حرب “تكسير عظام” بين حماس والسلفيين بغزة
منذ الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 16جنديا وضابطا مصريا في سيناء الشهر الماضي، تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لحركة حماس، حملتها الموسعة لملاحقة العناصر السلفية بقطاع غزة، في وقت تراه الجماعة السلفية أمر غير مبرر .
واصدرت الحركة الجهادية السلفية في غزة بيان أول أمس ، تتهم فيه حماس بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصرها لمنع إطلاق الصواريخ تجاه البلدات الصهيونية القريبة من غزة.
ويضيف البيان: انه تم استدعاء أعداد كبيرة من عناصر الجماعات في غزة، فيما تتم ملاحقة بعض القياديين المطلوبين للاحتلال الصهيوني، وتشدد أجهزة أمن حكومة غزة حملاتها ضد العناصر السلفية لمنعهم من إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات المجاورة لقطاع غزة، ومثل هذه الحملات تهدف لحماية أمن الاحتلال.
واتهم البيان حماس بمواصلة اعتقال مسؤولين مثل قائد جيش الأمة، أبو حفص المقدسي، والقيادي أبو صهيب رشوان، قائلة إن الأخير يتعرض لتعذيب شديد وتحقيق يشارك فيه ضباط أمن مصريون.
وأردف بيان الجهادية السلفية قائلا ” نشدد على أن استمرار هذه الحملات وتوجيه الاتهامات بين الفينة والأخرى لعناصر الجماعات السلفية الجهادية بالوقوف خلف الهجمات المختلفة و(تحميلها ما فوق طاقتها) سيؤدي في نهاية المطاف إلى (ما لا يحمد عقباه).
ولم تقف حملة حماس عند السلفية الجهادية؛ بل استدعت، بحسب ما قال مجدي المغربي رئيس اللجنة الإعلامية لـ”جمعية ابن باز الخيرية” مشايخ دعويين معروفين.
ويقول المغربي على صفحته على “فيس بوك”: جهاز الأمن الداخلي لحكومة حماس أقدم على استدعاء فضيلة الشيخ عمر الهمص ونائبه الشيخ حسام الجزار، وهو ما أثار غضب واستهجان السلفيين في غزة، مضيفا أن حماس تريد أن تضرب، ولا تسمح للمضروب أن يصرخ أو يتألم.
كسر العظام
ودخلت العلاقة بين حركة حماس والجماعات السلفية في قطاع غزة مرحلة “كسر العظام”، بعدما شددت حماس الخناق على عناصر السلفية الجهادية والدعوية معا، وراحت تلاحقهم من شارع إلى شارع، وهو ما حذر معه السلفيون من عواقب لا تحمد عقباها.
ووسعت حماس في اليومين الأخيرين من حملة الاعتقالات التي تنفذها بحق سلفيين جهاديين، وأخضعتهم لتحقيقات متواصلة حول بنية الجماعة ومصادر تمويلها وتسليحها.
وقد كثفت حركة حماس من حملتها هذه بعد عمليات إطلاق صواريخ على بلدة سديروت الإسرائيلية القريبة من غزة تبناها مجلس شورى المجاهدين الذي تحاول حماس فك لغزه من خلال هذه الملاحقة والاعتقالات.
توتر العلاقات
وبالنسبة لعلاقة حماس بالسلفيين فهي علاقة متوترة في الأساس، وزادت توترا بعد حادثة سيناء، قبل أن تتبنى جماعات سلفية جهادية تنشط في غزة وسيناء مطلع الأسبوع الماضي، عمليات إطلاق صواريخ تجاه جنوب إسرائيل ما تسبب بإصابة مستوطن.
وتبنى العمليتين تنظيم سلفي جهادي يُطلق على نفسه مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس، وقال إن هذه العمليات تأتي ردا على الغطرسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وزاد من حدة التوتر، عقب تصريحات آفي ديختر وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، لمح فيها إلى احتمال تنفيذ عملية عسكرية رادعة ضد منظمات الإرهاب في قطاع غزة.
وقال الوزير الإسرائيلي أثناء زيارته سديروت وتفقده للبيت الذي أصابه أحد الصواريخ، الآن يجب أن تتبع إسرائيل استراتيجية واضحة لوقف “الإرهاب” في قطاع غزة. مضيفا من الضروري قيام إسرائيل بعملية رادعة تمنع بشكل كامل إطلاق الصواريخ.
وتابع على إسرائيل أن تتحرك في الوقت الذي تجده مناسبا للرد بعملية رادعة، وليس الانجرار خلف المنظمات الإرهابية التي تطلق الصواريخ والرد عليهم وفق مبدأ التنقيط.. وهذا يتطلب استراتيجية واضحة تقود لوقف الإرهاب بشكل كامل.
جماعات تكفيرية
وتعتبر حماس الجماعات السلفية، جماعات تكفيرية، وتتهمها بضرب النسيج المجتمعي، وتنفيذ أعمال قتل وحرق واستهداف أشخاص ومؤسسات ومحال تجارية، وهو أمر نفاه السلفيون الذي لا يعترفون بحكم حماس وإسلاميته.
وتقول حماس إنها لن تسمح لمثل هذه البذور الإرهابية أن تنمو في قطاع غزة، كما ترفض الحركة تنفيذ أي عمل منفرد تجاه إسرائيل حفاظا على التهدئة في قطاع غزة ومصالح الناس. وتقول “إن الحرب رهن بتوافق وطني عام