دراسة: تعميق الحفريات وتكريس التهويد أسفل ومحيط الأقصى خلال العام الجاري
جاء في دراسة أجراها موقع "ديلي 48" داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 48م، ونشرها اليوم الأربعاء، أن العام الجاري شهد، وما زال، تعميقاً لحفريات الاحتلال "الاسرائيلي" أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك لتكريس تهويدها.
ولفتت الدراسة الى "أن حفريات الاحتلال لم تتوقف أسفل المسجد الأقصى ومحيطه القريب، منذ احتلاله في السادس من حزيران عام 1967، الى يومنا هذا ونحن في الأيام الأخيرة من العام 2016 الميلادي، لكن هذا العام شهد تعاطياً مختلفاً مع ملف الحفريات والتهويد من قبل أذرع الاحتلال، وتدخلاً واضحا من قبل رأس الهرم السياسي، وبات هدف الاحتلال أكثر علانية من أي وقت سابق".
وبحسب الدراسة، تبيّن أن تعميق الحفريات وتوسيعها أسفل وفي المحيط القريب والملاصق والمجاور للمسجد الأقصى بات هو الهدف الأكثر تفعيلاً في العام 2016، في الوقت الذي أصبح فيه الحديث والعمل عن مسارات التهويد في عمق الأرض الأسفل، وفي فضاءاتها العليا، تحت الأقصى ومحيطه الأقرب هو الغاية التي تعمل عليها آلة الاحتلال "الإسرائيلي"، بهدف تكريس وتوطيد هذا التهويد.
وتشير الدراسة بأنه "من أبرز ملامح العام 2016، في هذا المضمار، تصريح رئيس الحكومة "الإسرائيلية" في بتاريخ 19/10/2016، خلال تدشينه بناية "المجمّع القومي الأثري (الإسرائيلي)"، أن حكومته وبدعم مباشر وسريع منه، سترصد الميزانيات للدفع قدما بالمشروع الذي يطلق عليه الاحتلال "تنخيل تراب (جبل الهيكل)" أي المسجد الأقصى بمصطلح الاحتلال، وهو ذلك التراب الذي استولى عليه الاحتلال، بعدما إخراج دائرة الأوقاف الإسلامية أكواما من التراب والحجارة والصخور المفتتة خلال أعمال ترميم في المصلى المرواني بالمسجد الأقصى في تسعينات القرن الماضي".
وأوضحت الدراسة بأن "هذا الإعلان الرسمي، سيكون له تبعاته وآثاره، خاصة وقد تبعته تصريحات حكومية "إسرائيلية" بضرورة إلزام الطلاب والجنود "الإسرائيليين" بأيام معينة للمشاركة في عمليات التنخيل والتنقيب والحفريات أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، بحيث يعطي الدعم الحكومي الرسمي العلني لهذا المشروع قوة دفع كبيرة جدا، لعلنا نرى بعض آثارها السريعة في العام 2017 وما يليه".
وتابعت الدراسة قائلة إن "العام 2016 تميز بحديث مستفيض وعلني من قبل الاحتلال "الاسرائيلي"، عن وجود حفريات أكثر عمقاً واتساعا، طولا وعرضا، حُفرت أو ستحفر قريبا أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، خاصة من منطقة سلوان – جنوب الأقصى، تصل الى أسفل الزاوية الجنوبية الغربية الأقصى، وقد تخترق في أية لحظة أسفل المسجد الأقصى".
ولفتت الدراسة إلى تقريرٍ مطول أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية في شهر نيسان/2016، وتبعه مقال آخر في نفس السياق نشر في شهر حزيران/2016 كُشف فيها أنه يُحفر في هذه الأيام نفق طويل وعريض جداً، وسيتم خلال سنوات حفر مساره ليمتد على طول 700 متر من عين سلوان حتى حائط البراق، وسيكون عرض النفق 7,5 متر تُضاف إليه شبكة إضاءة ولافتات توجيه ومنصات عرض على جانبيه، والذي سيصل إلى باب تاسع جديد تحت الأرض يخترق سور القدس التاريخي من الجهة الجنوبية، في حين يتيح استكمال هذا النفق المسير من تحت سلوان إلى البراق، ذهاباُ وإياباً، والذي سيكون بمثابة الشارع السريع تحت الأرض في القدس (أوتوستراد)".
ودلّلت الدراسة على "أن ما أكد هذا الموضوع وثبته أكثر أن ما يسمى بسلطة أراضي "اسرائيل" خصصت نحو مليون شاقل قالت انها لتمويل حفر نفق ضخم بطول 550 م وعرض 7،5 م، يبدأ من أسفل عين سلوان بجانب مسجد القرية القديم وسط بلدة سلوان، ويمتد إلى أسفل منازل البلدة باتجاه الشمال ويمر أسفل حي وادي حلوة حتى أسفل الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الاقصى، وقد أقرت لجنة المالية في بلدية الاحتلال في القدس بتاريخ 14/9/2016 هذا البند في ميزانيتها، علما أن البلدية طلبت هذا الدعم من سلطة ما يسمى "أراضي إسرائيل" والتي بدورها استجابت للطلب".
وبيّنت الدراسة "أن ما يسمى بـ "سلطة الآثار" "الإسرائيلية" نشرت تقريرين، اعترفت في التقرير الأول والذي نشر في شهر 1/آب/2016، وأسمته تقريرا "نهائيا"، بإجرائها حفريات أسفل اساسات المسجد الأقصى على طول 80 مترا، من الزاوية الجنوبية الغربية لجدار المسجد الأقصى الغربي وحتى أسفل باب المغاربة، وقالت السلطة إنها كشفت حتى الآن عن خمس مداميك من هذه الأساسات، بحفريات استمرت خمس سنوات، ووصلت إلى المنطقة الصخرية أسفل الأساسات نفسها، واعترفت في التقرير الثاني والذي نشر نهاية آب/2016، بحفر نفق تحت الأرض بطول 580 مترا يمتد من الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى باتجاه الجنوب ويصل الى منطقة عين سلوان وسط البلدة".
في سياق متصل، أكدت الدراسة "أن العام 2016 شهد حسما لثلاث ملفات لمشاريع تهويدية ضخمة حول المسجد الأقصى، بعد تدخل مباشر من قبل وزارات حكومية، فقد تم حسم ملف مشروع "مجمع كيدم- الهيكل التوراتي"، الذي سيبنى في مدخل وادي حلوة، على بعد عشرات الأمتار من جنوب المسجد الأقصى، وأقر العمل بالمشروع وفق التخطيط الكبير وليس المقلص، بعد تدخل من قبل وزارة القضاء، وأعيد رسم المشروع الأضخم والأقرب الى المسجد الأقصى. وبالتالي يقر بناء المشروع على مساحة نحو 15600 متر مربع، وارتفاع سبع طبقات متعددة الاستخدام، بعضها تحت الأرض وأخرى فوقها، على مساحة ستة دونمات (أجريت فيها حفريات منذ نحو عشر سنوات)، وهي أرض مقدسية تقع في مدخل حي وادي حلوة/بلدة سلوان، ويضم البناء متاحف وصالات عرض، ومبنى "هيكل التوراة" وواجهة تجارية وقاعات تعليم، وموقف سيارات يتسع لنحو 250 سيارة".
وفي آب من العام 2016 أقرّت محكمة "إسرائيلية" بناء "بيت الجوهر – بيت هليبا" التهويدي، الذي من المخطط إقامته في ساحة البراق على مسافة نحو 100 متر، غربي المسجد الأقصى، بعدما رفضت المحكمة اعتراضات "إسرائيلية" على أصل المبنى وعلى تفاصيله، وكانت لجان تخطيطية مختلفة في القدس وبعد مداولات متعددة أقرت مطلع العام بناء "بيت الجوهر" التهويدي، على مساحة 1.84 دونما، ومساحة بنائية تصل الى 2985 متر مربع، تشمل بناء طابقين فوق الأرض وآخر تحت الأرض (يكوّن طابقاً لعرض الموجودات الأثرية في الموقع)، فيما سيستعمل المبنى بكليته كمركز زوار تعليمي وتربوي، ينقل الرواية التلمودية، ويساهم في خدمة تهويد منطقة البراق، وسيشمل المبنى، قاعات وصالات عرض ضخمة جدا، وصالات لتمرير حفلات البلوغ اليهودية، بالإضافة إلى مكتبة ومركز دراسات وصفوف تعليمية.
وبتاريخ 28/11/2016 قررت لجنة التراخيص التابعة لقسم التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، الموافقة على إصدار ترخيص لمخطط بناء مصعد البراق، بين حارة الشرف وساحة البراق، والذي يحتوي على نفقين إحداهما عامودي والآخر أفقي، وذلك بهدف تسهيل الوصول بين حارة الشرف ومنطقة البراق، الذي تبعدهما ارتفاعات بينهما تصعّب وصول السياح الأجانب والمستوطنين "الإسرائيليين"، من الارتفاع الأعلى في منطقة حي الشرف في القدس القديمة، الى المنطقة الأسفل في منطقة حائط البراق.
وقد وصودق في الجلسة على منح ترخيص للمخطط بغية البدء في العمل، وذلك بعد 10 سنوات من التخطيط والمتابعة، ويبدو أن المشروع سيخرج الى حيّز التنفيذ قريبا، وهو المخطط الذي يقضي أولا، بحفر نفق عامودي في داخل الصخر، بعمق نحو 25 مترا، بالقرب مما يسمى "كنيس المبكى"، على الطرف الشرقي لحارة الشرف– أو يسميه الاحتلال الحي اليهودي-، ليصل الى مستوى ساحة البراق، ومن ثم حفر نفق أفقي من النقطة نفسها، بطول نحو 60 مترا تصل الى الطرف الغربي لساحة البراق، وضمن النفق العامودي سيتم تركيب مصعد كهربائي، أما النفق العامودي فسيشكل معبرا إلى منطقة ساحة وحائط البراق.
وسيطلق على المصعد اسم "مصعد باروخ"، على اسم الثري اليهودي "كلاين باروخ"، الذي تبنى مصاريف مشروع المصعد الكهربائي، بقيمة 10 مليون شيقل.
وفي إطار التهويد-حسب الدراسة- اعتمد الاحتلال تطويق المسجد الأقصى بعشرات الكنس اليهودية، ولكنه اعتمد في السنوات الأخيرة بناء كنس ضخمة لتغيير معالم الفضاء حول المسجد الأقصى، وخلال العام 2016 بدأ الاحتلال التخطيط بإقامة كنيس يهودي كبير أسفل وقف حمام العين على بعد أمتار من أسفل غرب المسجد الأقصى. وقالت مصادر عبرية انه سيتم إجراء حفريات إضافية في الموقع قبل البدء ببناء الكنيس اليهودي المذكور، وأضافت المصادر نفسها بأن موقع إقامة الكنيس اليهودي سيكون في الأساس على حساب القاعة المملوكية التاريخية الواقعة أسفل وقف حمام العين، في أقصى شارع الواد في القدس القديمة وعلى بعد أمتار من حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وأشارت الدراسة الى أنه "في تشرين الثاني من العام 2016 أصدرت ما تسمى بـ "الشركة لترميم وتطوير الحي اليهودي" اعلان مناقصة شاملة لبناء وتشغيل كنيس" جوهرة إسرائيل" في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة، ويبعد نحو 200 مترا هوائيا غربي المسجد الأقصى المبارك، وتضمنت المناقصة المُعلن عنها، إقامة الكنيس ومرافق له، من ضمنها مركز زوار متطور يهدف الى "الجذب العالمي للتراث اليهودي الديني والقومي والتاريخي"، بالإضافة الى قاعة اجتماعات ومؤتمرات، تقدم الشروح والعروض اليهودية بشكل حديث، وسيبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف إسلامي وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة البنائية الإجمالية للكنيس نحو 1400 متر مربع، وسيتكون من ست طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها، وعلى مساحة 378 متراً مربعاً، فيما سترتفع على المبنى قبة ضخمة، حيث سيصل ارتفاع المبنى الى نحو 23 متر عن مستوى الشارع.