![محمود التعمري](https://wbpalestine.com/sites/default/files/styles/article_image/public/download_201.jpg?itok=vuwvq22Z)
دفـــــاعاً عــن أي شــــــرف تقتــــــــلون النســــــــــــــــــــاء ..؟؟ بقلم : محمود التعمري منذ فترة وأنا أتابع موضوع اجتماعي - إنساني في غاية الأهمية ، هذا الموضوع الذي صار يشغل حيزا واسعا في تفكير ومواقف ورؤى الكثير من المهتمين والمتابعين والمطلعين وأصحاب الرأي ، إلا وهو موضوع القتـــــــــــــــل العمـــــــــــــــــد تحت يافطـــة " الدفاع عن شرف العائلة أو الحمولة أو العشيرة " أو أي شرف يعتقد أصحابه انه مُهان .. لقد بحثت كثيرا في قواميس اللغة وفي المفاهيم الأكثر شيوعا وتاريخية وإنسانية عن معنى حقيقي وعلمي وإنساني لسلوك " القتل من اجل الدفاع عن الشرف " ولكنني لم أوفق في ذلك ، ليس لأنني لا أريد أن افهم السلوك كما يبتغي أصحابه ، ولكن لأنني لم استوعب أن تصبح حياة البشر رهنا بثقافة معاقة ومريضة وأن تصبح القوانين وتفسيراتها مرهونة بأيدي قلة قليلة ممن لا يحترمون القانون بالأساس .. السلوك هو انعكاس لوعي وثقافة وبيئة اجتماعية إن كان على مستوى وعي وثقافة الضحية أو على مستوى الخارجين على القانون .. وهذا بحد ذاته يشكل أساسا وسببا للعديد من الأمراض والسلوكيات والتصرفات والمواقف لهذا الشخص أو ذاك أو لهذه المجموعة البشرية أو تلك .. وهو ما يتطلب العديد من الخطوات الهامة والضرورية أهمها : / إعادة تأهيل وصقل ونشر الوعي المتقدم والثقافة الإنسانية لدى أبناء المجتمع . / التأسيس لوضع القوانين والتشريعات والأوامر والتوجيهات التي تنظم وتحمي الحقوق لكافة أبناء المجتمع الواحد دون استثناء .. / التطبيق الخلاق لهذه القوانين وهذه التشريعات بعيدا عن الاجتهاد وإسقاط الذات والمزاجية بما يكفل الحفاظ على حياة ومصالح الناس .. / تفعيل وتنشيط دور المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والحقوقية التي يقع على عاتقها رفع مستوى الوعي والإرشاد والتوجيه لدى الفئات الاجتماعية المختلفة وخاصة الفئات الأقل حظا في التعليم والثقافة والمعرفة .. إن قتل ( 25 ) امرأة فلسطينية خلال اقل من عام على خلفية " الدفاع عن شرف العائلة " له دلالات خطيرة ومفجعة ليس على مستوى من قُتلوا أو قَتلوا وإنما على مستوى المجتمع الفلسطيني برمته .. وهو ما يضع الكل أمام هذا الأمر الخطير لكي يتكون رأي عام وموقف عام واتجاه عام حيال هذه القضية اللانسانية .. وهنا لا بد من القول أن مسئولية كبيرة ورئيسية تقع على عاتق كل أولئك الذين يدّعون بامتلاكهم للوعي والثقافة والعلم للوقوف أمام هكذا عقليات تنفث سمومها وتمارس قناعاتها وتحدد سلوكياتها وفقاً لثقافة متدنية ومريضة ومتخلفة ، والقوى السياسية التقدمية والمنظمات الحقوقية الإنسانية هي أول من يتحمل المسئولية إلى جانب جملة التشريعات والقوانين التي تسنها الجهات المعنية بذلك ، حتى لا تصبح حياة النساء مرهونة بجملة المفاهيم المريضة والمتخلفة ..