الاثنين 25-11-2024

دراسة إسرائيلية: بن سلمان يقود السعودية لعهد انعدام الاستقرار

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

دراسة إسرائيلية: بن سلمان يقود السعودية لعهد انعدام الاستقرار
عرب ٤٨
13/11/2017
تناول "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، في ورقة موقف أصدرها اليوم، الاثنين، التطورات الأخيرة الحاصلة في السعودية، ولفت إلى أنه في خلفية هذه التطورات السؤال الهام حول ما إذا "المملكة موجودة في بداية عهد من انعدام الاستقرار المتواصل". كذلك فإن "هيئات التقييم ووضع السياسات في الدول المتأثرة من مكانة السعودية، وبضمنها إسرائيل، عليها أن تشدد متابعتها للأحداث وإعداد خطط طوارئ في حالة نشوء أزمة"، وفقا لورقة الموقف التي وضعها رئيس المعهد، عاموس يدلين، وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، والباحث في المعهد، الدكتور يوئيل غوجانسكي، الذي عمل في السابق كمركز للموضوع الإيراني في "مجلس الأمن القومي" التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

واستعرضت الورقة الأحداث الحاصلة في السعودية، وأبرزها إقدام ولي العهد، محمد بن سلمان، على اعتقال 11 أميرا وأربعة وزراء وعشرات المسؤولين، "وكأن ذلك باسم محاربة الفساد"، لكن الباحثان أشارا خصوصا إلى الأمراء المعتقلين، الوليد بن طلال ومتعب بن عبد الله ومنصور بن مقرن (الذي قتل بإسقاط طائرته) وعبد العزيز بن فهد، ووصفهم بأنهم كانوا يوجهون الانتقادات الشديدة إلى بن سلمان.

لكنهما أشارا إلى أن "التطور الأهم في خطوات بن سلمان مرتبط بسيطرته على مركز قوة أمني آخر لدى إبعاد متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني"، وهو قوة نخبة عسكرية يعدّ قرابة 100 ألف رجل أمن، وتتواجد قوة من هذا الحرس في البحرين من أجل حماية حكم الأقلية فيها.

وقالت ورقة الموقف الإسرائيلية إن "موجة الاعتقالات غايتها، كما يبدو، إبعاد معارضين، بشكل فعل أو بالقوة، عن طريق محمد بن سلمان نحو العرش". ولفت الباحثان إلى أن بن سلمان فتح جبهة داخلية في الوقت الذي تتدخل فيه السعودية في عدد من الجبهات الخارجية في الشرق الأوسط، ضد إيران في اليمن، وضد حزب الله في لبنان وضد قطر. "والدمج بين مواجهات خارجية وصراعات داخلية يستوجب متابعة متواصلة للتطورات، التي قد تضرّ باستقرار المملكة، إضافة إلى وضع ردّ على انعدام الاستقرار هذا".

ووفقا للباحثين الإسرائيليين، فإن التغييرات في توازن القوى السياسية التي يسعى بن سلمان إلى إجرائها، بدأت بصورة تدريجية منذ العام 2015، عندما عينه والده في منصب ولي ولي العهد، ووزيرا للدفاع ومسؤولا عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. بعد ذلك، أطاح بن سلمان بولي العهد محمد بن نايف، رغم أنه كان مسؤولا عن قوات الأمن الداخلي وتم وضعه في حبس منزله مع أقربائه.

وأضاف الباحثان الإسرائيليان أنه على الرغم من أن بن سلمان يصور اعتقال الأمراء على أنها حرب ضد الفساد، إلا أن سلوك ولي العهد نفسه لا تختلف عن سلوك باقي الأمراء من حيث الجوهر. فقد اشترى بن سلمان، على سبيل المثال، يختا بمبلغ 500 مليون دولار. ورأى الباحثان أنه "لذلك، فإن بن سلمان عمل بهدف منع انتقادات ضده من جانب خصوم له داخل العائلة ولجم تشكل معارضة لحكمه. بل أنه من الجائز أن خطواته تعكس تطلعا إلى نقل العرش إلى يديه بسرعة". وأشارا في هذا السياق إلى أنه في أعقاب جمع بن سلمان مراكز قوة بين يديه، فإن "أمراء كبار في المملكة خرجوا بدعوات علنية نادرة مطالبة بالتغيير، من خلال تعبيرهم عن انعدام ثقة به وبوالده، الملك المريض".

ورأى الباحثان أنه في أعقاب خفض الدعم للبضائع، ما يؤدي لارتفاع أسعارها، "تزايد إحباط الجمهور، الذي اعتاد الوفرة التي مصدرها بالدخل من النفط، في أعقاب انخفاض الرواتب، تقليص دعم السلع وارتفاع غلاء المعيشة، على خلفية انخفاض أسعار النفط في السنوات الأخيرة. وإذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن بن سلمان قد يخسر التأييد من جانب الشبان بالمملكة. وموجة الاعتقالات والخوف من انعدام استقرار سياسي من شأنه أن يضع صعوبات أمام المملكة في تجنيد رؤوس أموال أجنبية، الضرورية لها من أجل تطبيق الخطط الاقتصادية التي أعلن عنها بن سلمان، وإبعاد الاستثمارات الأجنبية".

ورصد الباحثان تعالي دعوات في شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية إلى خروج المواطنين إلى الشارع والمشاركة في احتجاجات، "وذلك أيضا على خلفية الغليان بين الأقلية الشيعية في المملكة. وفي أيلول/سبتمبر اعتقل رجال دين وأكاديميين وصحافيين بسبب انتقاداتهم لسياسة بن سلمان الاقتصادية، وأداء الرياض في الأزمة مع قطر وبسبب الحرب في اليمن، التي شنها بن سلمان وتبدو بعيدة عن الحسم".

وشدد الباحثان على أن "أداء بن سلمان، بعد سنوات تميزت فيها السياسة السعودية بالانضباط والحذر، أثار تخوف في أوساط أجهزة استخبارات غربية بسبب المخاطر الكامنة في هذا الأداء، وبينها الاستقرار في المملكة".

وأضافا أن "النظام في السعودية تحول إلى حكم رجل واحد، ولم يسجل إنجازات ملموسة بعد، وإنما تركز في تحصين مكانته وقوته"، وأن بن سلمان يعزل نفسه عن "تقاليد صناعة القرار الجماعية، ويدخل في مواجهة مع المؤسسة الدينية والنخب الاجتماعية والاقتصادية، وليس واضحا ما إذا كان هؤلاء سيتقبلونه خانعين. ونهاية هذه العملية مغلفة بالضبابية".

انشر المقال على: