الأحد 24-11-2024

دودين: إضراب "الكرامة2" إنساني ومطلوب تدويل قضية الأسرى

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

دودين: إضراب "الكرامة2" إنساني ومطلوب تدويل قضية الأسرى

قال موسى دودين، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ومسؤول ملف الأسرى فيها: إن إضراب الكرامة2 الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال بأمعائهم الخاوية مطالبه إنسانية وعادلة، انتهكها الاحتلال "الإسرائيلي" بعنصريته وتطرفه.

وأوضح دودين في مقابلة صحفية -اليوم الأربعاء- مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن السجون "الإسرائيلية" ممثلة بـ"مصلحة السجون" قضمت إنجازات الأسرى وتفاصيل حياتهم اليومية، واعتدت عليهم بالضرب والتنكيل ومنعت زيارات الأهالي، وصولاً إلى تركيبها أجهزة تشويش مضرة بالصحة داخل أقسام السجون.

وكشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن الأسرى عقدوا اليوم "جلسة داخل السجون، مع رئيس استخبارات مصلحة السجون ونائبه".

وقال: "ننتظر عن ماذا ستسفر هذه الجلسة؛ فإما أن نذهب باتجاه تصعيد وتيرة الإضراب داخل السجون بإدخال أفواج جديدة من الأسرى للإضراب، أو الوصول إلى نقطة تتحقق فيها مطالب الأسرى وفق ما خطط له.

وأضاف دودين -وهومحرر في صفقة وفاء الأحرار، ومبعد إلى الخارج-: "الاحتلال يستخدم معاناة الأسرى حافزا ومشجعا للجمهور الصهيوني للإدلاء بالأصوات للمتطرفين الصهاينة وعلى رأسهم وزير الأمن الداخلي المتطرف العنصري جلعاد أردان".

وأشار إلى أنه لم يحدث في تاريخ السجون هجمة وإجرام واعتداء على الحركة الأسيرة بحجم الإجرام والبطش في الأسبوعين الأخيرين؛ وأن "إجراءات الاحتلال سببت حالة من الاحتقان والصدام بين الأسرى في السجون ومصلحة السجون وصولاً للإضراب عن الطعام".

كواليس ما قبل الإضراب!

وحول كواليس "الحوارات" التي جرت بين الأسرى و"مصلحة السجون الإسرائيلية" وأسباب فشلها، قال دودين لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "(الحوارات) فشلت لأن مصلحة السجون أصبحت أداة بيد المستوى السياسي الصهيوني المتطرف، ولم يعد بيدها أي قرار".

وأضاف: "وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان، أصدر قراراً بزيادة البطش والإجرام والتنكيل في الأسرى، في محاولة لعمل دعاية له ولحزبه ولكسب أصوات المستوطنين والمتطرفين في الكيان الصهيوني"، موضحاً أن الأسرى "حاولوا مراراً وتكراراً تجنب خطوة الإضراب".

واستدرك حديثه قائلاً: "لكن في كل مرة كانت مصلحة السجون تقدم خطوة، وتتراجع خطوتين، وللتأكيد أن الأسرى جادّون في هذه المعركة، حينما تنصلت مصلحة السجون من بعض الوعودات بحل الإشكالات وتلبية مطالب الأسرى دخل الأسرى في الإضراب وأعلنوا الاستنفار في داخل قلاع الأسر".

وأضاف: "الأسرى بالدرجة الأولى يخوضون الإضرابات من أجل رفع المعاناة والظلم عن أنفسهم، ويدافعون عن أنفسهم، وليس لديهم أجندات سياسية ولا لديهم توقيت لتتزامن هذه الإجراءات مع انتخابات أو غيره"، مؤكداً أن المنطلق للإضراب هو إنساني بحت وقانوني حقوقي لتلبية حق للأسير.

وتابع "هناك حملة شرسة غير مسبوقة على الأسرى داخل السجون وصلت إلى عدم احتمال البطش والتنكيل والتعذيب اليومي من جنود الاحتلال، وبالتالي لم يكن لهم أي خيار آخر غير الإضراب والدخول في هذه الخطوة".

المشاركون في معركة الكرامة2

وفيما يتعلق بترتيب معركة الكرامة، شدد دودين أن الأسرى الفلسطينيين هم نخبة منظمة في الشعب الفلسطيني، وعلى قدر عالٍ من الوعي والتجربة والخبرة، قائلاً: "عودونا على أن يكونوا في الخط الأمامي من المعركة، ولديهم قدرة كبيرة على الإبداع والابتكار والمقاومة والصمود وتحقيق الانتصار".

وتابع: "الأسرى لديهم الحد الكافي من المناعة والقدرة والتدريب ليثبتوا أنهم قادرون على انتزاع حقوقهم من مصلحة السجون، ولذلك الإعداد للمعركة، قد يحتاج من الأسرى إلى بعض الوقت وبعض الجهد، لكن بحكم الخبرة والتجارب لديهم فإنهم قادرون على خوض أصعب المعارك في أصعب الظروف وتحقيق الإنجازات".

وأوضح دودين أنه في تاريخ الإضرابات داخل السجون؛ "لا يوجد على الإطلاق أي إلزام لأي أسير فلسطيني بالذهاب إلى الإضراب"، موضحاً أن الإضراب يتم بالتشاور والاستفتاء بين الأسرى وقيادة الحركة الأسيرة.

وقال: "الإضراب معركة صعبة وفردية، وكل أسير يتحمل خياره في هذا القرار، وعليه نسبة الأسرى التي تذهب إلى الإضراب تكون نسبة محسوبة جيداً، وبالعادة من الأخوة الذي يحتملون المعارك الطويلة والقدرة على خوض الإضراب، وعلى ألا يسبب لهم الإضراب أضراراً صحية مزمنة وطويلة الأمد".

وأكد دودين أن المضربين في معركة الكرامة2 هم من جميع الفصائل، قائلاً: "نحن في الدفعة الأولى لدينا ممثلون لجميع الفصائل من حماس وفتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي".

وشدد القيادي في حماس، على أهمية الدور الشعبي المساهم في دعم الأسير عبر الفعاليات التي تدعم وتساند الأسرى، مشيراً إلى أن قضية الأسرى قضية إجماع وطني فلسطيني.

مطالب الأسرى إنسانية

ووفق دودين؛ فإن أبرز مطالب الأسرى في الإضراب تتلخص في إزالة أجهزة التشويش الضارة بصحة الأسرى، وإيجاد تواصل تليفوني للأسير مع عائلته خاصة الأسرى الذين لم تزرهم أسرهم منذ وقت طويل، ورفع العقوبات الإسرائيلية القديمة والجديدة عن الأسرى؛ بإعادة المحطات التليفزيونية التي سحبت، والمساواة بين الأسرى في الظروف الاعتقالية من جميع الفصائل، وزيادة أوقات الفورة، والأموال التي يسمح للأسير بإدخالها عن طريق الكانتين.

وبين أن هناك مجموعة من المطالب الحياتية التي يطالب بها الأسرى، ومن أكثرها إلحاحاً هي إخراج الأسرى من العزل الانفرادي، خاصة أصحاب المدَد الطويلة في العزل، مشدداً أنه من المطالب الحيوية الأساسية في خطوة الإضراب عن الطعام.

تدويل قضية الأسرى

ودعا دودين إلى ضرورة تدويل السلطة الفلسطينية لقضية الأسرى أمام العالم والمؤسسات الدولية الحقوقية والرسمية، ومع جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، مؤكداً أن السلطة لديها القدرة الكبيرة على قض مضاجع الاحتلال مع وجود الكثير من الجرائم الموثقة بحق الأسرى.

وقال: "إلى الآن لم أسمع تصريحاً واحداً من وزير الخارجية الفلسطيني يتكلم عن معاناة الأسرى، وهناك تقصير كبير، ولا بد من الضغط لأجل عمل إنجاز نوعي للأسرى وحقوقهم".

المواجهة مع الاحتلال

وعن تفاصيل الإضراب وبدايته، قال دودين: إنه "في ضوء التجارب السابقة للإضراب، الاحتلال يبدأ مرحلة الإضراب بالتنكيل ومحاولة التفتيش الليلي والتفتيش العاري للأسرى والنقل من سجن إلى سجن، ومحاولة فرض حالة من الهيمنة والغطرسة والإجرام على الأسرى".

وأكد أن "الأسرى يكونون أكبر من كل صلف الاحتلال وإجراءاته العقابية التي تفرض عليهم، وفي معركة العزيمة وصراع الإرادات، كانت دائماً عزيمة الأسرى تتفوق، ونحن واثقون ومقتنعون أن إرادة الأسرى في النهاية ستنتصر وسيتوج هذا الإضراب بالنصر وتحقيق مطالبهم".

وأشار إلى أن دعم الأسرى ليس مطلوباً من حماس وحدها؛ بل "الدور مطلوب من الشعب الفلسطيني كله، والأمة العربية والإسلامية، وأحرار العالم، وهذه معركة إنسانية بامتياز، وحماس تساهم بواجبها ولن تقصر بداية بالمقاومة، ومروراً بالعمل الشعبي، والاحتجاجي والتضامني والحقوقي والإعلامي والقانوني وغيره".

وأكد ضرورة أن يهبّ الكل الفلسطيني هبة واحدة للوقوف خلف قضية الأسرى لتحقيق ما يصبون إليه بمطالبهم العادلة، مشدداً أن معركة الإضراب يخوضها الأسرى من أجل حقوقهم وتحسين أوضاعهم داخل السجون.

وقال: "يجب ألا تنسينا هذه المعركة المطلب الرئيس والاستراتيجي والحيوي والمستحق للأسرى وهو حريتهم، والأسير يريد أن يستعيد حريته وكرامته، ويريد أن يرجع إلى أهله عزيزاً كريماً منتصراً، وهذا المطلب الحقيقي للحركة الأسيرة".

وختم حديثه: "المقاومة الفلسطينية، مطالبة ببذل المزيد من الجهود للإفراج عن الأسرى وليس فقط من أجل تحسين أحوالهم، والسلطة مطالبة ببذل كل ما تستطيع لخدمة الأسرى، والكل الفلسطيني عليه واجب، من الفصائل والجماهير للتكاتف لكي تتحقق الحرية للأسرى".

المركز الفلسطيني للإعلام

انشر المقال على: