تقرير صهيوني حول التسوية:
لا مطار ولا ميناء ولا لعودة اللاجئين والقدس
جاء في تقرير نشره موقع معهد هرتسيليا متعدد المجالات، أنّ 9 أشهر المخصصة للمفاوضات بين السلطات الصهيونية والسلطة الفلسطينية برعاية الأمريكيين لتحقيق اتفاق سلام، تحمل معها احتمالاً طفيفاً بالنجاح.
ويرى الباحث بمعهد "أبحاث الأمن القومي الصهيوني" العميد احتياط في الجيش الصهيوني أودي ديكل، أن فكرة التسوية الإنتقالية مع الفلسطينيين هي الأقرب للتطبيق "لأنه عندما تأتي اللحظة الحرجة التي يتعين فيها اتخاذ القرارات الصعبة فلا توجد هناك زعامة فلسطينية لإتخاذها، ولذلك فلا أرى احتمالاً بأن نتوصل لتسوية دائمة، لأن الفوارق في المواضيع الجوهرية لم تتقلص، بل اتسعت فقط".
وأضاف ديكل الذي رافق المفاوضات عن كثب منذ سنوات طويلة، ورفع مؤخرا لرئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" كتابا من 1600 صفحة، يجمع كل خلاصات المباحثات التي دارت مع الفلسطينيين، أنه يقترح فحص إمكانية التسوية الإنتقالية أو الخطوة الذاتية، "لأننا يجب أن نقرر تغيير الواقع على مراحل، فنحن معنيون بالتخطيط الاستراتيجي في محيط متغير، لأن الأساس هو الحفاظ على (إسرائيل) دولة يهودية، وتثبيت حل الدولتين، لأننا نحاول منذ 20 سنة الوصول لتسوية، ولم ننجح".
وأكّد ديكل الذي شغل في السابق، رئيس الدائرة الاستراتيجية في هيئة الأركان، ورئيس قسم البحوث في سلاح الجو، "أنه من الأفضل تسوية دائمة مع الفلسطينيين، فإذا لم يكن احتمال لها، فيجب إيجاد حل جيد لنا، والتسوية الإنتقالية تضمن ذلك، دون ذكر لعودة اللاجئين، القدس، المحافظة على الكتل الاستيطانية، وجود الجيش في غور الأردن".
وأوضح أنّ مسيرة فك الارتباط أحادية الجانب عن غزة لا تشبه خطوات تنفيذ اتفاق انتقالي أحادي في الضفة، لأنه لا يوجد إخلاء للمستوطنات، وستكون سيطرة صهيونية في غور الأردن، ولن نفتح الحدود، وسنمنع كل دخول لوسائل قتالية، وأناس غير معنيين بدخولهم للدولة الفلسطينية.
من جهته، اعتبر الجنرال عوديد تيرة أن المعطيات الأمنية والسياسية لا تدعم التوصل لاتفاق بين مع عباس وفريقه، "وإذا تم التوقيع على الاتفاق رغم عوامل الفشل المرتبطة به، فسيعد خطأً قاتلاً لهما".
وأوضح تيرة أنّ الكيان الصهيوني غير معني بالاتفاق حالياً، لأنه يعرف أن عباس و"فتح" لا يمثلان كل الفلسطينيين حتى في مناطق الضفة، "لأن معنى أي اتفاق نهائي هو قدرته على فرضه على سكان الضفة وغزة، ومن شأنه أن يغير وجه المنطقة، ولذلك ما الذي يجبرنا على التخلي عما وصفها بـالكنوز الجغرافية والأمنية في الضفة الغربية بدون مقابل؟".
وأشار إلى أن "ذلك سيعد حماقة صهيونية، وسيؤدي الاتفاق فعلياً لسيطرة "حماس" على الضفة، مما سيحول "تل أبيب" والساحل لمناطق مواجهة كالمدن القريبة من غزة، ولو افترضنا الموافقة على تنازلات لا مسؤولة، فالجانب الفلسطيني لا يمكنه رفض هذا الاتفاق، وتحديداً عقب الضغط الأمريكي، ومع ذلك فلن يكون الاتفاق لأمد بعيد لأن بانتظار رئيس السلطة مفترق من الأزمات، ومن كل الاتجاهات.
ومن جانبه، اعتبر أوفير أكونيس أنّ نتنياهو سيواجه معارضة قوية للغاية من التيار اليميني، في حال حدوث تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، رافضاً فكرة وجود مطار جوي فلسطيني، لأنه يعني منحهم سيطرة على المجال الجوي، وهذه المحاولة فشلت في مطار رفح جنوب قطاع غزة.
وأضاف أنّه ليس هناك أي سيناريو يمكن أن يؤدي للتوصل لاتفاق دائم قائم على مبدأ حل الدولتين والعودة لحدود 67 دون أن تكون هناك انسحابات، واقتلاع مستوطنات، وهذا الحل لن يكون ممكنا تمريره داخل الليكود، سواءً باستفتاء كما جرى عام 2005 عندما عرض موضوع الانسحاب من غزة، أو أي إطار آخر، لأنه ليست هناك أغلبية داخله لمثل هذه الحلول، التي لم تعد صالحة.
وكرر بأن "إسرائيل لا يمكنها أن تنسحب حتى حدود 1967، لأنه يعني تنازلها عن منطقة اللطرون وأجزاء من الغور، وتفكيك مستوطنات معاليه أدوميم وهارحوما وراموت، ولذلك لا أوافق على قيام دولة فلسطينية، أنا مستعد للحديث عن اتفاق طويل الأمد يمنح الفلسطينيين حكما ذاتياً، وقدرة على إدارة شؤونهم".
من جانبه، أعرب العنصري أفيغدور ليبرمان رئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" عن شكوكه الكبيرة حيال إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي "بالتوقف عن إرباكنا، والتدخل في صراعنا مع الفلسطينيين، عليه أن يذهب ويتدخل في مكان آخر، وألا يسقطوا علينا إحباطهم نتيجة فشلهم في أماكن أخرى".
وشدد ليبرمان على معارضته المستمرة لفكرة أي تسوية، معتبراً أنّه لا يؤمن بإمكانية التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين.