خطاب "عباس" إعلان رسمي عن وفاة المصالحة
وصف الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء اليوم، بأنه بمثابة إعلان رسمي عن وفاة المصالحة الفلسطينية.
يشار إلى ان الرئيس عباس اتهم بشكل مباشر حركة حماس بالوقوف خلف محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمدالله في غزة، قبل ظهور نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية في غزة.
وقال عوكل في حديث لـ "فلسطين اليوم" أننا ندرك أن هناك صعوبات ومشاكل وعقبات أمام المصالحة، وأن آخر جولاتها كانت تراوح في نفس المكان، مستدركاً أننا الآن أصبحنا أمام إعلان وفاتها.
وأضاف، أن مثل هذه الاتهامات التي وردت على لسان الرئيس لا تبقي مجالا للمصالحة ولا لغيرها، بغض النظر إن كانت الاتهامات صحيحة أم غير صحيحة، خاصة أن التحقيقات لم تعلن حتى الآن.
وأوضح، أن النتيجة في خطاب الرئيس هي قرارات وإجراءات ضد غزة من جديد لتعمق المأساة في القطاع وتبعد الأمل في إمكانية تحقيق المصالحة، أو إيجاد مخارج لتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية في غزة.
وأكد أن الاتهامات المباشرة لحركة حماس بالوقوف خلف الحادث الذي تعرض له موكب الحمدالله، قطع الطريق على التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية في غزة.
وحول إمكانية أن يؤدي الوضع الكارثي في غزة إلى تصعيد مع الاحتلال "الإسرائيلي"، شكك عوكل في أن حماس لديها الرغبة في التصعيد على جبهة الاحتلال "الإسرائيلي"، ورأى أن حماس تتجه لتصعيد من نوع آخر متمثل بمسيرات العودة لأنها تأخذ طابعاً وطنياً وشعبياً. موضحاً أن هذا الخيار سيؤدي إلى تأزيم العلاقة مع الاحتلال وبنفس الوقت يعطي لحماس بعداً وطنياً.
كما أشار إلى أن من ضمن الخيارات التي قد تقدم عليها حركة حماس ربما اللجوء من جديد لتقوية علاقتهم مع النائب محمد دحلان، وتوسيع دائرة العلاقات مع أطراف أخرى فلسطينية للتفكير بإدارة أوسع لقطاع غزة (فكرة مطروحة سابقاً)، ولكن هذا الخيار مرهون بالموقف المصري.
وأكد على أن الرئيس عباس بإجراءاته وخطواته هو يعلم أبعادها جيداً، وهو ليس لديه استعداد لأن يراعي حسابات عواصم الجغرافيا والمال.
وأوضح، أن المحصلة النهائية هي أن غزة في مأزق كبير الآن.
الجدير ذكره، أن حركة حماس أدانت التفجير الذي تعرض له الحمدالله في غزة، ورفضت الاتهامات التي وجهت لها من قبل قيادات في حركة فتح عقب التفجير مباشرة، ودعت لتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على الفاعلين ومن خلفهم.