د. جرار: رابطة الكتاب عرين الثقافة والفكر والتنوير
وصف وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار رابطة الكتاب الاردنيين بانها عرين الثقافة والفكر والمعرفة والتنوير، وأنها هي من تقود المشهد الثقافي في الاردن، واشاد بمشروع التنوير الذي تتبناه الرابطة واصفا المشروع بانه يمثل رسالة مهمة على صعيد الوعي والمعرفة للوطن كله، وأن دور الرابطة وتأثيرها قد تعدى حدود الوطن وأصبحت منارة عربية، جاء ذلك في الجلسة الحوارية التي استضافت فيها الرابطة وزير الثقافة مساء الأحد في مفتتح برنامجها الثقافي الابداعي لهذا الموسم، الذي سيكون موازيا للموسم الفكري التنويري الذي يقام كل ثلاثاء في مقر الرابطة، حيث قدم د. جرار لمحة عن اهتماماته الثقافية التي تنوعت بين الدراسات الأدبية والتراثية والتحقيق والمقالة والنص الأدبي، من دون أن يكشف عن كتاباته الشعرية، التي قال فيها إن الأكاديمي عندما يكتب الشعر يمكن أن يأتي شعره معللا، أي خاضعا لشروط صارمة تعلمها من الحياة الأكاديمية، بعكس الشاعر المبدع الذي يبدو أكثر حرية من الأكاديمي، والحرية هي شرط من شروط الإبداع.
وكشف د. جرار أنه من خلال اهتماماته بالأدب الأندلسي استطاع كشف اللثام عن كثير من الزوايا المخفية، التي لم تكن معروفة، في الحياة الاندلسية، من خلال قراءته للشعر الأندلسي، من بينها قبة ابن فرناس الفلكية، وخيال الظل الذي سبق فيه الأندلسيون المماليك في مصر، وغير ذلك من الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك ديوان الحمراء الذي حقق فيه القصائد المنقوشة على جدران قصر الحمراء في غرناطة، متوقفا عند كتابه "المنامات" الذي عالج فيه قضايا معاصرة من خلال شكل المقامة العربية المعروفة تاريخيا.
وقال وزير الثقافة إن مشروع المدن الثقافية ومشروع التفرغ الابداعي بحاجة إلى اعادة قراءة وتطوير، من أجل تقديم الرسالة التي جاءا من أجلها على احسن وجه، مؤكدا على ضرورة الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها، وهذه مهمة الجميع.
ونفى د. جرار أن يكون الوجود العربي الاسلامي في الاندلس احتلالا، بل وصفه بالحضارة الإنسانية الرفيعة، لافتا النظر إلى أن ملقا الأندلسية هي أردن الأندلس، التي تواجدت فيها كتائب الفاتحين من جند الأردن، معلنا أن عمان ستكون في العام 2017 عاصمة للثقافة الإسلامية، داعيا المثقفين الأردنيين للاهتمام بهذه المناسبة والإعلاء من شأنها.
رئيس رابطة الكتاب د. موفق محادين قدم للحوارية وأدارها واصفا د. جرار بأنه خير من تولى المسؤولية الثقافية، وهو ابن المشهد الثقافي وعضو الرابطة، وهي حوارية حضرها عدد من المثقفين والمهتمين الذين شاركوا في الحوار، وقدموا مداخلاتهم التي تناولت المشهد الثقافي الأردني بشكل خاص، واهتمامات الضيف بشكل عام، حيث أجاب د. جرار على جميع المداخلات بصراحة وشفافية تركت انطباعا ايجابيا لدى الجمهور.
د. جرار الذي جلس بعد الحوارية في مقهى الرابطة الثقافي أشاد بفكرة المقهى ورسالته الثقافية، واستكمل الحوار مع رواد المقهى في مختلف شؤون الثقافة والقضايا الراهنة، وفي زاوية المقهى قرأ الوزير واحدة من قصائده التي قوبلت باستحسان الحاضرين.