جهود مصرية كبيرة تبذل للعودة لتفاهمات التهدئة والبدء بتنفيذ المرحلة الاولى
لا تزال الاتصالات المصرية والأممية الرامية لتثبيت «تهدئة طويلة» في غزة مستمرة، غير أن موجة القتال التي انتهت مساء الخميس الماضي، لا تزال تلقي بظلالها، وسط خشية من انفجار موجة أخرى، بسبب ارتفاع حالة التحريض الكبيرة داخل "إسرائيل".
ووصل بالفعل وفد قيادي من حركة حماس من الخارج، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لعقد لقاءات جديدة مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، حول ملف التهدئة والمصالحة، خاصة في ظل النتائج التي يحملها الوفد، الذي شارك في مشاورات داخلية عقدتها الحركة الأسبوع الماضي في قطاع غزة، ومن المقرر أن يتم أيضا نقاش ملف المصالحة مع حركة فتح.
ويأتي ذلك بعد نقاشات دامت ثلاث ساعات، عقدها مساعدو المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، مع قادة حركة حماس يوم السبت الماضي في مدينة غزة.
وركزت هذه النقاشات على المحافظة على الهدوء الحالي، وعدم الدخول في موجة قتال جديدة، خاصة وأن الموجة الأخيرة شهدت تصعيدا خطيرا، لجأت خلاله قوات الاحتلال لضرب وسط غزة، وقصف مركز ثقافي مكون من طبقات عدة، معيدة بذلك مشهد هدم الأبراج السكنية، التي كانت حاضرة في نهايات الحرب الأخيرة.
وتشير مصادر مطلعة لصحيفة "القدس العربي" إلى أن هناك جهودا مصرية كبيرة، تهدف إلى التوصل قريبا إلى تلك التفاهمات التي أعدت خطة لها، بالتنسيق مع الأمم المتحدة منذ أسابيع، لتبدأ مرحلة تطبيق أولى مراحل الاتفاق، والقاضية بعودة الهدوء الكامل لحدود غزة، مقابل فتح معبر رفح بشكل أوسع، وإدخال إسرائيل تسهيلات إضافية لمرور البضائع والسلع للسكان المحاصرين.
لا مانع من التفاهمات
وسبق أن حملت تصريحات قادة الحركة في غزة، والتي تلت النقاشات الداخلية، إشارات إلى عدم ممانعة الحركة من التوصل إلى تفاهمات تهدئة جديدة تستمر لأعوام، ويتخللها عقد صفقة تبادل أسرى، مقابل رفع الحصار عن غزة، وتنفيذ مشاريع جديدة، تنهي الحالة المأسوية التي وصلت لها الأوضاع بسبب الحصار الإسرائيلي.
وحتى اللحظة وبسبب «السرية» التي تحيط بالملف، والأحداث الأخيرة التي انتهت ليل الخميس، لا يعرف الوقت المحدد للتوصل إلى هذه التفاهمات التي تجري بطريقة «غير مباشرة» بين حماس وإسرائيل، بالرغم من وجود تحذيرات تؤكد أن طول المدة، وعدم إنجاز العملية في وقت قريب، ربما يساهم في انفجار الوضع، واندلاع موجة قتال أعنف مما سبق، في ظل تعالي الأصوات الإسرائيلية ومن ضمنها شركاء في حكومة اليمين التي تنادي بهذا الأمر.