروحيات الصهيونية تقصف البلدة وقوات من المشاة تتقدم عبر حقول الزيتون ومع الصباح كانت سلطات الاحتلال تقتل خمسة من قوات الأمن الوطني الفلسطيني على مدخل القرية وتسقط العديد من الجرحى الذي تركوا في حقول الزيتون ينزفون وتهدم ثلاثة منازل لمن تعتبرهم مطلوبين لها, وتعتقل 11 مواطنا زعمت أن من بينهم اثنين من منفذي عملية اغتيال زئيفي هما صالح علوي ومحمد فهمي الريماوي.
في يوم الأربعاء 24/4/2002م، كانت المقاطعة في رام الله محاصرة بالدبابات الصهيونية، وكانت كنيسة المهد محاصرة وبداخلها المئات، وتحت وطأة الضغط الأمريكي والتهديد الصهيوني تشكلت محكمة عسكرية من قضاة ومحامين ممن كانوا محاصرين في المقاطعة مع عرفات.
وأصدرت تلك المحكمة قراراً يقضي بعقوبة السجن حتى 18 عاما بحق أربعة أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتهمة القتل والمشاركة في قتل وزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي بتاريخ 17/10/2001م.

وقد أصدرت المحكمة العسكرية حكما بالسجن لمدة ثماني عشر عاما بحق الرفيق حمدي قرعان الذي أطلق النار باتجاه زئيفي، وباسل الأسمر بالسجن لمدة 12 عاماً على مساعدته في العملية، ومجدي الريماوي بالسجن ثماني أعوام للتخطيط للعملية، والقائد عاهد أبو غلمى مسؤول الجهاز العسكري للجبهة الشعبية في الضفة الغربية بالسجن لمدة عام.
وفي أعقاب هذا الحكم، عقد اتفاق بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال والولايات المتحدة وبريطانيا على سجنهم في أريحا تحت رقابة أمريكية وبريطانية، وفي كانون ثاني 2002 اعتقلت السلطة الفلسطينية الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات وانضم إليهم.
يبدو أن عنوان الصفقة المشبوهة كان فك الحصار عن المقاطعة في رام الله، وصيغة ما لإنهاء حصار كنيسة المهد، لكن ذلك لم يحدث، فقد اعتقل القائد سعدات في سجن أريحا بإشراف أمريكي بريطاني، وأبعد مناضلو كنيسة المهد، فيما بقي عرفات أسير المقاطعة حتى يوم مماته.
في 25 يناير 2006 أجريت الانتخابات النيابية الفلسطينية وحصلت حركة حماس على أغلبية ساحقة تمكنها من تشكيل الحكومة، وكانت الجبهة الشعبية تطالب دوما عباس أن يفرج عن سعدات… وجاءت حماس كلاعب جديد على الساحة السياسية الفلسطينة وأعربت عن نيتها الإفراج عن سعدات وووعدت بالعمل على الإفراج عن،. رغم تهديد وزير الأمن الصهيوني شاؤول موفاز آنذاك السلطة الفلسطينية بأنها لو أفرجت عن سعدات الذي انتخب في 25 كانون ثاني/يناير الماضي عضوا في المجلس التشريعي الجديد من سجن فلسطيني بمدينة أريحا بالضفة الغربية فإن دولة الاحتلال ستغتاله على الفور.
في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 14/3/2006، أقدمت قوات الاحتلال المدججة بالدبابات والآليات المدرعة وطائرات الهيلوكبتر على محاصرة المقاطعة وسجن أريحا الذي يعتقل فيه الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات ورفاقه الأربعة والعميد فؤاد الشوبكي.

وبدأت بتدمير جدران المباني بروية وببث مباشر على الفضائيات لكل العالم، وصولاً إلى دك السجن، وبعد أن قامت بتدمير السجن ودك جدران الزنزانة التي يتواجدون فيها، واجه القائد أحمد سعدات ورفاقه مصيرهم بشجاعة دون أن يمتلكوا أبسط وسائل الدفاع عن أنفسهم إلا من سلاح الإرادة الصلبة والإيمان الذي لا يتزعزع بقضية الشعب والوطن. حيث تم اعتقالهم واختطافهم على مرأى ومسمع العالم..وبمؤامرة دنئية من السلطة وبريطانيا وأمريكا والاحتلال الصهيوني.
الحكم على محمد الريماوي بالسجن المؤبد وصالح علوي، بـ12 سنة سجن.
وقد حكمت محكمة صهيونية على السائق محمد فهمي بالسجن المؤبد، والمستضيف صالح علوي، بـ12 سنة سجن.
تجدر الإشارة أن الأمين العام أحمد سعدات والقائد عاهد أبو غلمى لم يتعاونا مع التحقيق ورفضا الإدلاء بأقوالهما حول التهم التي تنسبها إليهم أجهزة الاستخبارات الصهيونية. وقد قدمت النيابة العامة لوائح اتهام في المحكمة المركزية في القدس ضد الرفيق حمدي القرعان والرفيق باسل الاسمر، وفي التحقيق لم يأت أي ذكر للأمين العام أحمد سعدات وقررت دولة الاحتلال عدم توجيه إليه تهمة بشأن مقتل المجرم رحبعام زئيفي وحكمت عليه لاحقاً بـ30 عاماً بتهمة تزعم الجبهة الشعبية، وحكمت على باقي الرفاق بالأحكام المؤبدة.
تفاصيل العملية:
الطريق إلى الرد كانت قاسية .. صعبة .. محفوفة بالمخاطر .. لكن العزيمة كانت هناك في الصدور التي أقسمت على اقتحام المصاعب فداءً لدماء وروح أبو علي.. كانت كلمات الجبهة قاسية حتى على أبنائها وهى تصرخ فيهم .. ليس من أجل الصمت أتيت بكم .. خرجتم من رحمي الأزلي.. لتعيشوا بكرامة.. فالويل لكم إن لم تنزعوا حريتكم من أشداق الموت .. الويل لكم إن لم تثأروا لدماء رفيقكم المصطفى.
فى يوم الاحد بعد الظهر.. 14أكتوبر.. بعد إن التقى الرفيق حمدي قرعان للمره الاولى بمسؤول الجهاز العسكري للجبهة وشرح له الخطة وتسلم كل تفاصيل العملية وتفاصيل الدخول والخروج من مكان تنفيذها بقي أن يعاين الرفيق المكان على ارض الواقع ولذا طلب منه التوجهه إلى الفندق حيث دخل الرفيق .. حمدى قرعان.. إلى فندق حياة أو المعروف بفندق ريجنسى .. الواقع على خط التماس في شرقي القدس .... تقدم إلى مكتب الإستقبال وهناك أخرج الرفيق حمدي قرعان من جيبه بطاقة هوية اسرائيلية زرقاء مزوره بإسم سامر شحادة.... وقد تم تصوير الهوية وتم الاحتفاظ بصورة عنها في ملف الفندق ومكث في الفندق تلك الليلة وفي هذه الليلة تعرف الرفيق على تفاصيل الخطة على ارض الواقع وتعرف على اماكن الدخول والخروج ....
بالمقابل كان قد عمل طاقم المساعدين على الأمور اللوجستيه للعملية.. حيث إستاجروا سيارتين من شركة تأجير سيارات مقدسيه " فيت فونتو" إحدى السيارتين تم إستأجارها لصالح الرفيق محمد الريماوى (37 عاماً ) وهو من بيت ريما .. وكانت من نوع" فيت فونتو" صغيره وخفيفة الحجم والوزن.. واستقل هذه السيارة الرفاق المنفذين... اما السيارة الاخرى فقد تم استأجارها باسم الرفيق لؤي عودة وهو مقدسي وكان مخطط بأن تستخدم هذه السيارة للإنقاذ والحراسة ..سيارة فتح الطريق(باللغة الأمنية ).. يستقلها الرفيق محمد وأخفى بداخلها رشاشاً من نوع "سكوربيون" .. الذى كان سيستخدمه فى حالة المطاردة.
فى ساعات بعد الظهر سافر فى السيارة المستأجرة على طول مسار الإنسحاب المخطط له .. وفحص طرق إنسحاب محتملة .. كما أعد باقى الرفاق المساعدون ً شقة إختباء فى بيت صالح علوى من سكان حي الإسكان فى قرية العيزرية .. أما بالنسبه للسيارة الثانية .. فكانت أشبه بشاحنة كان يخفي الرفاق بداخلها أسلحة رشاشة وقنابل ومتفجرات ووسائل قتالية أخري .. بهدف إستغلال تلك الإمكانيات في حالة حدوث طارئ .. كفشل عملية إغتيال زئيفي .. أو ملاحقتهم .. أو أي أمر آخر يستجد علي طبيعة العملية .. وللعلم أنه كان مقرراً علي الرفاق في حالة فشل العملية او عدم النيل من هدفهم "زئيفي" .. فتح جبهة كاملة في منطقة القدس الشرقية كنوع من إطار سلسلة الرد وضمن حلقة من حلقات الثأر المقررة عسكرياً للمجموعة .. إلا أن نجاح العملية أغنى عن ذلك .

وفي ساعات المساء من تاريخ 16/10/2001 توجه الرفاق الثلاثة حمدي قرعان وباسل الاسمر ومحمد الريماوي الى الشقة وبقي الرفيق محمد فيها مع الرفيق صالح علوي لكي يتوجه اليهم في ساعات الصباح الباكر، اما الرفيقين حمدي وباسل فاتجهوا الى باب العامود في القدس حتى اول الليل وقد اتصل الرفيق حمدي بالفندق من بلفون كان بحوزته وحجز غرفة باسم سامر شحادة لاثنين ولان الاسم محفوظ لديهم تم قبول الحجز وفي الساعة الثامنه ونصف مساءا توجه الرفيقين الى الفندق بواسطة سيارة مستأجره ودخلوا من مرآب الفندق أي باب الخروج عند التنفيذ ، وقدم الرفيق حمدي هويته المزورة وكان قد التقى بنفس الشخص الذي استقبله المرة السابقة ودفع أجرة الغرفة وحصل من موظفة الاستقبال على مفاتيح الغرفة الواقعة فى الطابق الثالث ... وبقيت كل المواد اللازمة للتنفيذ في السيارة في مر آب الفندق.. وبعد أن استقرا في غرفتهما .. خرج الرفيقان في جولة شاملة في الفندق .. حيث فحصا أبواب الطوارئ ونظام الحراسة والمصاعد وطبيعة الحياة فى قاعة الجلوس .. وصعد الاثنان إلى الطابق الثامن .. لتفحص مكان التنفيذ في غرفة رقم 816.
في يوم الاربعاء صباحا حسب ما هو مخطط نهض الرفيقان حمدى وباسل مبكراً من نومهما الساعة السادسة صباحا وقاما بتجهيز انفسهما واخذوا وضع الاستعداد للتنفيذ ، وفي الساعة السادسة ونصف خرج الرفيق حمدي من الغرفة ليتأكد من وجود سيارة الهدف في الساحة الأمامية للفندق حيث كانت تقف بالعادة وأثناء خروجه لاحظ زئيفى وزوجته ياعيل يتناولان وجبة الإفطار في مطعم الفندق ورجع الى الغرفة وخرج مع رفيقه باسل وبواسطة درج خلفي يستخدمه عمال الفندق ويستخدم في حالة الطوارئ وصلوا الى مر آب السيارات واخذوا المواد اللازمة للتنفيذ من السيارة حيث كانوا يحتفظون بها في مكان سري فحصا المسدسات فحصاً أخيراً وخرجوا من نفس الدرج الى الطابع الثامن الذي يقطن فيه العنصري زئيفي حيث كان يمنع الصعود الى هذا الطابق للعامة بواسطة المصاعد الكهربائية وانتظر الرفيقان في مدخل الدرج لفترة تصل الى حوالي ربع ساعة

وبعد السابعة بقليل غادر زئيفى غرفة الطعام وصعد بإتجاه غرفته من أجل أن يأخذ من هناك حقيبة.. ليخرج إليه مُقدس وسالم اليدين رفيقنا حمدي قرعان شاهراً مسدسه " كاتم الصوت " .. معتذراً لناجي العلي .. لينادي عليه من الخلف بلقبه "غاندي" ولتكون تلك آخر كلمة يسمعها في حياته .. كلمة من ثائر ومنتقم جبهاوي .. وما أن لفت نفسه صوب مصدر الصوت .. ليفاجئ بحكم الجبهة الشعبية .. ثلاث رصاصاتٍ صبت في جسده النجس حمماً وبراكيناً وغضباً جبهاوياً معبئةً بثقلٍ وأوجاعٍ وآلامٍ لعُمرِ شعبٍ كامل .. حال حياته القهر والذل والهوان .. ثلاث رصاصاتٍ كل رصاصةً فيهن كانت طريقاً للثأر والخلاص والإنتقام لدماء الأمين العام أبو علي مصطفي .. لتسيل من بعدها دماء الزناخة والنجاسة .. ولتكون تلك أيضاً آخر الدماء التي يراها زئيفي في حياته .. دمائه هو .. وبهذا يسقط أول وزير صهيوني في تاريخ الثورة الفلسطينية علي يد أبناء الجبهة الشعبية .. وقد ترك الرفاق في غرفة الفندق كتيبا كان قد اعد في ذكرى الاربعين لاستشهاد ابوعلي ليؤكدوا للعدو إن دماء ابا علي لا تساويها دماء وان رجال المقاومة قادرون على الوصول الى اهدافهم في كل مكان وزمان .
ولتبدأ في هذه اللحظة المرحلة الأخيرة لإستكمال مخطط ما بعد العملية .. للإنسحاب من الفندق بدون ترك أي علامة إستفهام أثناء الانسحاب .. وقد خرج الرفاق من درج الطوارئ الذي وصلوا منه الى الطابق الثامن وهذا اوصلهم الى سيارتهم في المرآب وخرجوا بامان بدون إن يثيروا أي انتباه . وسافر فى السيارة المستأجرة على طول مسار الإنسحاب المخطط له
ولكن الخطة لم تكتمل فلم يتمكن الرفاق من الوصول الى رام الله حيث وضعت الحواجز على الطرقات وعندما لاحظوا الرفاق حمدي وباسل ذلك تركوا سيارتهم في احد شوارع القدس، واستخدموا الخطة البديلة وتوجهوا مشيا على الاقدام الى بيت الرفيق صالح علوي في العيزرية ، اما الرفيق محمد الريماوي الذي كان من المفروض أن يتبعهم بعد خروجهم من الفندق والذي كان ينتظرهم امامه في سيارته للتغطية عليهم والمساعدة في انسحابهم حدث عطل معه في السيارة وهذا ما دفعه الى تركها وتوجه ايضا مشيا على الاقدم الى البيت الذي خرج منه . والتقى الرفاق جميعا في البيت وهنئوا بعضهم بعضا ، ولكن الاحتلال وقواته لم يتركوهم يهنئون بالفرحة ففي الساعة الثالثة صباحا طوقت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الشقة التي كانوا يقطنوها ولحسن الحظ فقد تنبه الرفاق لذلك قبل وصولهم بلحظات وتمكنوا من الفرار ولقد لاحظهم جنود الاحتلال ولاحقوهم بالطائرات والآليات .. وتفرق الرفاق عن بعضهم البعض وتخلصوا من الملاحقة ووصل حمدي وباسل الى بيت لحم جنوب القدس ، والرفيق محمد وصل الى مخيم قلنديا شمال القدس ، اما الرفيق صالح فقد تم القاء القبض عليه .
" ولتبدأ الحملة العسكرية الصهيونية الشرسة في تلك الأثناء .. غير مستثنية مدينة أو بلدة أو قرية ضفاوية .. وفي ظل أوسع وأشرس حملة عسكرية تقوم بها حكومة الكيان بحثاً عن باقي أفراد المجموعة .. ولكن الفشل الذريع كان أسهل من أن يُسجل إلى جهودهم وأطقم إستخباراتهم وأقمارهم الصناعية وطائراتهم ودباباتهم ..
وليستمر رفاقنا في التخفي إلى فترة قرابة الثلاثة شهور .. إلى أن إختمرت الخيانة لدى قادة وأجهزة ما تسمى بسلطة أوسلو وعلى رأسها الأجهزة الأمنية المفعلة إسرائيلياً .. والمدربة أمريكياً .. لتحاصر رفاقنا في إحدى ضواحي مدينة نابلس وتعتقلهم بعد عملية مقاومة طويلة .. وليكن ومن ضمن الرفاق المعتقلين الرفيق حمدي قرعان..الرفيق باسل الأسمر.. وعدا أفراد المجموعة فلقد تم أيضاً إعتقال الرفيق عاهد أبو غلمة المتهم بالمسؤولية عن التخطيط لتلك العملية الجريئة والعقل المدبر لها ... ومسؤولية الجهاز العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي قاوم وكما رفاقه .. تلك الزمرة المتعاونة . وألقى بنفسه من الطابق الرابع من البناية التي كانوا يتواجدون فيها .. وكانت النتيجة وكما رآه العالم بأسره على شاشات التلفاز .. كسير القدمين .. أما بالنسبة للرفيق مجدي الريماوي .. قائد ومُجند المجموعة العسكرية التي نفذت عملية الثأر ....فلقد تم إعتقاله هو الآخر في منطقة أم الشرايط قضاء رام الله بعد عمليه ملاحقة وحصار خانق ..إلى أن طالت منه يد الخيانة الأوسلية .. ومن ثم ولتبدأ بعد ذلك عملية محاكمتهم الدنيئة .

ولتسجل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولأول مرة في تاريخ الثورة الفلسطينية عن اغتيال اول وزير للكيان الصهيوني كهدف سياسي.
في 17أكتوبر .. وصايا القائد أبو علي مصطفى تُنفذ .. والجبهة الشعبية تطلق النار على الرؤوس
من 27 آب 2001م .. إلى 16 أكتوبر 2001م الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تستوفي حدادها على اغتيال أمينها العام .. وفي 17/ أكتوبر كتائب الشهيد أبو علي مصطفى .. لمجموعة الشهيد وديع حداد ترفع هذا الحداد وتنقله إلى داخل الكيان .
وفي 17/ أكتوبر .. الجبهة الشعبية تنتقم لدماء أمينها العام أبو علي مصطفى .. ومجلس وزراء العدو يدفع الثمن .
وفي 17/ أكتوبر .. ميجر جنرال ورئيس حزب ووزير صهيوني يسقط أمام قدم مقاتل جبهاوى .

وفي 17 / أكتوبر .. رصاصة واحدة في رأس زئيفي كانت كافية لأن تقتله ولكن الجبهة الشعبية أرادت قتله أكثر من مرة .
وفي 17/ أكتوبر .. أثبتت الجبهة الشعبية أن رصيد ترسانة حكومة الإرهاب العسكرية المكدس بأسلحة القتل والإرهاب والدمار الشامل لا يعادل رصاصة واحدة من مسدس كاتم صوت جبهاوي الأم والأب .
وفي 17/ أكتوبر .. الجبهة الشعبية تفرض الإقامة الجبرية على وزراء وحكام وقادة العدو .
وفي 17/ أكتوبر .. حكومة تل أبيب تعلن أكبر حالة استنفار بين صفوف أجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية .
وفي 17/ أكتوبر .. سلاح الإرادة والإصرار الجبهاوي ينتصر على ترسانة إسرائيل العسكرية ونظرية الأمن الجبهاوية تقهر نظرية الأمن الصهيونية وتمرغها في التراب .
وفي 17/ أكتوبر .. نامت فلسطين على غير حزن .. ونامت واستيقظت إسرائيل على أحزان الأرض .
وفي 17/ أكتوبر و18 أكتوبر و100 أكتوبر .. الجبهة مستمرة وتستمر ترفع من رؤوس أبناء فلسطين وأبناء الجبهة في السماء .. تفاخر الأرض والبشر .. وتدفع ضريبة انتمائها ووجودها وحفاظها على الوطن من دماء أبنائها وقادتها .. وليدفع العدو فواتير قمعه وبطشه وإجرامه واستهدافه لقادة وأبناء فلسطين
وكما قالها زئيف شيف أحد أبرز صحافي دولة الكيان..
ان الجبهة الشعبية وحدها هي التي تقول لماذا لم تقتل عفاديا يوسف اضافة الى محاولات عديدة كان من اهمها محاولة اغتيال اولمرت رئيس بلدية القدس آنذاك ورئيس الوزراء لاحقاً.
وفي ظل اوسع وابشع حملة عسكرية قامت بها حكومة الكيان بحثاً عن افراد مجموعة وديع حداد حيث الفشل الذريع كان اسهل من ان يسجل الى جهودهم واطقم استخباراتهم واقمارهم الصناعية وطائراتهم ودباباتهم وليستمر رفاقنا في التخفي الى فترة تقارب الثلاثة شهور الى ان اختمرت الخيانة لدى من سموا انفسهم قادة الاجهزة الامنية بسلطة اوسلو وعلى رأسهم الاجهزة المفعلة اسرائيلياً – المدربة امريكياً لتحاصر رفاقنا في وسط مدينة نابلس وتعتقلهم بعد عملية مقاومة طويلة .. حيث اعتقل الرفيق عاهد ابو غلمة المتهم بالمسؤولية عن كل ما حدث ومسؤولية الجهاز العسكري للجبهة الشعبية ..
والذي قفر من الطابق الرابع ليغدو قعيداً كما بان للجميع على المقعد المتحرك ..
ان ما اقدمت عليه سلطة اوسلو بتواطؤها في عملية الاعتقال لرفاقنا الابطال في المقدمة منهم اميننا العام احمد سعدات .. لهو مؤشر خطير وتأكيداً اخطر من الترجمات الملموسة لتمسك هذه السلطة الاوسلوية بالتزاماتها الأمنية للسياسة الصهيونية الامريكية وقبلوهم بالرضوخ للابتزاز هي الحلقات المتكاملة لكل ما هو امبريالي صهيوني رجعي ... بترجماته على الارض ما حصل من تسليم وشراكة ادوار بمحطات اعتقال القائد الامين العام احمد سعدات ..

وهناك لا بد من الاشارة الى العناوين التي اعتقلت منابر الاخبار بعد قتل زئيفي .
- كان الاجدر ان يصنع تمثالاً لمن صنعوا 17 اكتوبر ...
- من صنع 17 اكتوبر لقادر على ان يكرره ..
- ما بين زئيفي وعفاديا يوسف كانت رصاصة ...
- الجبهة الشعبية استهدفت مجرماً ومشروعاً صهيونياً ...
- قتلته الجبهة الشعبية في القدس تعبيراً عن رفضها لوجوده الصهيوني هناك ...
- من يعيش بالتطرف والتعنت لابد وان تكون نهايته مثله ...
الفرق بين ان تقول وتفعل وبين ان تفعل وتفعل

انشر المقال على: