الجمعة 31-01-2025

حرب المستوطنين لتقسيم ساحات الاقصى

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

حرب المستوطنين لتقسيم ساحات الاقصى محمد محفوظ جابر لا زالت طبول تقسيم الحرم القدسي تقرع ولكن ليس هناك من يسمع ! غارات يومية يشنها مئات من المستوطنين على الحرم القدسي الشريف ليدنسوه بأقدامهم ويمارسون طقوسهم الدينية داخل الحرم ويمارسون طقوسهم الاجتماعية أيضاً كما حدث في مراسم الزواج الذي تم في ساحة الاقصى. ويستمر المستوطنون بالهجوم على المصلين المسلمين وتشتد الاعتداءات يوماً بعد يوم ، بل أخذ المستوطنون أيضاً يهاجمون الطلاب الذين يدرسون في معاهد العلم داخل الحرم ويعتدون عليهم . هذه الهجمات الصهيونية يومية ومنظمة ولها قيادات حزبية صهيونية استيطانية من أمثال وزير الاسكان أوري آرئيل والناشط الليكودي يهودا جليك وعضو الكنيست السابق ميخائيل بن آري وقيادات من حركة شاس وغيرهم، وهم يزدادون يوماً بعد يوم وينضم إليهم أعداد جديدة من الوسط الصهيوني تحت شعار " بناء الهيكل " وعندما يقتحمون أبواب الحرم يذهبون إلى منطقة المصلى المرواني. إن التواجد اليومي في داخل الحرم القدسي وأداء الصلوات التلمودية هو عملية تثبيت لما يدعونه حقهم في الحرم ولذلك انطلقت الدعوات الحاخامية الاستيطانية بإجراء تقسيم زمني لوجود اليهود والمسلمين داخل الحرم ، وفعلاً قامت الشرطة بمنع دخول العرب أحياناً تحت سن معين و أحياناً منعاً كاملاً . بل إن مفوض الشرطة " يوحنان دانينو " اعتبر حق اليهود بالدخول إلى الحرم بصفته " ساحات جبل الهيكل " حقاً مضموناً ولا يجوز النقاش فيه وقال أن " كل يهودي يريد أن يصلي في جبل الهيكل ( المسجد الأقصى ) يجب أن نضمن له هذا الحق . ويعتبر هذا موقفاً جديداً وتطوراً في عملية السماح لليهود بالدخول إلى الأقصى وكانت الشرطة في السابق تمنع الجماعات المتطرفة من الدخول . بل إن الكنيست الصهيوني قد أصدر قراراً ينص على حق اليهود الدخول بشكل حر إلى " المسجد الأقصى " والسماح لهم بالصلاة وأن على الشرطة أن توفر الحماية لهم أثناء تأدية الشعائر الدينية اليهودية وبذلك أخذت هجمات المستوطنين الطابع الرسمي باقتحام أبواب الحرم والصلاة في ساحات الأقصى . وقد رافقت هجمات المستوطنين عمليات اعتقال النشطاء السياسيين العرب وعمليات ابعادهم عن القدس وكذلك اعتقال حراس المسجد الأقصى العرب وابعادهم عن المسجد لتسهيل عملية الدخول لليهود وتقليص المقاومة لعملية التهويد . إن هذا التقسيم الزمني سوف يتبعه تقسيم جغرافي لساحات المسجد الأقصى بحيث يتم تقسيمه كما تم تقسيم الحرم الابراهيمي في الخليل ويتضح من مكان تجمعهم عندما يقتحمون أبواب الحرم ، إن المكان الذي سيستولون عليه هو سطح المصلى المرواني وقد يكون المصلى نفسه الذي سبق أن استولى عليه الصليبيون وحولوه إلى اسطبلات لخيولهم وسميت " اسطبلات سليمان " وبقي كذلك إلى أن حرره صلاح الدين الأيوبي ولكن لم يتم ترميمه إلا عام 1997حيث فتح أمام المصلين . مما يؤكد هذا التوجه هو الادعاء مؤخراً بالعثور على كنوز يهودية من العهد البيزنطي في منطقة القصور الأموية على بعد حوالي 50 متراً من حائط البراق الذي أطلقوا عليه حائط المبكى ، ولكن اختيار الموقع لم يكن عبثاً إذ أن الموقع يبعد بضعة أمتار عن المصلى المرواني ويفصل بينهما سور القدس الجنوبي وفيه باب وهو الباب المنفرد وهو مغلق حتى الآن ، وقد تم الادعاء بوجود الشمعدان اليهودي وآثار لرموز دينية أخرى . ويقول نا تنياهو " أن هذه وقائع تاريخية على الأرض تؤكد ارتباط الشعب اليهودي بمدينة القدس وأرضه وتراثه . مما يؤكد على التخطيط المسبق للسيطرة على ساحة المصلى المرواني وربط مكان الآثار المزيفة بها وتسهيل الحركة بالدخول عبر الباب المنفرد المغلق اضافة إلى الأنفاق تحت الأرض والتي ستسهل الانتقال إلى المصلى المرواني نفسه حيث لا يوجد معيقات تهدد عرقلة تنفيذ المشروع الصهيوني أي أن التقسيم قادم لا محالة .

انشر المقال على: